2024-04-24 05:25 م

الحرب على غزة محطة في الطريق الى حرب لبنان الثالثة

2014-07-28
القدس/المنــار/ تخوض اسرائيل معركتين، معركة في العمق "الجبهة الداخلية" ومعركة أخرى في الميدان حيث المواجهة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واستنادا الى تقارير اسرائيلية ومعلومات حصلت عليها (المنــار) يرى البعض في اسرائيل أن الحرب التي تخوضها القوات الاسرائيلية.. ساحتها وميدانها الجبهة الداخلية ومراكز المدن والرأي العام هو الأخطر.
تقول هذه التقارير أن اسرائيل أدارت الحرب الحالية على أساس الدروس والعبر التي استخلصتها من حرب لبنان الثانية، وتحديدا فيما يتعلق بالجبهة الداخلية، والمواجهة في قطاع غزة هي المواجهة العسكرية الاولى بهذا الحجم التي تخوضها اسرائيل منذ العام 2006،  أي أن ما أنجزته اسرائيل من ترميم لقدرتها على خلق حالة من التماسك في جبهتها الداخلية بناء على دروس وعبر حرب لبنان الثانية مع حزب الله، باتت تطبقها بشكل فعلي في الساحة الاسرائيلية، وهذه مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق قيادة الجبهة الداخلية.
وترى بعض الدوائر العسكرية في اسرائيل أن الحرب على غزة هي محطة في الطريق الى حرب لبنان الثالثة، ونتائج العدوان على غزة هي التي ستحدد اذا ما كانت محطة المواجهة مع حزب الله تبتعد أكثر أم أنها تقترب كثيرا.
ان هناك حالة من التناغم والتنسيق بين الاعلام العسكري ـ الناطق باسم الجيش ـ والاعلام المدني من اذاعات وصحف وتلفزة، فالاعلام المدني في ظل المواجهة العسكرية المتواصلة ضد قطاع غزة وبشكل ملفت أكثر من أية مواجهة سابقة خاضتها اسرائيل تحول الى بوق يعمل تحت أمرة الجيش والاجهزة الامنية، وهو يتحرك بناء على خطط موضوعة مسبقا تهدف في الاساس الى رفع معنويات الجبهة الداخلية، وبث رياح الطمأنينة في الشارع الاسرائيلي، وتظهر هذه الخطوات أيضا في مجالات أخرى غير المجال الاعلامي، فقيادة الجيش الاسرائيي قامت بابتياع خدمات مكاتب العلاقات العامة للعمل بشكل سري على نشر البيانات وتوزيع الملصقات سواء مجهولة المصدر أو تلك التي تحمل يافطات وهمية تتحدث عن دعم الجيش وتأييده ومساندة أفراده، كما أن قيادة الجبهة الداخلية حرصت ومنذ اليوم الأول للمواجهة في قطاع غزة على نشر عناصرها في جميع المدن الاسرائيلية، والتجول في شوارعها وطرقاتها بلباسها العسكري والارشارات التي تحملها تدل على هويتها لبث الطمأنينة في نفوس الاسرائيليين ، كما أن هناك حالة من الاستنفار مازالت في صفوف الجمعيات المدنية التي لها ارتباط مع الجيش، وكذلك الصناديق المختلفة التي تهدف الى مساندة وتمويل احتياجات الجنود في مختلف المجالات، وجميع هذه الجمعيات والمراكز التي عملت أيضا من أجل رفع معنويات الجنود وبشكل مواز لما يحدث من رفع لمعنويات الشارع الاسرائيلية "الجبهة الداخلية"، كما انتشر الكثيرون من افراد الحاخامية العسكرية بين وحدات الجيش على أطراف قطاع غزة لرفع معنوياتى عناصرها وتشجيعهم، ولم يغب دور البلديات والمجالس المحلية التي بادرت الى تعليق اللافتات التي تركز على متانة الجبهة الداخلية ودعم الجيش.
وتؤكد (المنــار) استنادا الى مصادر خاصة أن هناك الكثير من الأصوات داخل اسرائيل قد حوصرت وكتمت ومنع أصحابها من رفع اصواتهم عبر المنابر الاعلامية، كما خصل مع رسالة عائلات من الجنود قامت بارسالها الى وسائل الاعلام ورئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الدفاع تطالب فيها بضرورة سحب أبنائهم من جبهة القتال لعدم وجود هدف معلن للحرب، واستحالة تحقيق الأمن والسلام من خلال الاعمال العسكرية، وهذه الاصوات والاحتجاجية كان يحكم عليها سريعا بأنها اصوات شاذه، ويتم محاصرتها والتحريض ضدها لتختفي وتتوارى سريعا، وهو ما حدث مع زوجة قائد سرب من طائرات "اف16" الذي يقصف في غزة، حيث أكدت على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الدماء الذي يتسبب به الجيش في القطاع لن يجلب الأمن والاستقرار.
وحرصت المؤسسة العسكرية والسياسية على تضخيم دور الشريك الأكبر في تمكين وتقوية الجبهة الداخلية ، وهو "القبة الحديدية" فالمؤسسة العسكرية حرصت على تضخيم هذا الدور، معتبرة القبة الحديدية حامية اسرائيل من القذائف الصاروخية الفلسطينية، مع التزام الاسرائيليين بأوامر الجبهة الداخلية بالدخول الى الملاجىء، وفي هذه النقطة كان التركيز على منح المواطن العادي الذي لا يقاتل على الجبهة وفي الميدان دورا معنويا في حماية الجبهة الداخلية، فكان الحديث الدائم على أن التزام المواطنين بالملاجىء عند سماع صافرات الانذار يزيد من متانة الجبهة الداخلية ويمنع من ايقاع خسائر بشرية في صفوف الاسرائيليين.
وتعترف التقارير بأن هناك تعتيما كبيرا مارسته اسرائيل بدوائرها المختلفة فيما يتعلق بسقوط قذائف صاروخية في العديد من المناطق الاسرائيلية المأهولة بالسكان، وكان الاعلام شريكا اساسيا في لعبة هذا التعتيم، ولم يتم الحديث عن الاضرار المادية بشكل واسع عن الاضرار التي كانت تلحقها الصواريخ بالممتلكات داخل المدن الاسرائيلية.