وتقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن الضربات التي تلقتها الجماعة في سوريا ومصر حيث الأكثر ايلاما وضعت الاخوان في دائرة التلاشي والانقسام وعدم القدرة على التأثير، وانهيار برنامج الحكم الذي صيغ بمباركة الولايات المتحدة، فتحطمت آمال الجماعة رغم محاولاتها اليائسة المدعومة من الغرب وتركيا وقطر، من خلال خلايا تخريبية منتشرة هنا وهناك، وهو أسلوب رد فعل أفقدها الكثير في الشارع وتحديدا في مصر وسوريا.
وتضيف الدوائر أن الانقسام الحاد في فروع الجماعة يبدو واضحا في الساحة الأردنية، مما يهدد تشرذم هذا الفرع، ويبعده نهائيا عن التأثير في هذه الساحة بعد أن استنهض لحظة تسلم الجماعة الحكم في مصر، ومع أن النظام الأردني شديد الحذر من برامج وتحركات الجماعة، وفي مراحل عديدة كانت الجماعة في أحضانه، الا أن التشرذم الذي بدأ يدب في صفوفها، يبعد أخطارها على الحكم، والساحة السياسية في الأردن، ويلعب الدور القطري التركي الارهابي في المنطقة، ودعمه لجماعة الاخوان دورا كبيرا في تعجيل انهيار الجماعة التي تاسست قبل قرن من الزمن.
وترى الدوائر أن ما يسمى بـ "الربيع العربي" وهو من صنع أمريكي اسرائيلي الذي اعتقدت الجماعة بأنه سيدفع بالساحة العربية الى أحضانها على طبق من الفضة، شكل السبب في تراجعها، بعد اتضاح دورها وارتباطاتها مع قوى معادية للامة العربية خاصة بعد انتهاجها العنف للوصول الى أهدافها في الحكم والتحكم والسيطرة والاقصاء.
وتؤكد الدوائر أن فروع الاخوان في أكثر من بلد، سوف تشهد تعميقا لانقسامات حادة، تقصيها نهائيا عن دوائر التأثير، لكن، هذا الحال المتردي للجماعة سيدفعها الى ارتكاب "حماقات" في أكثر من ساحة، قد تكون المسمار الأخر في نعشها.
والوضع الذي تعيشه جماعة الاخوان في المنطقة، وما وصلت اليه من ترد وانشقاق يؤثر سلبا على حركة حماس، التي انتظرت طويلا تماطل في اتخاذ مواقف من مسائل حساسة لعلها تستفيد من تسلم الجماعة الحكم في أكثر من بلد وفي مصر تحديدا، ومن هنا، قد تكون حالة التردي هذه هي الدافع الاساس للحركة باتجاه التلاقي مع حركة فتح لانجاز مصالحة في الساحة الفلسطينية.
