2024-04-18 04:33 ص

مستقبل العرب.. على كف داعش

2014-08-18
يسري السيد
داعش تهدد باحتلال الكويت على لسان أميرها بقوله "لدينا تصفية حساب مع أمريكا، لكن لا نستطيع الوصول لها بل سنأتي بها إلينا، وذلك يتم بوطأ الكويت بعدها ستأتينا أمريكا ونقاتلها وننتقم". داعش في ليبيا، وفي السودان، داعش في سيناء، داعش هنا وهناك، داعش في كل مكان.. إلا إسرائيل طبعا أو الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الصهاينة والقدس فيها تصرخ والمسجد الأقصى يكاد يدمر يوميا من أنفاق البحث عن هيكل سليمان.. إلا.. الولايات المتحدة الأمريكية التي تشكل الشيطان الأعظم، ليس لداعش فحسب لكن لنا جميعا بل وللعالم كله.


ماهذه الكوميديا السوداء التي نعيشها ؟

من خلق هذا العفريت ؟

ما حقيقة هذا المارد التتاري الجديد الذى يأتي على الأخضر واليابس، ويحول الحياة إلى دمار والعمار إلى خراب ؟

مارد يدمر كل ما يقابله، يقتل كل حي ويحرق كل ميت ، الكل دونه كفار، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.. أما اليهود أو حتى الملحدين فلم يصدر لهم أمر سماوي بالاقتراب منهم كما يقول كبيرهم!

هدفهم واضح تحرير كل البلاد العربية ليس من حكامها فحسب، بل من سكانها، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، هدفهم محدد:

تدمير المنطقة كلها وتحويلها إلى خرابة وتلال من المبانى المهدمة لا تصلح إلا للبوم والغربان !!

اشتعلت غزة ولم يتقدموا لإنقاذ أهلنا هناك !

نكلت إسرائيل بالفلسطينيين، وقتلت الأطفال والنساء وشردت الآلاف، ولم تتحرك داعش أو أخواتها من الجماعات التي ترفع راية الإسلام بل ووصل الأمر إلى منتهاه حين قال أحد قادتهم: – "الله لم يأمرنا بقتال الصهاينة".

واذا كان كلامهم صحيحا نريد دليلا واحدا ولو ضعيفا على الوحي السماوي الذي نزل إليهم ليأمرهم بقتل إخوانهم المسلمين أو المسيحيين !! كفرونا جميعا ورفعوا في وجوهنا مفاتيح الجنة والنار وأخفوا عنا صكوك الغفران وذبحونا بالتهليل والتكبير.

والسؤال الذي يجيب عن حقيقتهم وكناهم:

هل كانت "إسرائيل" ستفعل بنا ما يفعلونه هم بنا الآن ؟

الإجابة لا طبعا.. لذلك بدون لف ولا دوران

داعش واخواتها هم الصهاينة الجدد !

أخفوا بروتوكولات حكماء صهيون وراء المصاحف التي يشهرونها في وجوهنا.

وأخفوا الطاقية السوداء الصغيرة التي يرتديها اليهود المتطرفون تحت العمامة، يتحدثون بلغة عربية مشحونة بالعبرية. والسؤال من يقف وراءهم ؟

ابحث عن صاحب المصلحة في تدمير العالم العربي، تعرف من محركهم ومن ممولهم ومن المخطط؟! لهم.. بدون لف ولا مواربة الأمريكان والصهاينة حتى ولو كانت بأموال قطرية أو بدعم تركي

الصهاينة يريدون أن يكونوا الكيان الوحيد في المنطقة، وما دونهم خراب حتى يقيموا دولتهم من النيل إلى الفرات

والأمريكان يريدون المنطقة كلها بثرواتها بموقعها الجغرافي لمواجهة الغول الصيني والدب الروسي.

الأمريكان والصهاينة يريدون الوصول لهدفهم دون نقطة دم حتى من مرتزقتهم،

لذلك لجأوا إلى داعش واخواتها، يعنى حرب بالوكالة، وهم الوكلاء الجدد.

انتهت أسطورة الجيوش المنظمة أمام حرب العصابات التي أنهكت أمريكا في فيتنام وأفغانستان. عصابات داعش قادرة على تحقيق الهدف بتفكيك الدول العربية وتمزيقها إلى أشلاء بالعرق والدين والجنس والطائفية..الخ

هذه هي الأسلحة الجديدة لتدمير العالم العربي بدلا من الصواريخ العابرة للقارات والقنابل الهيدروجينية والترسانات النووية، ونقاط الارتكاز متعددة وعوامل النجاح كثيرة: من فساد الحكام العرب إلى جهل الشعوب وأمراضها المستشرية وفقرها المدقع بعد استيلاء أباطرة الفساد على ثرواتها!

باختصار مهد  الحكام العرب الأرض وحرثوها وجعلوها صالحة لترعرع داعش واخواتها.

والنتيجة باهرة.. تدمير أقوى جيشين عربيين فى العراق وسورية وتحويلهما مع ليبيا واليمن إلى نار جهنم.. وبقية حلقات المسلسل مستمرة، لكن الجائزة الكبرى ودرة التاج وحجر العثرة هي مصر بعدها سيتم التهام باقي الكعكة: الخليج العربي وباقي دول العالم العربي، لذلك تحاك المؤامرة بعد الأخرى، كلما فشلت واحدة استشاطوا غضبا وجاءوا بالثانية، المعركة لم تنته، بدأت عندنا وتحاك خيوطها بعناية

يساعدها غباء بعضنا أو جهلنا بحيل الشياطين

ينميها شعورنا بأن رموز الفساد وعهد مبارك الذين أذاقونا المر أشكالا وألوانا، وسرقونا ونهبونا وأمرضونا وأفقرونا.. يعودون للمشهد من جديد وبكثافة وأكثر ضراوة

يساعدها شعور الغلابة والكادحين من أهل هذا الوطن بأنه "لا شيء تغير" ، وأن المؤامرة مستمرة في إبعاد الكفاءات والخبرات وتصعيد محدودي الموهبة للمشهد من فلول مبارك. الشعور المتزايد من الملايين الذين نزلوا إلى ميادين التحرير في كل محافظات مصر بأن ثورة 25 يناير كانت حلما جميلا دفع ثمنه الآلاف من الشهداء والمصابين.. لكنه للأسف الشديد كان مجرد سحابة صيف في مجتمع تربى سنوات طوال تحت قبضة الفساد والاستبداد !

ارتفع شعار "عائدون" من أولاد مبارك الآن بعد احتلال بعضهم لمراكز قيادية مؤخرا.

المصدر: "العرب اليوم"