2024-03-28 01:10 م

حل الجامعة العربية واجب أخلاقي ...

2014-07-31
بقلم: جمال العفلق
هي الجامعة العربية التي تأسست لحفظ مصالح الأمة العربية ، هي الجامعة العربية التي تمثل ما يقارب أكثر من ثلاثمائة مليون عربي ، هي الجامعة العربية التي تمثل مساحة الوطن العربي صاحب المركز الثاني بالمساحة بعد روسيا . فبعد اللاءات الثلاثة المشهورة في مؤتمر الخرطوم والتي اسست لحرب تشرين التحريرية او حرب العاشر من رمضان ، لا يذكر دور حقيقي للجامعة العربية – ولم تستطع الجامعة الصمود كثيرا" امام المتغيرات الدولية والاقليمية فكانت قراراتها والتي تلزم الاعضاء بالاجماع تخرج هزيله نتيجة اختلاف سياسة الاعضاء الخارجية اتجاه القضايا العربية والدوليه . الجامعة العربية لم تستطع حل النزاعات العربية العربية واشهرها الخلاف العراقي الكويتي مطلع التسعينيات من القرن الماضي . والتزمت الصمت بعد انتهاء حرب تحرير الكويت اتجاه حصار العراق الاقتصادي والعسكري والسياسي ، وقبل ذلك لم تحرك ساكنا اتجاه الحصار الاوربي الامريكي على سورية في الثمانينات من القرن الماضي ، ولم يكن لها دور يذكر في حرب لبنان الاهلية والاجتياح الاسرائيلي للبنان اذا ما استثنينا ما سمي حينها بقوات الردع العربية ؟؟ وفي مطلع القرن الحالي التزمت ابشع انواع الصمت اتجاه احتلال الولايات المتحده الامريكية للعراق فكانت بغداد اول عاصمة عربية تسقط تحت احتلال اجنبي مطلع القرن الحادي والعشرين . ولم يكن عدد مليون ونصف المليون طفل عراقي عدد كافي لتتخذ الجامعة العربية قرارات انسانية لفك الحصار عن الشعب العراقي . حيث اكثر الاعضاء لم يكن لديهم قدرة على اتخاذ القرارات الانسانية او السياسية التي تصب بمصلحة الامة العربية . ورغم ان قرارات الجامعة يجب ان تكون بالاجماع فان قرار احتلال العراق لم يكن بالاجماع وتم تمريرة . ولم تكتفي الجامعة والاعضاء المسيطرون عليها بذلك فكان قرار تدمير ليبيا هو سابقة تاريخية لم تتخذ من قبل ولم تُقِدم منظمات من هذا النوع في العالم على اعطاء قرار يبيح للاحتلال بتدمير بلد عضو فيه – وهذا انجاز يحسب للجامعة العربية ولأمينها العام السابق عمرو موسى . نفس الجامعة هي التي التزمت الصمت اتجاه عدوان اسرائيل على لبنان في 2006 – ونفس الجامعة هي التي عجزت عن الكلام في عدوان اسرائيل 2008 على الشعب الفلسطيني .. هي جامعة الدول العربية التي اخرجت الحكومة السورية الشرعية من المنظمة واستبدلتها بجماعة لا تمثل اكثر من 5% من الشعب السوري – ونفس الجامعة وبرعاية امينها العام نبيل العربي وباموال قطر والسعودية حاولت تدويل الازمة السورية وجر جيوش الاحتلال الى سورية لانهاء الوجود السوري على الارض السورية . وفد الجامعة العربية الى مجلس الامن الدولي ، حمل معة تقارير مزورة للحصول على قرارا دولي لوضع سورية تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحده . هذا مرور سريع على الجامعة العربية وما قدمته للشعوب العربية – تلك الجامعة التي تمولها اموال الشعوب العربية – وتدفع الحكومات العربية من قوت شعوبها رواتب اعضاء هذه المنظمة العدو للشعب العربي . واثناء كتابة هذا المقال وصل عدد المجازر الاسرائيلية المباشرة على اطفال فلسطين عشرون مجزرة منذ بداية العدوان الصهيوني على المقاومة في فلسطين . والجامعة العربية ملتزمة بالصمت والحياد اللا أخلاقي ولا تتجرأ على اتخاذ اي تدبير او تصريح كما هي العادة امام عدوان قطعان الصهيونية على الشعب العربي . ودور الجامعة اليوم تقديم غطاء سياسي واخلاقي لمجازر الصهيونية . فالعربي الذي يسعى لمنصب دولي موعود به لم نسمع عنه اي شيء اتجاه دماء اطفال فلسطين التي وصلت الى قادة اميركا الجنوبية ولم يشاهدها العربي بعد . بعد هذا الا يجب حل تلك المنظمة العدو للشعب العربي ؟؟ اعتقد ان حل هذه المنظمة اليوم هو واجب اخلاقي ، على الاقل يسجل التاريخ الحديث انجاز حقيقي للشعب العربي في انهاء دور منظمة كانت تمثله فأصبحت علية .