2024-04-25 04:58 م

التداعيات السياسية للعدوان الاسرائيلي على القضية الفلسطينية

2014-07-21
القدس/المنــار/ مع استمرار العدوان الاسرائيلي البربري على قطاع غزة، هناك تساؤلات عديدة من جانب الدوائر السياسية في أكثر من عاصمة، ولدى أكثر من جهة، وفي مقدمة هذه التساؤلات وعلى رأسها: ماهي التداعيات السياسية للعدوان على القضية الفلسطينية، وكيف سيؤثر هذا العدوان على مستقبل هذه القضية، واستغلال أطراف معينة للوضع المتأزم أمنيا وسياسيا في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل فرض اتفاقية انتقالية تتضمن "انسحابات انتقائية" وترسيم حدود مؤقت يسهل مهمة ادارة الصراع، ويضمن عدم الانزلاق الى مواجهات مسلحة جديدة لسنوات طويلة قادمة؟!
دوائر سياسية متابعة واسعة الاطلاع تقول لـ (المنــار) أن القضية الفلسطينية تمر مرحلة من أخطر المراحل التي شهدتها منذ مؤتمر مدريد، وبالتالي، السؤال المطروح بقوة هو: ما هي النتائج السياسية للحرب الحالية في غزة والوضع الأمني المتدهور في المنطقة.
هذه الدوائر تتحدث عن وجود رابط بين تداعيات عملية "اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتلهم" في منطقة الخليل، وهي تداعيات استغلتها اسرائيل في القيام بعمليات وقائية شملت اعتقالات واسعة ضد قيادات ونشطاء حركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى، بما فيها عناصر من حركة فتح، وبين ما يجري حاليا في قطاع غزة من عدوان اسرائيلي واسع، ويبدو أن هذه العمليات الوقائية الاسرائيلية التي شهدتها الضفة الغربية وتعرضت لتشويش قاتل على مخططات اسرائيل بعد حادثة اختطاف وحرق الفتى الشهيد محمد أبو خضير، وانعكاسات هذا التشويش الذي ساهم في تاجيل العدوان على قطاع غزة لبعض الوقت، فهذا الحديث أشعل فتيل المواجهة التي تخشاها الكثير من الجهات، وتصعيد الاحتياجات الشعبية ضد الاحتلال.
والسؤال هنا، هو: كيف ستتطور هذه الاحتجاجات الشعبية على المدى البعيد، وهل سيكون هناك صدى في الضفة الغربية لما يحدث في القطاع.
وتضيف الدوائر أن الجهات المعنية كانت تنجح في عمليات سابقة ضد غزة في "تبريد" الاوضاع الأمنية في الضفة الغربية، الا أن هذه المواجهة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة تختلف عن الجولات والمواجهات السابقة بسبب مسلسل الاحداث التي شهدتها الضفة الغربية.
وترى الدوائر أن هناك العديد من الاهداف للعدوان الاسرائيلي على غزة بعضها مرتبط برغبات أطراف اقليمية، والبعض الاخر يتعلق بالرؤية المستقبلية لمستقبل الساحة الفلسطينية، بالاضافة الى أهداف قريبة المدى، واخرى بعيدة، والقريبة تتعلق بتوجيه ضرة قوية لحركة حماس والمجموعات المسلحة الاخرى وليس فقط ضد قواتها العسكرية وانما ضد مخزون التأييد الشعبي الذي تتمتع به، ومن هنا نرى بوضوح الوصفة الدموية التي تتحرك القوات الاسرائيلية على أساسها في هذا العدوان من خلال الضغط على المدنيين في قطاع غزة، وأكبر دليل على ذلك أن غالبية الذين سقطوا اجراء هذا العدوان هم عائلات بأكملها، حيث يتم استهداف منازل للمدنيين ليس لهم أية علاقة بالفصائل المسلحة في محاولة لرفع مستوى الضغط الشعبي على فصائل المقاومة وبشكل خاص حركة حماس.
وكشفت الدوائر عن وجود تنسيق كامل وواضح بين العديد من الاطراف فيما يتعلق بالعدوان على القطاع، وهذا التنسيق هو الذي يمنح اسرائيل هامش العمل الميداني وعدم الالتفات الى التحركات البهلوانية في المؤسسات والهيئات الدولية.