2024-04-23 11:54 م

الأسد يقود معركة هوية الشرق

2014-04-17
بقلم: غالب قنديل
انها المعركة على الهوية ذلك ما لخص به الرئيس بشار الأسد رؤيته للحرب الاستعمارية على سوريا خلال لقاء حواري مع استاذة وطلاب العلوم السياسية.
أولا ان هوية الشرق العربي هي في صلب الاهداف التي تحرك المشاريع الاستعمارية في المنطقة منذ منتصف القرن الماضي وقد اعتبر المخططون الأميركيون بحق وفي حصيلة التجارب المستمرة حتى العام 2000 عام انتصار المقاومة اللبنانية وطردها للمحتل الصهيوني دون قيد اوشرط ان سوريا شكلت ركيزة المواجهة الصلبة التي منعت استبدال فكرة الشرق العربي بفكرة الشرق الأوسط الذي تتصدره إسرائيل.
عندما أطلقت الإدارة الأميركية والحكومات العربية التابعة لها ومعها حكومتا فرنسا وبريطانيا بشكل خاص خططها السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية لإعادة تثبيت مشروع الهيمنة في أعقاب هزيمة إسرائيل ،ظهرت سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد وبشراكتها مع إيران وبتحالفاتها الدولية الراسخة بوصفها محور منظومة المقاومة التي حطمت هيبة الردع الإسرائيلية ورفعت لواء التحرر الوطني والهوية العربية في المنطقة وهكذا جاء العدوان الاستعماري الذي انطلق قبل ثلاث سنوات في محاولة أخيرة لكسب الحرب على الهوية ضد الأمة العربية انطلاقا من تدمير الدولة الوطنية السورية.
ثانيا إن مركزية دور سوريا العربي لا يقررها وضع منظمة الجامعة العربية أو موقع سوريا داخلها فهذا الدور الريادي يتصل مباشرة بقضايا الصراع المصيرية والوجودية ويرتبط بفكرة وجود الأمة موضوعيا وتاريخيا وليس فحسب بمواقف وسياسات الحكومات الرجعية التي يقودها أذناب الاستعمار وشركاء إسرائيل.
سوريا ومنذ العام 2000 هي الحاضن الأول لحركات المقاومة الشعبية التي تقاتل الغزوة الاستعمارية في المنطقة وهذا ما يعرفه الشعب في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا وهي صاحبة المشروع النهضوي القومي التحرري الذي يبشر به الرئيس الأسد منذ تسلمه لرئاسة الدولة السورية وهو الزعيم الذي حول مسيرة المقاومة السورية للعدوان الاستعماري الى مسار لبناء ولبلورة الكتلة الشعبية السورية الحاضنة لهذا المشروع بشقيه الداخلي التحديثي والإقليمي الاستقلالي المقاوم وبمناهضته لمخطط التفتيت والتقسيم الذي تستعمل لتنفيذه عصابات الإرهاب التكفيري وفي هذا المجال يتبنى الرئيس بشار الأسد رؤية مدنية حضارية تنطلق من مبدأ وحدة العيش والشراكة المصيرية في مجتمعات الشرق العربي على أساس حرية الأديان وتفاعلها الذي يثري الثقافة والحضارة على قاعدة المساواة في المواطنة التي تمثل الإطار المؤسس لنموذج دولة مدنية عربية تتسع للجميع دون تمييز او تفرقة.
ثالثا   بغضب مفهوم جادل العديد من السوريين في مراجعة فكرة الانتماء العربي والدور القومي لبلدهم وظهرت في سياق الحرب على سوريا نزعات كثيرة مثلت ردود فعل عفوية على تورط جهات عربية عديدة في مخطط تدمير سوريا وإحراقها ولكن الرئيس الأسد هو من تكفل بوضع الأمور في نصابها وبعمل فكري وثقافي دؤوب لتبيان الحقائق التاريخية التي تؤكد أن سوريا كانت وستبقى قلب العروبة بحكم التاريخ والمصالح الاستراتيجية المكونة لقدرها القومي وبفعل الدور النضالي التحرري الذي تخوض غماره دفاعا عن الشعب العربي بين المحيط والخليج فانهزام الغزوة الاستعمارية في سوريا سوف يفتح آفاقا جديدة لتطور الحركة الشعبية العربية لأنه سيفرض توازنا جديدا للقوى في المنطقة والعالم يتيح للوطنيين الحقيقيين وللفقراء والمضطهدين العرب التطلع إلى تغيير سياسي جذري في بلدانهم وهو بهذا المعنى سيكون الفاتحة لتحول عربي كبير يفسر شراسة المعتدين في مسعاهم لاستنزاف سوريا وعرقلة تقدمها نحو الانتصار التاريخي.
جنوب سوريا في حساب التاريخ والجغرافيا هو فلسطين مركز الشرق الجغرافي والتاريخي ،التي يحتلها الكيان الصهيوني الغاصب وكلب حراسة مصالح ونفوذالاستعمار الغربي وسوريا وحدها التي لم تسلم بتكريس ذلك الأمر الواقع منذ عام النكبة 1948 وفي هذه السنوات الأخيرة العسيرة والصعبة التي تجتازها الجمهورية العربية السورية رفض الزعيم الشعبي والقائد المقاوم بشار الأسد جميع العروض والمساومات بهذا الخصوص وهو بذلك يتمسك بمستقبل سوريا القلعة الحرة والمستقلة والمعبرة عن وجدان الشعب العربي في كل مكان ويدافع عن حق العرب التاريخي في استرجاع فلسطين.
رابعا إن الحركة العالمية المناهضة للهيمنة الأميركية تجد في سوريا الصامدة وفي زعيمها الشجاع خط الدفاع الأول عن جميع دولها وحكوماتها المناهضة للاستعمار والرافضة للهيمنة والمدافعة عن مبادىء الاستقلال والعدالة والتوازن في العلاقات الدولية.
ما يعبر عنه الرئيس بشار الأسد في مشروعه الاستقلالي وفي نظرته الى مستقبل سوريا ودورها الطليعي في مقاومة الاستعمار والصهيونية والرجعية هو اتجاه تحرري يعبر عن رؤية تقدمية منبثقة من الإيمان بضرورة إعادة انهاض القوة السورية انطلاقا من تغييرات هيكلية في المضمون السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة السورية بما يتناسب مع مصالح شعبها ويأصل هويتها العربية المقاومة، فسوريا بموقعها الاستراتيجي وبدورها التاريخي لا يمكن ان تكون إلا قوة عربية قيادية ومسار التحولات الجارية في الجزيرة العربية والخليج وفي مصر والعراق وفي العالم يؤكد أن مشروع الرئيس الأسد هو الذي سينتصر لأنه مشروع سوريا الوطن والشعب بقدر ما هو مشروع لإحياء الفكرة القومية العربية على أرض الواقع.
في مسيرة نهوض سوريا وانتصارها وعبر إحياء دورها المستهدف يبرز الرئيس الأسد كقائد قومي يحرك وعيا جديدا بخطاب يتسم بالعقلانية وبالمنطق وبأمانة شديدة لوجدان الفقراء ولدماء الشهداء في مسيرة التحرر العربي.

الملفات