2024-04-16 02:41 م

المحور السعودي في المنطقة .. التشكيل والأهداف * الدور الاسرائيلي والرضى الأمريكي!!

2014-08-18
القدس/المنــار/ "جوقة" جديدة، تضم عددا من الدول في المنطقة تتزعمها السعودية، وهذه الدول ترى أن ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما غير قادرة على قراءة الصورة كما هي في الشرق الاوسط، وأن خطوات ادارة اوباما لها انعكاسات سلبية على مكانة امريكا وحلفائها في المنطقة.
وتقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن السعودية تعتبر نفسها زعيمة للمنطقة، لكنها، ستعيد مفاتيحها الى الادارة الامريكية القادمة، مع احتفاظ الرياض بمكانتها بعد أن استطاعت احتواء العديد من أدوار الدول الكبيرة في المنطقة، والسعودية باتت تقود قطار الدول المعتدلة، واسرائيل أحد ركاب هذا القطار، التي راهنت على المحور الرافض للتعاون مع الاسلام السياسي كمدخل لتغيير أنظمة الحكم في المنطقة، بمعنى أنها جزء من محور يسعى الى مشاركة الولايات المتحدة رغباتها، لكن ليس عبر أدوات الاسلام السياسي، بل من خلال قوى مازالت ترى في نفسها موالية للغرب، وللولايات المتحدة تحديدا، في مواجهة محور يتعرض منذ فترة للضغوطات الشديدة وغير العادية، وهو المحور السعودي العراقي الايراني، وتتمثل بشكل خاص مع عشرات الالاف من الارهابيين الذين تدفقوا على الساحتين السورية والعراقية، والولايات المتحدة أخذت تدرك بأن زمن الاسلام السياسي قد ولى، وأن جماعة الاخوان المسلمين لن تستيقظ قبل مرور أكثر من عشرين عاما، وهذا ما يفسر اشارات "التحبب" التي ترسلها واشنطن للقوى المعتدلة، وعلى رأسها السعودية.
وتضيف الدوائر السياسية أن الولايات المتحدة قد تأخذ بالكثير من النصائح التي تقدمت بها السعودية ودول اخرى في المنطقة، حتى تتمكن واشنطن من قراءة الواقع في الشرق الاوسط بصورة أفضل.
وأما بالنسبة لاسرائيل فهناك من يدعوها الى استغلال هذا الواقع الجديد في الشرق الأوسط، للاتفاق على شكل من أشكال التحرك السياسي، سواء على أساس مبادرات قائمة كمبادرة السلام العربية، أو من خلال خطوات تقوم بها اسرائيل في الضفة الغربية يتفق عليها مع السعودية يؤجل مناقشة القضايا الحساسة والجوهرية.
لكن، هناك من يحذر من أن عاصفة التغييرات التي شهدتها المنطقة لم تنته بعد، وأن التبدلات والتغيرات مازالت ممكنة وواردة، وبكلمات اخرى هناك خروج لبعض التخريب عن السيطرة، وهذه الادوات الارهابية قد نجدها غدا، في احدى ساحات دول الاعتدال، وحتى في السعودية نفسها، فالرمال المتحركة في الشرق الاوسط لم تهدأ بعد، وجميع الاحتمالات واردة ، وكل السيناريوهات مطروحة ، وهذا لا يعني أن اسرائيل لن تواصل تقربها وتعاونها مع المحور السعودي ، بل على العكس، فهي ستحاول الاستفادة من هذا المحور، وفي نفس الوقت ابقاء عيونها مفتوحة، دون أن تلتصق تماما بالمحور المذكور حتى لا تبتلعها الرمال المتحركة، في حال ابتلعت هذه الرمال السعودية، فصعود هذا المحور مازال غير متين، ومن غير المعروف فيما اذا كان هذا المحور الذي تتزعمه السعودية سيواصل الامساك بدفة القيادة، أو أنه سيسقط أو يتراجع لحساب صعود قوة اخرى، فلا أحد يدري ماذا سيحدث في الساحات التي مازالت تحافظ على استقرارها حتى الان، فالمنطقة ما زالت في زمن التغييرات، وهو زمن لا يمكن لاسرائيل أن تعتمد عليه لبناء سيناريوهاتها القادمة بعيدة المدى.