2024-04-20 02:11 ص

عدوان غزة اولوية خليجية

2014-07-30
بقلم: حاتم استنبولي
في احد مقالاتي السابقة كتبت ان السلطة الفلسطينسة هي التعبير الأبرز لكمبرادورية الدولة (السلطة) ,,,,,, والكثيرين يطالبون الأنظمة العربية بمواقف تنتصر لغزة ,,,, وهذا هو العجز عن رؤية تطورات الواقع ,,, اول مرة في تاريخ الصراع يلاحظ ان القضاء على المقاومة هو اولوية عربية قبل ان تكون اولوية اسرائيلية وهذه بدات منذ عدوان 2006 وعدوان غزة 2008 و20012 والعدوان المستمر على سوريا والآن فان هذا العدوان قراره اتخذ ومول وغطي سياسيا في عواصم عربية ..... والتفسير يكمن ان الدولة الوطنية العربية قد صودرت لصالح الدولة الكمبرادورية العميلة اي انه في ظل العولمة وتداخل المصالح بين الدول وهيمنة البنك الدولي على سياسات الدول النامية فان القرار الوطني المستقل قد صودر وانقضت فئة الكمبرادور في الدولة على السلطة وحولت بذلك الدولة الوطنية الى دولة كمبرادورية, التي حولت القرارات الوطنية الى مجموعة من القرارات الأمنية ووضعت المواطن بين خيارين اما الأمن وهذا لا يتحقق الا بالتبعية ....أو الفوضى والقتل والتشريد وهذا المثل السوري والليبي امامكم عندما يرفض النظام شروط وسياسات البنك الدولي فان مصير الدولة الوطنية الى فوضى ,,,,,, ولنرى الآن فان سوريا تحولت من دولة صفر ديون الى دولة منهكة ومدمرة في حين ليبيا كان فائض السيولة يفوق ال200 مليار دولار , النتيجة سرقت الأرصدة تحت عنوان فاتورة التغيير والآن تدمر بايدي ابنائها تحت عنوان الديمقراطية والحرية ,,,, وفي الجوهر فان التغيير الحاصل هو العمل على تفكيك الدولة واعادة تركيبها بما يتلائم مع متطلبات البنك الدولي وسيطرته على مقدرات المنطقة ويفتح الباب امام السيطرة الأسرائيلية المعلنة في المنطقة ,,,,,, ووضع شعوب المنطقة امام خيار استمرار السجن والسجان وهذا يعني( الأمان) ,,,,,,,,او الفوضى والقتل والتهجير وخلق انطباع ان شعوب المنطقة لا تستحق الحرية والديموقراطية ,,,,,, اما عن القوى الوطنية فانها اسيرة رؤية وخطاب قديم تقليدي لا يجدد مواقفه بناء على المتغيرات في بنية المجتماعات العربية وانعكاسها في البناء الفوقي للدولة العربية القائمة وتحول الدولة الوطنية الى دولة كمبرادورية ومستلزمات ذلك في برامج هذه القوى ومهماتها اليومية وانعكاسها في برامجها الثقافية والأعلامية ,,,,,,,,, ان سيادة الدولة الكمبرادورية في المنطقة هو السبب وراء هذا الصمت والمشاركة في العدوان على غزة كون المقاومة وثقافتها هي النقيض للدولة الكمبرادورية اما في فلسطين فان سيادة ثقافة المقاومة هي النقيض والبديل لكمبرادورية السلطة ولذلك فان مواقف السلطة نابعة من جوهر مصالحها مع سياسات البنك الدولي الذي يريد ان يحول القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني الى قضية معيشية يومية وقضية سكانية ......... واريد ان ابرز مثل يتكرر في كل مرة يؤكد ان قرار العدوان هو كمبرادوري عربي وهو الأستعداد الدائم من دول الخليج في اعمار ما تم تخريبه جراء العدوان ...... ماذا يعني ذلك ؟؟ في الجوهر القانوني هو تحمل النتائج التدميرية الملموسة ...وان المشكلة ليست في العدوان والتدمير فقط المشكلة في ارادة المقاومة التي اذا انكسرت سنحول المكان الى جنة هذه الوعود تطلق في ظل القذائف ...ومن حيث المبدأ فان المسؤولية القانونية والأخلاقية يجب ان يتحملها مرتكب الجريمة (اسرائيل). اما وتبدا دول الخليج في التبرع بعملية البناء وتعلن عن ذلك قبل سكوت المدافع يؤكد انها مشاركة في قرار العدوان وتغطيته اخلاقيا وسياسيا وتتحمل اعبائه المالية وما تصريح الأمير تركي الفيصل بتحميله المقاومة مسؤولية هذا العدوان يؤكد انه اولوية خليجية عربية قبل ان يكون اولوية اسرائلية ..........