2024-04-25 04:29 م

أردوغان "يد واشنطن" في الجزء العربي من الامبراطورية العثمانية القديمة

2014-04-11
لندن/ نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب روبرت فيسك عن رئيس الوزراء التركي تحت عنوان " اردوغان: من نموذج للرجل القوي إلى ديكتاتور لا قيمة له".
ويستهل فيسك مقاله بتعديد بعض صفات اردوغان، حسبما يرى، فقد قال إنه " أحد الزعماء المحببين لدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما كما أنه زعيم متدين لكنه علماني، قوي لكنه ديمقراطي، مستقل لكنه حليف وثيق لحلف الناتو. يعتبر الرجل الأمثل للبيت الأبيض والبنتاغون لتوجيه يد واشنطن في الجزء العربي من الامبراطورية العثمانية القديمة. كما أنه الوسيلة التي يمكن عن طريقها إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد".
وقال فيسك إن " المؤسسات البحثية الأمريكية- النصابون- وصل بهم الأمر أن يعتبروا تركيا قدوة تحتذيها الدول العربية التي عانت الديكتاتورية".
وأضاف الكاتب ساخرا أن " المثير للضحك أن تلك الأمة التي لا تزال تعامل الأكراد معاملة سيئة ارتكبت ما يذكرنا بمحرقة الهولوكوست عندما أبادت الأرمن في مجازر عام 1915". ويتساءل فيسك قائلا "إذا كانت تلك الدولة المسلمة هي النموذج التي يجب أن ينظر إليه الآخرون" ثم يجيب : الآن سقط القناع.
وينتقل فيسك في مقاله إلى اردوغان بشكل خاص وعدد بعض القضايا التي ارتبطت به مباشرة فهو : الرجل الذي أرسل شرطته لقمع المظاهرات التي خرجت ضده العام الماضي، كما أنه الرجل الذي ارتبط اسمه وأقاربه في قضايا فساد وأخيرا قيامه بحجب وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
"تناقض شديد"
ومرة أخرى، طرح فيسك تساؤلات عدة عما حدث لاردوغان قائلا : هل تحول رجل قوي آخر إلى شخص مهمل وإن كان خطيرا ؟ أم أن القضية أن الحقيقة انكشفت عن شخص محافظ كان يدعي تمسكه بالديمقراطية" في إشارة لاردوغان بالطبع.
ثم ضرب فيسك مثلا يوضح التناقض الشديد في شخصية اردوغان وهو القائد الذي انتفض وأيد الاحتجاجات التي شهدتها الدول العربية ضد أنظمتها الاستبدادية. 
وتناول المقال قضية شائكة أخرى حول دور تركيا، أو بالأخص اردوغان، في الصراع السوري. فيقول الكاتب إن " الحكومة السورية أكدت أن غاز السارين الذي استخدم في هجوم الغوطة بريف دمشق في أغسطس / اب الماضي كان مصدره تركيا. واستخدمته الجماعات المسلحة المعارضة في محاولة لدفع الغرب لتحميل الأسد المسؤولية".
وأشار فيسك إلى تحقيق، أجرته الاندبندنت، نقل عن مصادر روسية أن المواد الكيماوية التي استخدمت لم يشترها الأسد ولكنها في الأساس كانت ضمن مخزون باعته موسكو للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وقال الكاتب إن " المسؤولين السوريين أبدوا استيائهم من محاولة إلقاء اللوم على نظام الأسد في الوقت الذي لم يعر أي شخص انتباها إلى كيفية دخول تلك الأسلحة إلى سوريا قادمة من تركيا".
وأضاف أن " مسؤولين في الحكومة السورية أشاروا إلى لائحة اتهام طويلة وجهها الادعاء التركي لعشرة أشخاص من جبهة النصرة المتشددة لنقلهم غاز السارين في جنوب تركيا. ومن بين هؤلاء قائد للجماعة يدعى هيثم القصاب طالب الادعاء بسجنه 25 عاما قبل أن يطلق سراح هؤلاء الأشخاص ويختفى كل أثر لهم".
وتحدث فيسك عن قضايا أخرى تثير الريبة حول ما وصفه بـ" مصيدة" اردوغان لإثارة غضب الغرب من سوريا ودفعهم للإطاحة بالرئيس الأسد.