2024-04-25 02:31 م

ما هكذا تورد الابل يا ساسة الخليج

2014-04-13
بقلم: أسعد الديري*
ماذا يريد هؤلاء الغرباء من وطني ...؟؟ ماذا يريدون من قاسيون .. وقلعة حلب .. ومسجد خالد بن الوليد .. والجسر المعلق ...؟؟ ماذا يريدون من مدننا .. وقرانا ... وسهولنا ... وودياننا ... ومروجنا الخضراء ...؟؟ ماذا يريدون من خبزنا .. وزعترنا ... وزيتوننا ... وكرومنا ... وسنابل قمحنا ...؟؟ ماذا يريدون من ياسميننا ... وحدائقنا ... وأشجارنا ... وعشاقنا .. وصباحاتنا المشرقة ...؟؟ ماذا يريدون من نسائنا ... وشيوخنا ... وأطفالنا ... ؟؟ ماذا يريدون ..؟؟ ماذا يريد .... هؤلاء السادة الذين يرتدون ربطات العنق الأنيقة والأحذية الإيطالية الفاخرة ويحملون الحقائب الدبلوماسية المليئة بالدسائس والمكائد والمؤامرات ... ويجلسون حول طاولات الحوار .. ويحضرون المؤتمرات .. ويعقدون الصفقات .. ويصرحون أمام الصحفيين والقنوات الإعلامية بما يعتقدون أنه سيجعلهم قادة وأبطالا ، في حين نجد أن تصريحاتهم إذا وضعت في ميزان العقل والمنطق والسياسة ، فكلام بلا مضمون وقول بلا معنى ، وهو أقرب إلى السخافة والترهات والتجديف والتهريج منه إلى العلم والمعرفة والخبرة والدراية .. ماذا يريد هؤلاء الذين يطلقون الشعارات .. ويدبجون الخطب .. والمقالات .. ويناقشون الأوضاع الراهنة ... ويقومون بتحليل مستقبل العلاقات الدولية .. ويتنازلون ... ويقايضون ... ويتهمون .. ويهرفون .. ويتحدثون باسم شعب لم يخولهم بالحديث نيابة عنه ، ولم يمنحهم ثقته وحق التدخل في شؤونه وشجونه وأفراحه وأتراحه ... ؟؟ ماذا يريد ... هؤلاء الشيوخ الذين يرتدون العمائم ويعفون اللحى ... ويمنحون صكوك الغفران لكل من هب ودب من عباد الله من العبيد والمرتزقة ... ويعبّدون الدروب إلى السماء ليسير عليها الملتاثون بعقولهم وأفئدتهم من الانتحاريين ليلتقوا هناك في جناتها " بالحور العين " والأنبياء والصالحين بعد أن يفجروا أنفسهم ، ويقتلوا من الأبرياء ما يقتلون ... ماذا يريد هؤلاء الشيوخ الذين يحللون ويحرمون ...ويصدرون الفتاوى التي تبيح الاغتيال والقتل وسفك دماء الأبرياء والنهب والسلب وارتكاب الجرائم والمجازر والكوارث الإنسانية ... ماذا يريدون .. ؟؟ ماذا يريد ... هؤلاء الملثمون الذين يرتدون السواد .. ويتسللون في الليل بخفة الذئاب ورشاقة الثعالب على رؤوس أصابعهم عبر الحدود حاملين السيوف وقذائف الـ " آر بي جيه " والصواريخ والمسدسات والرشاشات الأتوماتيكية والعبوات الناسفة ..؟؟ ماذا يريد هؤلاء الغرباء ... ماذا يريدون ...؟؟ لماذا يريدون أن يحجبوا الشمس بشعاراتهم ومسدساتهم وهتافاتهم ...؟؟ لماذا يدمرون .. ويقتلون .. ويغتصبون .. ويذبحون .. ويغتالون ... ويقطعون الرؤوس ... ويشقون الصدور .. ويبقرون البطون ويمثلون ـ بوحشية وهمجية لا مثيل لهما في التاريخ الإنساني ـ بالشهداء الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم ...؟؟ لماذا ينبشون القبور .. ويدكون الجسور .. وينهبون الآثار واللقى ... ويحرقون .. ويسرقون .. ويسلبون ... ويسفكون الدماء ... إنها المؤامرة ... نعم إنها مؤامرة حاكها لنا الغرب وقام أخوتنا وأشقاؤنا وأبناء عمومتنا في خليجنا العربي بتنفيذها وتمويلها وكرسوا من أجل نجاحها وسائل الإعلام والمثقفين وأشباه المثقفين والمحللين السياسيين والعسكريين والمرتزقة والبلطجية وقطاع الطرق .. وأتساءل لماذا يريد لنا أخوتنا في الخليج العربي .... القتل والذبح والتشريد ...!! وهل هذا ما كنا ننتظره من ساستها وولاة الأمر فيها ومن مفكريها ومثقفيها ووسائل إعلامها ومؤسساتها الثقافية ... هل هذا ما كنا ننتظره منهم ، ونحن الذين كنا نمد لهم يد العون في السراء والضراء ... ونحتضنهم ونفتح لهم أبواب دورنا .. ومدننا ... وأريافنا ... وبحرنا ... ؟؟ هل هذا ما كنا ننتظره منهم ونحن الذين كنا نزودهم بالثقافة والمثقفين والكتاب والمبدعين فما من مسابقة ثقافية في الخليج العربي إلا وللسوريين فيها قصب السبق ، وما من صحيفة في الخليج العربي إلا وللكتاب والصحفيين السوريين فيها الحضور الأجمل .. وليس هذا وحسب بل إن النصوص الأدبية التي أبدعها الكتاب السوريون من القصائد والقصص والمسرحيات قاموا بإدراجها في كتبهم المدرسية ، ليعلموا أطفالهم الخلق القويم والتربية الصالحة وينموا ذائقتهم الجمالية ولا ضير عندنا في ذلك لأن أبناءهم أبناؤنا ، في حين قام ساستهم وولاة الأمر فيهم بصرف ملايين الدولارات لقتل أطفالنا وذبحهم وتشريدهم ألا يحق لنا أن نقول لأشباه الساسة في الخليج العربي يا لها من " قسمة ضيزى " " وما هكذا تورد الإبل يا ساسة الخليج ".
* دمشق عضو اتحاد الكتاب العرب 

الملفات