ويقول هذا الدبلوماسي في لقاء مع (المنــار) أن المنطقة مقبلة على شلالات من الدماء، في حال أقدمت أمريكا على تنفيذ خططها التي لن تتوقف بتوجيه ضربات محددة ومحدودة لمواقع عسكرية سورية، فالخطة الأمريكية ليست محدودة في هذا المجال، وواشنطن تدرك تماما أن جميع السيناريوهات والاحتمالات قائمة وأن ما أسماه بـ "عفربت" الحرب الذي يقترب وتستعد أمريكا على اخراجه من قمقمه قد لا تتمكن من اعادته مهما كان حذرها.

ووصف الدبلوماسي الروسي ما يجري حاليا في سوريا بأنه يأتي في اطار الخطة الأمريكية الاسرائيلية التي تدعمها أطراف أخرى في المنطقة للحد من قوة ايران، أي أن ضرب سوريا، هي الحلقة الأولى من حلقات المسلسل الأمريكي الاسرائيلي لاستهداف ايران، وأن الحرب في حال اندلاعها ستشمل أيضا مهاجمة أهداف لحزب الله، فهذا الحزب ليس بعيدا عن الهدف الأمريكي الاسرائيلي والمنظومة التي تعمل من أجل الحد من قدرات ايران، فالحزب مستهدف وخطة استهدافه واستهداف سوريا في الطريق نحو طهران، لم تولد بعد استخدام الكيماوي في ريف دمشف، فهذه الخطة بدأت منذ سنوات وقبل اندلاع الأزمة السورية، والنشاط الاستخباري بمختلف جنسياته في المناطق الجنوبية من لبنان لرسم خريطة مخازن الصواريخ التي سيستخدمها حزب الله في حال أي هجوم عليه، لم تأت من أجل زيادة المعلومات لدى تلك الدوائر الاستخبارية، بل تأتي في اطار الاستعدادات لأي هجوم على الحزب في محاولة للحد من قدراته على ايذاء اسرائيل، ويحذر الدبلوماسي الروسي من أن انزلاق الاوضاع في المنطقة سيدخل منطقة الشرق الاوسط في حالة من الارباك وعدم الاستقرار الأمني.

وأكد الدبلوماسي الروسي لـ (المنــار) بأن بلاده حذرت الولايات المتحدة من مخاطر مثل هذه المغامرة العسكرية أكثر من مرة، وأن الحبل الروسي لمنع هذا الانزلاق والمتمثل بـ "جنيف2" ما زال حتى الان ممدوا، لكن، اندلاع حرب في المنطقة سوف يشعل النار في هذا الحبل.

ويتوقع الدبلوماسي الروسي: أن تكون المشاركة الايرانية في الرد على الضربات الامريكية على روسيا على نفس المستوى أي حجم الرد والمشاركة من حجم الضربة والقصف، فلا يمكن لايران أن تسمح بمرور الحلقة الأولى من مسلسل استهدافها بسهولة وبساطة، وهي تدرك جيدا أن عودة أمريكا لتلعب من جديد باسلحتها وقوتها العسكرية في المنطقة سيجعل من السهل توسيع دائرة استهداف أعداء أمريكا واسرائيل لتشمل ايران.

ويرى الدبلوماسي الروسي أن "شظايا" أول صاروخ أمريكي يسقط على سوريا ستصل الى مناطق بعيدة خارج الساحة السورية وسينشر الكثير من الدمار والاستهداف للمصالح الامريكية والغربية.. وهذا ما تحاول روسيا تحذير أمريكا ومن معها من خطورته.