2024-04-25 04:02 م

العقم، الفشل الكلوي والوفاة نتائج حتمية للمكملات الغذائية

2014-03-30
الجزائر/بات استعمال المكملات الغذائية بأنواعها المختلفة كثير الانتشار لدى الجزائريين، الذين يؤكد المختصون أنهم يبحثون عما يضيف لأكلهم قيمة ويكسبه فائدة ضاعت منه لأسباب وعوامل كثيرة، غير أن الطريقة العشوائية التي ينتهجونها لأجل ذلك، وكذا الكميات والنوعيات المستعملة قد تسبب في أحيان كثيرة آثار جانبية على صحة مستخدميها، وتكون بذلك نتائجها عكسية لتلك المتوقعة. 
فيتامينات مختلفة، مضادات أكسدة، أملاح معدنية مضافة، ومواد أخرى كثيرة يصفها بعض الأطباء أو يتعرف عليها الشباب عن طريقة الأنترنت تعمل عمل المكملات الغذائية التي تضيف للغذاء قيمة مضافة لتلك التي يملكها، أو تكسب الجسم فوائد إضافية لا يحصل عليها من المواد الغذائية التي يتناولها، وبالرغم من خطورة المجازفة بهذا النوع من المواد، غير أن المقبلين عليها يهملون إتباع القواعد الواجبة لأجل الاستفادة منها بشكل جيد، ومن أجل سلامة صحة الفرد التي تضعها هذه المواد على المحك، ولأجل التعرف على هذه الظاهرة عن قرب ارتأينا القيام بجولة إلى عدد من الصيدليات والعطارات وكذا بعض المحلات المختصة في بيع المواد المساعدة على كمال الأجساد. عدم القدرة على توفير الغذاء
أكد العارفون في مجال التغذية أن أغلب الجزائريين المقبلين على المكملات الغذائية هم من محدودي الدخل، حيث يعتبر هؤلاء أن الفيتامينات والمواد الإضافية التي يستعملونها تكسب غذاءهم البسيط قيمة غذائية مضافة، وفي السياق تقول فيروز التي التقينا بها لدى صيدلية تقتني بعض الفيتامينات أن الطبيب نصحها بتدعيم ابنتها بعدد من هذه المواد، على غرار الفيتامين ”دي” و”سي” الضروريان جدا للنمو السليم والصحي للطفل، وتضيف محدثتنا أنه بفعل ارتفاع سعر اللحوم وافتقار حليب الأكياس للفيتامينات الأساسية تضطر إلى تعويض هذه النقائص بالفيتامينات التي تقدمها لابنتها من الصيدلية.
أما سميرة فقد اعترفت أنها تلجأ إلى هذه الحبوب المضغوطة على شكل فيتامينات دون استشارة الطبيب، قائلة أنها جاءت بالفكرة من جارتها التي وصف الطبيب لابنها بعض الفيتامينات التي تساعده في النمو، وفي ردها على سؤالنا عن ما إذا كانت لا تخشى من النتائج السلبية لهذه المواد تقول سميرة: ”لا أظن أن للفيتامينات آثار سلبية، فبالعكس كلما تناولنا منها أكثر زادت فائدتها، كما أنني لا أستعمل أنواع كثيرة منها، فهي لا تتعدى المغنزيوم لدعم الذاكرة، والفيتامين ”دي” المثبت للكالسيوم فقط، لاسيما أن الأكل الذي صرنا نشتريه لا يحتوي على هذه القيم الغذائية بصورة كافية”.
قبلة الشباب الباحث عن كمال الأجسام
في ذات الوقت الذي يزيد فيه إقبال الشباب على قاعات الرياضة لتقوية العضلات وكمال الأجسام، يزيد طلبهم من جهة أخرى للمواد المساعدة على ذلك، من فيتامينات وبروتينات ومضادات أكسدة والتي لا يتناولونها في صورتها الطبيعية، بل يميلون إلى اقتنائها على شكل أقراص أو خلطات امتلأت بها رفوف المحلات، هذه الأخيرة التي تعرض المئات من الأنواع والأشكال التي تغازل الشباب بصور رياضيين مفتولي العضلات على أغلفتها، وبالرغم من أحلام الشباب في امتلاك جسم قوي مفتول يفاخرون به أمام أقرانهم، إلا أنهم يجهلون حجم الخطر الذي تحمله هذه العقاقير المنشطة.
وفي السياق، كان لنا حديث مع ”حميمد” مدرب رياضي بقاعة متعددة الرياضات ببرج الكيفان والذي صرح قائلا: ”يقوم بعض المدربين بنصح المتمرنين الشباب ببعض العقاقير والفيتامينات التي تساعد في النمو الكامل والسريع للعضلات، غير أننا كمختصين في المجال الرياضي ندرك تماما أن أغلب هذه المواد تسبب الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة، وما يزيد الطين بلة هو إصرار الشباب على مضاعفة الكميات والمقادير، طمعا في نتائج أسرع وأحسن، غير أن الواقع يقول عكس ذلك، فالكثيرون يتعرضون لمشاكل صحية كبيرة تصل حد الوفاة”.  
أخصائيو التغذية يحذرون
أبدت أخصائية التغذية ليلى مسكين قلقها من تفشي ظاهرة استهلاك المكملات الغذائية بمختلف أنواعها،  وأوضحت أنه رغم افتقار غذائنا للكثير من الفيتامينات الضرورية والمواد الفعّالة في النمو الجيد والصحة الجيدة، غير أن التناول العشوائي للفيتامينات وباقي المواد الأخرى قد يسبب نتائج سلبية، وعن هذه النتائج تقول محدثتنا أن عدد الوفيات بسبب تناول المنشطات وسط الشباب في تزايد مستمر وبصورة مقلقة، كما أن ضحايا الأزمات القلبية والتسممات الغذائية يتصدرون قائمة ضحايا هذه المواد.
وأكدت الدكتورة مسكين أن الفيتامينات المقدمة للأطفال الصغار مفيدة بصفة عامة، غير أنها لا بد أن تتقيد بوصفة طبية، يحدد الطبيب من خلالها الجرعات اللازمة والأوقات المحددة لذلك، أما عن المنشطات والخلطات التي يتناولها الشباب الباحث عن كمال الأجسام فتقول أنها تسبب العقم وفشلا في الكلى ووهن عضلي وغيرها من النتائج السلبية الأخرى، منوهة أن الإشهار لهذه المنشطات والمواد الإعلانية المروجة لفعاليتها وتأثيرها ما هي إلا تجارة فحسب ولا أساس لها من الصحة. 
المصدر: صحيفة "الفجر" الجزائرية