2024-04-18 11:51 م

سقوط فريق بندر وغياب الفيصل المرتقب لا تأثير لهما على سياسة السعودية اتجاه اسرائيل وسوريا

2014-04-18
القدس/المنــار/ تطورات خطيرة مرتقبة في السعودية، وتشكل جديد لنظام الحكم في الرياض تجري صياغته، واشارات بصعود الامراء الشباب نحو تسلم المسؤولية، هذا ما تتوقعه التقارير القادمة من السعودية الى واشنطن وعواصم الغرب والاقليم، والتي تحذر من عواصف هوجاء وارهاب يقترب الى ساحة المملكة التي رعت وغذت العصابات الارهابية في ساحات عديدة.
هذه التطورات الخطيرة، تعقب أفول نجم بندر بن سلطان رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الذي نحّي من منصبه، وعن رئاسة الفريق السعودي المكلف بالتآمر على الدولة السورية، والمرتبط رئيسه عضويا بأجهزة الأمن الاسرائيلية والأمريكية، وأحد أهم ممولي هذه الأجهزة بالمعلومات الاستخبارية الخاصة بساحات عدة في المنطقة، ويشكل أداة تنفيذ لجرائم الأجهزة المذكورة في المنطقة.
الادارة الأمريكية استشعرت منذ زمن بتطورات مرتقبة مقلقة في مملكة آل سعود، فنشط فريقها الخاص بمتابعة الشأن السعودي لمنع انقلات الامور، ومحاصرة أي صراع بين أفراد العائلة المالكة، التي تمزقت في السنوات الاخيرة الى محاور وتحالفات كل يريد السيطرة على الحكم، وما تخشاه واشنطن، هو أن يتحول صراع الورثة، الى قتال دموي، يكون الخطوة الاولى نحو زوال الحكم الذي أقيم أصلا لخدمة مصالح الغرب.
وتقول دوائر مطلعة لـ (المنــار) أن فريق بندر بن سلطان بدأ يتساقط، وعلى الرغم من أن بندر هو أكثر الاسماء التي يتم تداولها في اطار خلية العمل السعودية المكلفة بمتابعة الأزمة السورية وادارة حلقات التنسيق مع أمريكا واسرائيل ودول عربية، وتقديم كل اشكال الدعم لعصابات التخريب والارهاب التي تستهدف تدمير الدولة السورية، الا أن هناك العديد من العناصر القيادية في المؤسسات السعودية المختلفة يعملون في اطار هذه الخلية، وهذا الفريق، وأن الاعلان الصريح للمرسوم الملكي باستبعاد بندر بن سلطان من رئاسة جهاز الاستخبارات السعودي، هو شكل فقط أبرز الاقصاءات التي تمت خلال الاشهر الأخيرة لأمراء في هذه الخلية التي عملت ضد مصالح الشعوب العربية وقضاياها لخدمة البرامج والمخططات الاسرائيلية والأمريكية.
وذكرت المصادر أن اقصاء بندر بن سلطان سبقه اقصاء للمسؤول عن متابعة عملاء جهاز الاستخبارات داخل العصابات الارهابية التي تسفك دماء أبناء سوريا، وهناك عمليات تسلم وتسليم للمهام في غرف العمليات الارهابية المنتشرة في أكثر من دول محيطة بسوريا، وتعمل ضد سوريا وساحات اخرى، في اطار ما يمكن وصفه بـ "تحسين" قدرة النظام السعودي على التأثير في أزمات المنطقة.
وتؤكد المصادر أن مرسوم اقصاء بندر بن سلطان عن رئاسة جهاز الاستخبارات السعودي لن يكون الوحيد، وهناك المزيد من المراسيم التي سنراها في الفترة القريبة القادمة، وذكرت المصادر لـ (المنــار) نقلا عن تقارير بريطانية، أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل سوف يستقيل من منصبه بحجة رغبته في الراحة، وهو الذي يعاني من أمراض عديدة من بينها الانخفاض المستمر في قدرته على الحركة، والفيصل هو عضو بارز في فريق بندر بن سلطان، وترى هذه التقارير أن التيار الذي يمثله بندر الذي قاد خلية متابعة ما يسمى بالربيع العربي منذ هبوبه قد وصل الى نهاية المطاف. وجاء في هذه التقارير أن هذا التيار كان طموحا الى درجة أن مسؤولين غربيين التقوا بندر، توقعوا أن يكون هو الحاكم الفعلي للسعودي في عهد ما بعد الملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز، وأن بندر نفسه خلال زياراته خارج المملكة ولقاءاته مع كبار المسؤولين، كان يتحدث بنبرة تعكس مدى طموحه المستقبلي.
وتجمع تقارير كثيرة على أن التغيرات في السعودية وما ينتظرها من تطورات سببها هبوب رياح الأزمة السورية بصورة لا يشتهيها النظام السعودي وأفراد التيار المذكور الذي ترأسه بندر بن سلطان، وهي التي أوصلت مركب الارهاب وقبطانه بندر الى الصخو ليتحطم عليها بعيدا عن الشواطىء التي تمنى الوصول اليها.
المراقبون يرون أن تفكك خلية وتيار بندر وسعود الفيصل لا يعني ان السعودية تتجه نحو تغيير سياستها اتجاه الأزمة السورية، وهناك من يرغب داخل السعودية في ملازمة المسار الامريكي بصورة أكثر وأكبر، وعدم العمل بشكل ارتجالي، كما فعل بندر بن سلطان، والمؤكد أن ما نسجه المذكور من العلاقات مع قوى اقليمية في المنطقة وبشكل خاص مع اسرائيل لن يتأثر بالتغيرات التي تشهدها الساحة السعودية.