في اسرائيل ساحة باتت تخشى التصعيد، ودعوات للتوجه الى حلول نهائية ولس اتفاقيات تهدئة، وأحزاب اسرائيلية تتخذ من العدوان والفشل العسكري مادة للتصارع، قد تفضى الى خلخلة في الائتلاف الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو، بعد التورط وما تسبب به من تخبط على صعيد المواقف واتخاذ الخطوات في هذا الاتجاه أو ذاك، وتداعيات العدوان الاسرائيلي ستضرب الساحة الاسرائيلية التي استباحتها صواريخ المقاومة الفلسطينية، وحرب اتهامات ستندلع بين الكتل النيابية، عنوانها، حشر الاسرائيليين في الملاجىء دون أن يوفق الجيش الاسرائيلي بوقف الرشقات الصاروخية المنطلقة من القطاع.
وفي العواصم الاوروبية وفي الولايات المتحدة، هناك بحث عميق لما يجري، وما تشهده ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وربما يصل هذا البحث الى حقيقة مفادها أن لا سبيل لوقف نزيف الدم الا بحلول شاملة للصراع الدامي، بمعنى قد يتبع توقف العدوان تحرك نشط وجهود جادة للعودة الى المسار السياسي والمفاوضات، ولكن، ضمن أجواء جديدة، واستعدادات جادة، ونوايا سليمة، خاصة بعد أن أدرك الاسرائيليون وحلفاؤهم أن لا أمن وهدوء في الساحة الاسرائيلية الا بالتوقف عن الخيارات العسكرية والقمعية، والتعنت وسلوك طريق الحل السباسي، وفي ذات الوقت قد تواصل القيادة الاسرائيلية "ركوب رأسها" واستئناف الضغوط والتهديدات وأعمال القمع، ردا على هزيمتها في غزة، وهي هزيمة ستضطرها الى الجلوس على طاولة واحدة مع حركة حماس في حال اختارت الحركة الاندماج في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
وتقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنــار) أن اتفاقيات التهدئة لم تعد طريقا صالحا لوقف نزيف الدم، فهذه الاتفاقيات سرعان ما تنهار مع أول طلقة، وتحت هذه الذريعة أو تلك، وبالتالي، قد يعقب وقف العدوان تحركا اقليميا ودوليا لمعالجة الصراع بالطرق السلمية والسياسية.
هذا في الساحة الاسرائيلية، أما في الساحة الفلسطينية، فان العدوان على غزة ستكون له نتائج على هذه الساحة، وتحديدا في الضفة والقطاع، وما يأمله الشارع الفلسطيني، هو أن تتواصل جهود المصالحة، والتلاقي على موقف واحد موحد من كل القضايا والمسائل ومواجهة كافة التحديات.
وتداعيات العدوان البربري على غزة، تقودنا الى القول بأن ساحات الجوار ستتأثر بشكل أو بآخر بتداعيات هذا العدوان وبأشكال مختلفة ، وأن هناك معادلة جديدة سترتسم!!
