2024-04-25 02:19 م

العدوان البربري على غزة .. ترتيب للأوراق والأوضاع وحماس تعود الى الملعب؟!

2014-07-10
القدس/المنــار/ التطورات المتسارعة في ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وفي مقدمتها العدوان المستمر على قطاع غزة، هو الآن على طاولة البحث والدراسة في دوائر صنع القرار في أكثر من عاصمة اقليمية ودولية، فلهذه التطورات تداعياتها وأهدافها، وسوف تعكس تأثيراتها على أكثر من جهة فما تشهده هذه الساحة ليس من حيث التأثير بعيدا عن ساحات أخرى. وبالتالي ، ميزان الربح والخسارة منصوب، وكل طرف يسارع الزمن من أجل حصد كمية أكبر من المكاسب التي ستحدد مدى قدرته على التأثير في المعادلة التي قد ترسم من جديد، بفعل ما قد يترتب على الاحداث الجارية والتي تثير قلقا وتخوفا لدى المهتمين بمجريات الأمور في المنطقة، وهذا ما يفسر حجم الاتصالات الجارية خاصة في الساعات الأخيرة، لوقف الاشتعال الذي يواصل ارتفاع مستواه.
وبعيدا ، عن تفاصيل العدوان وحيثياته، وردود الفعل وميزان القوى وطبيعة الفعل ورد الفعل، وبناء على ما هو واضح في ميدان المواجهات، فان حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة بدأت بالفعل خطوات العودة الى الوضع الذي كانت عليه قبل صعود نجم الاخوان... بمعنى أن الحركة بدأت سلوك طريق العودة الى الملعب الذي خرجت منه، وبشكل واضح ساحتا سوريا وايران والعلاقات مع حزب الله.
وتقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن حركة حماس بدأت تتحدث عن شروط للتهدئة، بعد أن ركبت الموجة ولحقت بما سبقتها في الرد على العدوان، هذه الشروط اعلنت على لسان الناطق باسم كتائب عز الدين القسام وهو الجناح العسكري للحركة، والذي يتمتع بقوة هائلة مؤثرة وقادر على وضع المحددات داخل الحركة. كتائب القسام طرحت الشروط قبل أن يلحق بها رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ويطرح هو الآخر شروط التهدئة التي تسعى للوصول اليها جهات اقليمية ودولية، ولسان حاله يقول للجهات المعنية تعالوا لي لنتحدث عن هذه الشروط وكيفية العودة الى التهدئة مع اسرائيل. ويتضح من خلال مجريات الاحداث أن قيادة القسام هي الأكثر تأثيرا داخل حماس، وليس القيادة السياسية للحركة.
وتضيف الدوائر أن القائد الجديد للقسام يحاول اثبات وجوده، وهو الذي تسلم الراية بعد استشهاد القائد السابق للكتائب أحمد الجعبري، فقيادة القسام هي المؤثرة وهي التي تحدد وتفرض وليست القيادة المتواجدة في الدوحة.
وترى الدوائر أن قوى معنية هي التي دفعت حركة حماس للمشاركة في صد العدوان وقذف المواقع الاسرائيلية بالصواريخ، دفعت لذلك خاصة بعد أن نجحت سرايا القدس ، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، من قصف تل أبيب بالصواريخ، وتشير هذه الدوائر الى أن استمرار صمود المقاومة في غزة، وفشل اسرائيل في الوصول الى مخازن السلاح والصواريخ، وقصف المواقع الاسرائيلية بالصواريخ، يشكل انجازا لحركة حماس وفشلا للقيادة الاسرائليية، وحركة حماس في الضفة، كسبت أوراقا جديدة، فقبل المصالحة، وتشكيل حكومة التوافق، كانت الحركة ضعيفة، وها هي اليوم تستعيد قوتها كطرف في المعادلة التي يجري رسمها في المنطقة، فجناحها العسكري أدخل نصف سكان اسرائيل الى الملاجىء خوفا من الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة، والتي تصل الى رأس الناقورة.
وتضيف الدوائر ان حقيقة ما يجري في الميدان منح حركة حماس الحق والقدرة على طرح شروطها، فيما يتعلق بكل الميادين السياسية والاقتصادية ودرجة التأثير ، هذا التأثير أيضا سيكون واضحا داخل الساحة الاسرائيلية، وساحة الضفة الغربية أيضا، فالشارع الاسرائيلي قسم منه على الاقل يرفض مواصلة القتال، أو الاجتياح البري لقطاع غزة، ويطالب بحلول لهذا القلق الذي بات يسيطر عليه الى درجة المطالبة باتفاقيات مع الفلسطينيين.
وفي الساحة الاسرائيلية تقول الدوائر أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل قد يفتح أبواب الائتلاف لانضمام أحزاب جديدة الى حكومته كحزب العمل، وأيضا تسهيل مرور المتدينين الى صفوف الائتلاف الوزاري.
وتفيد هذه الدوائر بأن الوضع السياسي بات المسيطر في اسرائيل، وفي حال كان نتنياهو معنيا بتمرير حل مع الفلسطينيين وتوقيع اتفاقيات انتقالية فقد يكون الباب مفتوحا لترجمة ذلك.
من جانب آخر، اسرائيل شنت العدوان البربري، وليست بحاجة الى ذرائع تختلقها، تسببت بوضوع مئات الجرحى والشهداء والخسائر المادية الكبيرة في قطاع غزة، وكان الرد المقاوم مشروع لافشال الاهداف الموضوعة، اسرائيل لها أهدافها، وحماس لها أيضا أهدافها رغم الخسارة البشرية والمادية، لكن، الحقيقة، والواقع أن حركة حماس استعادت دورها ووضعها، وأبقت على نفسها رقما في المعادلة.