2024-04-20 11:05 ص

الارهابيون والقتل باسم" الدين"..!!؟

2014-07-21
بقلم: الدكتور شاكر كريم القيسي
من المؤسف ما يخطر على بال أي انسان في مجتمعنا اليوم، ان يقتل شخصا أخرلم يعتد عليه، فكيف اذا كان هذا القتل باسم( الاسلام) وكيف اذا اعتقد القاتل بأن طريقه الى" الجنة" ملوثا يداه بالدماء البريئة، وبكل قطرة دم تسيل تقربه الى الله اكثر ، عندما يقدم بعملية القتل والانتقام وهو" يكبر" او يطلق "اهزوجة "على جثث الضحايا ، دون ان يفهم معنى الآية الكريمة "ومن قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً" ودون ان يفهم ان جريمته تحسب في اطار" الابادة الجماعية" التي تنص عليها القوانين الدولية وقال تعالى في كتابه الكريم "فلا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين" وهذا يعني تحريم الاعتداء مهما كان حجمه او قدره على أي انسان مهما كان لونه ومعتقده ، فكيف اذا كان هذا الاعتداء وازهاق النفس البشرية على مصليين في الجوامع والحسينيات والكنائس وعلى المارة وفي الشوارع العامة والاسواق والمدارس وعلى الناس الامنيين في بيوتهم. فاستبيحت المساجد، وباتت الفتنة والتفرقة والتحريض على القتل تمر عبر الشعارات الدينية ومن اشخاص متسترين بثوب الدين وعمامة المسلمين. موقف الاسلام من " القتل" لا خلاف عليه، لأنه جريمة مدانة ما لم يكن في اطار الدفاع عن النفس، وسواء تعلق ذلك بعلاقة المسلم مع المسلم اومن غيرهم من بني البشر، لان وظيفة الدين الاساسية هي احترام الانسان والحفاظ على حياته وكرامته، وبما انه لاتستقم حياة الانسان بلا دين فأنه ايضا لايستقيم دين دون الحفاظ كرامة الانسان وحياته وتحصين دمه من الهدر والإراقة. ومن المؤسف ايضا ان " التدين" في بعض صوره قد ابتعد عن روح الاسلام وجوهره ومقاصده فظهرت اجيالا من "المتدينين" الجهلاء الاغبياء الذين انحرفت مفاهيمهم وانحطت اخلاقهم معتقدين ان" القتل" باسم الله جل جلاله عبادة، وان قتل الاخرين من بني البشر أقرب طريق الى الله تعالى مبررين ذلك من خلال فتاوى" التكفير" التي تصدر من ناس جهلة بالدين وبحقوق الاخرين، هذه الفتاوى التي اصابت امتنا العربية والاسلامية في أعزمن تمتلكه من قيم العدالة وفي صميم جوهرها المتمثل في محبة الناس بعضهم للبعض الاخر والخوف عليهم من سوء المصير وان لايعتدي بعضهم على بعض . متى يتحرر المجتمع العربي والاسلامي من هذا الاختباء بثوب التدين المغشوش الذي يفسد جوهر الدين ويسيء الى صورته ، متى يستقيم لدى المسلم ان "العدل" هو اسم من اسماء الله تعالى ، وان الرحمة هي عنوان عرشه "الرحمن على العرش استوى" وان الانسان عند الله اكرم وأقدس من بيته الحرام ، وان ديننا الاسلامي أسمى من يأمرنا بقتل الابرياء ، من المسلمين أو من اخواننا الذين يعيشون بيننا وفي ذمتنا.. او حتى من قتل اي انسان لم يعتدي علينا ابداً. الله سبحانه وتعالى سيعاقب الظالمين في الدنيا وسيكون لهم مصير مظلم في الآخرة، لأن لا دين ولا عقل يقبل الظلم حتى ان الظالم نفسه لا يقبل ان يكون مظلوما فكيف له ان يمارس شيئا لا يقبله. على مدى الاعوام الماضية انشغلنا بالسياسة ، وبالفساد المالي والاداري ، واختزلنا معظم مشكلاتنا فيما يمكن للسياسة ان تحققه من أمن ، وللاقتصاد ان يحققه من "رفاه" وتجاهلنا ميداننا الاجتماعي ، وما يحدث فيه من "فساد" وافساد ، اذْ لا يمكن ان نتصور بأن اصلاح السياسة او الاقتصاد او غيرهما سيقدر له ان ينجز بدون ساسة "صالحين" في ذاتهم ، وبدون مناخات اجتماعية "صالحة" وبدون ضمائر حية وصالحة ، تستطيع ان تتحرك وتفرض نماذجها واخلاقها وسلوكها وان تكشف وتعاقب الانحلال وتجار الفاحشة ومروجي الطائفية والافكار الغريبة عن مجتمعنا.

الملفات