2024-03-29 02:34 م

جلا المستعمر.. ولكن ؟؟

2014-04-19
بقلم: محمد بكر
تمر ذكرى جلاء آخر مستعمر فرنسي عن أراضينا مرور الكرام, ولاسيما هذه الأيام ,إذ تفيض المنطقة بالمشاهد الغريبة عن عروبتنا وإسلامنا وثقافتنا التي كنا نباهي بها بين الأمم, لجهة سوء المآلات والتشوه الفريد الذي اعترى بنية المفاهيم والمصطلحات, يموت الضمير وتتناثر الأخلاق في مهب " ربيعٍ" لم يحمل من اسمه أي نصيب ولم تفح منه مطلقاً رائحة الزهر وعبق الورد إنما طفح بأحمر الدماء , وفتاوى الأشقياء المسمون زوراً وكذباً علماء , ربيع خُطت أحرفه بالقلم الصهيوني وارتسمت لوحاته بالريشة الأمريكية الخالصة انتفت منه العروبة بكل قيمها ومبادئها وغابت عنه العقيدة القومية فكراً وممارسةً , فكان بحق نتاج شجرة الزّقوم أصلها ليس ثابتاً وفرعها لم يطاول السماء , ثماره الأُكل الخمط وطلعه رؤوس الشياطين.
ياالله على هذا الزمن المقيت, إذ تدمر المنطقة بأيدي أبنائها وأعداؤنا يزهون , ونخب دمائنا يشربون , ولهول مصابنا يصفقون ويهللون , تراق الدماء في غير مهراقها , وتثور الحمية في غير موضعها ,وتوغل البوصلة في انحرافها ويحيد المسار العروبي والإسلامي عن مساره, كيف لا والقضية الأم لم تعد على سلم الأولويات وتسرف في المغيب عن عواجل النشرات, وقد ابتليت بهذا الكم الهائل من المدافعين الفاشلين فغدت القضية قضايا والملف ملفات والقمم منحدرات يهرع منظموها ومستضيفوها وضيوفها لصياغة المؤامرات , و" التسليح النوعي" و"تغيير موازين القوى" على الأرض وبالطبع بعيداً عن أرض فلسطين وكرمى لعيون الكيان الصهيوني كيف لا وقد أعلنها هذا الأخير مدوية وبالفم الملآن عن اتصالاته وعلاقاته الوطيدة مع دول وشخصيات عربية وإسلامية وتحديداً خليجية إذ لم ولن تفلح كل محاولات النفي عن كشف المستور الذي لم يعد مستوراً على الإطلاق.
تمر ذكرى الجلاء والنفس تغص بذلك المستوى من الخيبات إذ جلا المستعمرعن الأرض ولاتزال نيرانه أشد اتقاداً , وقودها أناسنا وحجارتنا لاأناسه وحجارته.
*كاتب فلسطيني