2024-04-20 01:39 م

العدوان على سوريا انبعاث للمشروع الاستراتيجي الامريكي في المنطقة

2013-09-05
القدس/المنــار/ المخاوف الأمريكية من تداعيات شبيهة بتلك التي تسببت بها الحرب في افغانستان والعراق هي التي منعت الادارة الأمريكية من شن عدوان على الشعب السوري خلال السنة الاولى من اندلاع الأزمة السورية، والمخاوف من وقوع الولايات المتحدة في مستنقع جديد، والانزلاق الى حرب جديدة في الشرق الأوسط، هي التي تجعل الرئيس باراك اوباما حذرا في التعامل مع الأزمة السورية، وهذا لا يعني أنه لا يرغب في شن العدوان على سوريا.
لقد قدمت الولايات المتحدة ومن معها الكثير لتدمير الدولة السورية منذ اللحظة الاولى لاندلاع الأزمة ، وضخت السلاح وما زالت للعصابات الارهابية ووفرت الممرات الامنة للمرتزقة من مختلف الجنسيات الذين جندوا للالتحاق بتلك العصابات لسفك دماء أبناء الشعب السوري، كما عملت الولايات المتحدة على ادارة الالية المتعددة الجنسيات التي تدعم الارهابيين.
لكن، أمنيات اوباما لم تتحقق، وفي ذات الوقت ليست لديه الرغبة في ارسال الجنود الامريكيين الى مستنقع الشرق الاوسط، وبالتالي، تعمد أن يتحدث عن عمليات محدودة تفاديا من الانزلاق الى المشاركة الفعلية على الارض بارسال وحدات عسكرية الى الاراضي السورية.
ويقول خبراء في شؤون المنطقة لـ (المنــار) أن مستشاري أوباما يدركون أن الفاصل بين ضربة عسكرية محدودة، وبين الانزلاق الى حرب اقليمية في المنطقة تشارك فيها أمريكا، هي "شعرة" رفيعة.
ويضيف هؤلاء الخبراء، أن بعض الدول المشاركة في ائتلاف العدوان، وفي مقدمتها السعودية وتركيا وقطر أصبحت شهيتها مفتوحة منذ لوًح اوباما بالخيار العسكري بصورة قوية.
فاسرائيل وتركيا والسعودية ودول أخرى تتمنى أن يكون العدوان العسكري على سوريا ليس فقط هجوما لتجميل اداء العصابات الارهابية وتحسينه، فما تريده هو انهاء الأزمة السورية عبر عدوان همجي واسع حتى لو شكل ذلك مخاطرة كبيرة وانزلاقا لاحتكاكات عسكرية أوسع، ومن هنا، تدفع الدول المذكورة الرئيس أوباما الى توسيع خططه العدوانية العسكرية لاسدال الستار على الدولة السورية.
ويرى الخبراء أن جميع التقديرات الاستخبارية الموضوعة على طاولة الادارة الأمريكية هي سلبية جدا، وليس هناك ما يضمن أن تكون الضربات العسكرية العدوانية المرتقبة ضد أهداف سورية من ناحية الردود عليها، كتلك الضربات التي شنتها اسرائيل على سوريا، فالوضع مختلف، فهناك اعلان واضح للحرب على سوريا وليس ضربات غامضة ومجهولة يفسرها المحللون على صفحات الجرائد، وللخروج بتحليل جيد وتفسير أفضل لنتائج مثل هذا العدوان، لا مفر من الانتظار حتى ينتهي لنرى هذه النتائج على أرض الواقع، لكن، الحقيقة، التي يدركها الجميع هي أن امريكا تعيش في ورطة كبيرة.
وبالتأكيد، انطلق قطار العدوان العسكري ضد سوريا، وتأجيل الضربة لا يعني الغاؤها، ولن تنجح أية جهود في منعها.
ويعتقد الخبراء أن بعض الصقور داخل ادارة اوباما يعتبرون الهجوم على سوريا في هذه المرحلة اعادة انبعاث للمشروع الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة الذي يعاني من حالة ضعف شديد.