2024-04-24 02:49 م

إطلالة مميزة للرئيس الأسد .. وضربة قاضية لأعداء البلد

2014-07-20
بقلم : علي رضا
كانت مراسم تتويج الرئيس الأسد بولاية دستورية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في سورية الشهر الماضي على درجة عالية من التميز والابداع كانت تليق بأسد منتصر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب العوجاء على بلد الصمود سورية ... ينزل الأسد من سيارته ورأسه شامخ كجبل قاسيون الذي كان في خلفه أمام مراسم الاستقبال ينطلق الأسد واثق الخطا يمشي ملكا ً على السجادة الحمراء كالعظماء الذين تحدوا العالم وانتصروا ليس بالعنترة أو بالبندرة كما تحدث انما تحدى العالم عبر ايقاف مد المشروع الصهيو أميركي في المنطقة المشروع الطائفي الذي يقوم على ذبح ابناء المنطقة بحجة الربيع العربي الكاذب الذي أثبت انه ربيع الدماء السائل بكل معنى الكلمة أقسم الأسد وهو يثق بأنه الرجل الأمين الذي اختاره الشعب لكي يحافظ على سورية وينقلها الى بر الامان . لماذا أطل الأسد من قصر الشعب وبحضور جماهيري من مختلف أطياف وشخصيات المجتمع السوري ؟ اذا سألنا هذا السؤال فجوابه بسيط كان خطاب القسم والقسم بحد ذاته هو انتصار لكل السوريين الذي عاشوا الأزمة وتفوقوا على انفسهم وجروحهم ومصائبهم التي كانت جزءاً من حياتهم ومع ذلك صمدوا فأراد الرئيس الاسد ان يشارك هؤلاء الأبطال الذين مثلوا كل أطياف ومهن وشخصيات المجتمع ان يكونوا موجودين فالقيادة السياسية والعسكرية وذوي الشهداء والفنانين والرياضيين والمثقفين والكتاب الاعلاميين المحليين والمصابين والصغار الكبار كل الأعمار الذين انتخبوا بشار هم كانوا في حفل الانتصار . الانتخابات السورية درس من دروس الديمقراطية موضوع الانتخابات وقف عليه الرئيس طويلا ً في خطابه حيث كانت سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي طبقت ونفذت نموذجا ً ديمقراطيا ً حقيقياً على الرغم من اتهامها بغير ذلك إلا ان العالم أجمع على انها انتصرت ديمقراطيا ً وكان تدفق المواطنين في خارج سورية هي الرصاصة النهائية في صدور الارهابيين والحاقدين والخائنين كما ان التدفق الجماهيري داخل الاراضي السورية متحدين كل أشكال الارهاب وقذائف الهاون والتفجير سبب حقيقي وجوهري في بناء سورية المستقبلية خالية من الفساد والفاسدين طبعا ًبالتكاتف وتوحيد الجهود كإعلاميين وجنود وطلاب وكل فئات المجتمع لأن سورية لكل السوريين . فلسطين قضيتنا المركزية .. أما حديث الأسد عن فلسطين قبل دخوله بالحديث عن سورية كان له دلائل ومفاهيم ورسائل كبيرة جدا ً اهمها ان سورية على الرغم من الحرب التي تجتاحها منذ أكثر من ثلاث أعوام إلا انها لن تنسى دورها في قيادة الأمة العربية ودورها العروبي والقومي الذي يهدف الى إيقاف المشروع الوهابي الصهيوني الطائفي في المنطقة من جهة ومن جهة أخرى سورية بقت تدعم المقاومة الفلسطينية الشريفة في حربها على اسرائيل ودليل على كلامي الصواريخ السورية التي تتساقط على رؤوس الصهاينة على الرغم من الحرب والحصار وانهماك الدولة السورية في القضاء على الارهاب إلا ان محور المقاومة والنهج الكبير الذي درسنا ونبقى نسير عليه هو الذي انتصر وشعب سورية استطاع ان يترجم معاناته الى انتصار حقيقي في وجه المصاعب وطبعا ً كان لابد من شكر الأصدقاء من الدول التي وقفت مع سورية ودعمتها في محنتها وحربها فكانت للمقاومة اللبنانية شرف الشكر الأول لدفاعها عن نفسها وعن وجودها ضد هذا المشروع وايضاً دور ايران وروسيا والصين وغيرها هام في صمود سورية خارجيا ً وسياسيا ً وعسكرياً في بعض الأحيان إلا ان النصر السوري هو صناعة سورية حقيقية نابع من صميم كل مواطن سوري شريف اختار قائده واختار نهجه وطريقه ومقاومته واليوم في القسم قطفنا ثمار الصمود والتصدي والعزة والفخر والاباء حيث أكد الرئيس الأسد هذا الكلام بقوله : من يعتقد أنه يمكن لنا العيش بأمان ونحن ننأى بأنفسنا عن القضية الفلسطينية فهو واهم فهي ستبقى القضية المركزية . حلب والرقة