قبل ايام ومع اشتداد العدوان على القطاع ، أعلن وزير الخارجية الأمريكي عن زيارة له الى مصر، ثم عاد وألغى كيري هذه الزيارة، وجاء الالغاء عقب اعلان مصر عن مبادرتها والسؤال المطروح هنا، لماذا ألغى كيري زيارته لمصر، ولماذا طرحت القاهرة مبادرة للتهدئة مستبقة في ذلك زيارة رئيس الدبلوماسية الامريكية للقاهرة، وهل للسعودية دور في هذين الحدثين، تأجيل الزيارة وطرح المبادرة؟!
دوائر سياسية واسعة الاطلاع قالت لـ (المنــار)، أنه كان من الافضل انتظار وزير خارجية الدولة الاقوى في العالم الذي قطع لقاءات الحوار مع ايران، وقرر الوصول الى بؤرة التوتر ، للعمل على طرح مبادرة تهدئة مصرية أمريكية، تكون ملزمة بشكل كبير للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، تمام كما حصل في التهدئة التي حققتها وزيرة الخارحية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون والرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وتتساءل الدوائر السياسية عن عدم تشاور القاهرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع قبل أن تلقي بمبادرتها لوقف اطلاق النار، هذه المبادرة التي تلقفتها اسرائيل سريعا ووافقت عليها، وهنا، ترى هذه الدوائر أن المبادرة اقتراح مريح لاسرائيل فهي بعد كل هذا الدمار الحاصل في قطاع غزة تعيد الامور والاوضاع الى ما كانت عليه قبل العدوان البربري، دون الاخذ بعين الاعتبار ضرورة التوصل الى حلول تمنع الانزلاق من جديد الى جولة اخرى من المواجهة في المستقبل.
وتضيف الدوائر، أنه لكل هذه الاسباب، وكمدخل للاجابة على التساؤلات المطروحة في دوائر أكثر من جهة، فان المبادرة المصرية لها أهداف ابعد من وقف اطلاق نار حقيقي، فهي قبل كل شيء تفتح الباب في ضوء رفض الفصائل الفلسطينية على خطوة أوسع تتجاوز المستوى العربي لتمتد الى المستوى الدولي مع كثير من الامور الملزمة التي ستكون هي الاخرى لصالح تغيير الواقع القائم في قطاع غزة، لذلك، اعتبر نتناهو أن المبادرة المصرية هي الخطوة الاولى نحو تجريد قطاع غزة من السلاح عبر آلية سيسمح بها الواقع الاقليمي بعد أن فشلت الوسائل العسكرية في تحقيق ذلك.