في القلب .. وكان حديث الرئيس الأسد عن مدينتي الرقة وحلب قائلا ً : لم ولن ننسى الرقة الحبيبة التي سنخلصها من الإرهابيين بإذن الله.. وأما حلب الصامدة وأهلها الأبطال فلن يهدأ بالنا حتى تعود آمنة مطمئنة.. وما العمليات العسكرية اليومية هناك والشهداء الذين ارتقوا من كل سورية.. فداء لحلب.. إلا دليل واضح وملموس على أن حلب في قلب كل سوري.. فكيف لجسد أن ينسى عينه أو قلبه أو كبده وهذه اشارة قوية جدا ً على ان مدينة حلب ومدينة الرقة سوف يقضى بها على الارهاب بشكل نهائي وهذا يؤكد انتصارات الجيش العربي السوري في كلا المحافظتين وخاصة مدينة حلب الذي عانى اهلها الأمــرين من انقطاع للمياه والكهرباء والاتصالات والحصار وسقوط الاف قذائف الهاون و الصواريخ محلية الصنع إلا ان المواطنين في مدينة حلب صمدوا وقريبا ً سوف يتوج هذا الصمود بالانتصار الكبير والنصر المبين والقضاء على الارهاب وايضا ً مدينة الرقة الحبيبة التي سوف تعود الى حضن الوطن ... الجامعة العربية ومبادرتها العبرية وللجامعة العربية والمبادرة العربية المتوفية أصولا ً تحدث عنها الرئيس الأسد بشكل واقعي حيث ان الجامعة العربية لعبت دور مشبوه في تسويق ودعم وتمويل الربيع الدموي برعاية سعودية وتمويل قطري وادارة أمريكية وسيناريو صهيوني و اليوم نشاهد غزة تنزف والجامعة العربية تنأى بنفسها عن الموضوع وكأنها حليف استراتيجي للكيان الصهيوني وايضا ً ما يجري بالعراق و اليمن والسودان وغيرها هذا يعني ان الجامعة العربية قد حملت على الاكتاف بدورها الفاشل والفاسد وبحاجة لتغير شامل لكي تعود الى مضمونها العروبي الصحيح , وطبعا ً كل الدول العربية والاقليمية التي شاركت بدعم الارهاب سوف تدفع ثمنا ً غاليا ً . اما مبادرة السلام العربية الهزيلة المتوفية فكيف لأصحاب الأرض ان يساوموا على ارضهم .. الأزمة أثبتت حقيقة العيش المشترك بين السوريين فكل السوريين اخوة استطاعوا ان يفندوا الطرح الخبيث حول الحرب الأهلية وهذا كلام صحيح وواقعي لأن الشعب السوري استطاع بوعيه ولحمته ان ينتصر على كل المؤامرة التي ارادت النيل من صموده وهي أن ألوان المجتمع وأطيافه الغنية كأعضاء الجسد الواحد.. تختلف أشكالها ووظائفها ومهامها.. لكنها تتكامل جميعا من أجل خدمة بعضها والجسد الذي تنتمي إليه.. لا تعايش بعد اليوم ولا تسامح.. بل تكامل وتجانس .. هذه هي سورية وهذا شعبها الذي انتصر على أقذر حرب استخدمت في تاريخ البشرية . وأيضا ً تطرق حديث السيد الرئيس عن الفساد واعادة الإعمار والمصالحة الوطنية وهذه مكونات الأسس الحقيقية التي سوف نعمل عليها كسوريين يداً بيد مع بعضنا وهذا بتصوري هو خطة العمل القادمة والمستقبلية التي سوف يقوم بها الرئيس الأسد طبعاً بهمة الشرفاء وهمة أبناء الوطن الذي عانوا من الفساد والدمار والخراب لكنهم صمدوا واصروا على الحياة والمصالحة الوطنية المجتمعية لكي نقضي على كل اشكال الفساد ونعيد إعمار سورية وهذا ما سوف يجري في الأيام القادم .. وان هذا الخطاب التاريخي والاستراتيجي والمصيري بكل معنى الكلمة هو دليل واضح وقوي على انتصار القيادة السورية في حربها على الارهاب ونجاحها بذلك هــو أكبر تتويج بانتخاب الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيسا ً للجمهورية العربية السورية وصناديق الاقتراع كانت الفيصل وكانت ضربة قاضية لكل من شكك على وطنية وشرعية الانتخابات السورية .. سورية انتصرت في عدة جولات عبر تاريخها اليوم تسجل ايضا ً انتصار تاريخي جديد يعد من أهم الانتصارات والعالم يشهد ان دولة بمساحة جغرافية صغيرة غيرت خريطة العالم الجديد واستطاعت ان تقلب النظام العالمي ذات القطب الواحد الى عدة أقطاب واستطاعت بحكمة سياستها وقائدها وطبعا ًسيبقى نهجنا مقاوم ومدافع عن الحق ضد كل اشكال الاستعمار والتبعية والامبريالية ولكي تكون سورية دولة حرة قوية ذات سيادة وتقهر كل أعدائها فكانت اطلالة مميزة للرئيس الأسد كانت ضربة قاضية لأعداء البلد .. مبروك لسورية هذا النصر الكبير ..

الملفات