2024-03-29 11:28 ص

فشل اسرائيل في تحقيق انتصار سياسي في مفاوضات القاهرة دفعها الى استئناف عدوانها البربري

2014-08-20
القدس/المنــار/ أدركت اسرائيل أنها لا تستطيع تحقيق انتصار سياسي في مفاوضات القاهرة، وأنها باتت على وشك أن تتعرض الى انتكاسة سياسية أمام الوفد الفلسطيني، الذي تمسك بمواقفه، فالوفد الفلسطيني رفض التراجع عن المطلب الاساسي وهو ضرورة رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، ورفض أيضا التعاطي مع مقترحات قدمها "الاصدقاء" و "الاشقاء" وقيادات "المحاور" و "اصحاب المصالح" بالموافقة على "تجميل الحصار" من خلال تسهيلات تحددها وترسمها اسرائيل.
وأدرك رئيس وزراء اسرائيل بأن المفاوضات الجارية في القاهرة لن توفر له سلم النزول الذي يحتاجه، وهذا ايضا ما أدركته الحكومة والجهات التي دعمت الحرب على غزة، وهي جهات سعت وشجعت على عدم السماح للمقاومة الفلسطينية في القطاع من تحقيق نصر سياسي، تعود به الى الشارع الفلسطيني، وذلك، لعدة اسباب من بينها ما يتعلق بمخاوف تلك الجهات في أن يصور كل نصر تحققه حركة حماس على أنه نصر يجير تلقائيا لجماعة الاخوان المسلمين، وهناك أسباب تتعلق برفض البعض في أن تحقق المقاومة نصرا سياسيا يكون مبنيا على ما أحرزته المقاومة في غزة، فصمود الوفد الفلسطيني على مواجهة الضغوط التي مورست عليه، لم يمكن ممكنا لولا ما تحقق في الميدان العسكري، بمعنى أن هناك رغبة بضرورة عدم منح المقاومة أي نصر في الحلبة السياسية حتى لا يخلط ذلك المفاهيم ويقضي على مشوار طويل ومحاولات استمرت لسنوات، منذ دوران عجلة التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين على ترسيخ مفهوم لدى الجمهور الفلسطيني بأن الطريق الوحيد لانتزاع أي مكاسب ونتائج من اسرائيل هو عبر العمل العسكري والمفاوضات السياسية.
وتقول دوائر سياسية أن هناك أسباب داخلية في اسرائيل تعتبر أسبابا رادعة تمنع نتنياهو من التعامل والتعاطي بجدية مع مفاوضات التهدئة في القاهرة، وهي أسباب تمنع رئيس الوزراء الاسرائيلي من الموافقة على أي نوع من التفاهمات مع المقاومة في القطاع، فهو يدرك أن أية اتفاقيات قد تتسبب في موجة انتقادات ، قد تؤدي في النهاية الى اسقاط نتنياهو عن كرسي رئاسة الوزراء ووضع نهاية لمستقبله السياسي.
فاسرائيل لم تكن راغبة في أن يتم تحقيق تقدم حقيقي والوصول الى منتصف الطريق مع الوفد الفلسطيني لاخراج تهدئة معقولة يمكن أن يوفر الهدوء لكلا الجانبين.
وتفجير اسرائيل لمفاوضات التهدئة له أهدافه، وقد يكون ذلك متفقا عليه مع بعض الاطراف في المنطقة والعالم، ففشل الوسيط المصري في تحقيق التقارب وجسر الهوة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، أوصل تلقائيا الى ما نشهده منذ خرق اسرائيل للتهدئة، لكن، هذا لا يعني أن الحرب ضد القطاع قد بدأت من جديد، فالدوائر ترى أن هناك حدث أبعد من قصف موقع هنا أو هناك، فمن الناحية السياسية الهدف الاسرائيلي هو الدفع باتجاه تفجير مفاوضات القاهرة، والدخول في جولة جديدة من القتال مع المقاومة الفلسطينية، والاعتقاد السائد بأن صيغة قرار تدعمها الولايات المتحدة تتم صياغتها في مجلس الامن بشكل يرضي اسرائيل، على اساس معادلة نزع سلاح المقاومة مقابل اعادة الاعمار، فهذه قد تكون وسيلة مناسبة لفرض هذه المعادلة عبر الهيئة الدولية بعد فشل تمريرها عبر المفاوضات غير المباشرة برعاية مصرية.
وبالعودة الى التأثيرات الداخلية في اسرائيل، لما يمكن أن يحدث في القاهرة من تهدئة بأن نتنياهو على يقين بأن أي اتفاق سياسي يتم تحقيقه سيعرضه لانتقادات داخلية، لذلك يبحث نتنياهو عن ركائز يمكن الاستناد اليها، وأبرز تلك الركائز تحقيق تحقيق انتصارات يمكن التلويح بها خلال نزوله عن الشجرة، شجرة المواجهة مع القطاع، وهي الشجرة التي صعد اليها نتنياهو معتقدا أن النزول عنها قد يكون مريحا في ضوء الوعود التي تلقاها من حلفاء وأصدقاء في العالم العربي والعالم، خاصة أن تل أبيب اعتقدت أنها هي التي ستحدد ساعة اطلاق النار، أو وقفها، الا أن ذلك لم يتحقق، لكن، من بين الانتصارات التي يبحث عنها نتنياهو هو أن يتمكن الجيش من استهداف قيادات من المقاومة الفلسطينية، حيث انشغلت اسرائيل منذ اللحظة الاولى لاعلان التهدئة المؤقتة في محاولة للوصول الى معلومات تقودها الى نصر استخباري عبر استهداف قيادات بارزة من الفصائل الفلسطينية، وخرقت اسرائيل التهدئة منذ اللحظة التي شعرت فيها بأنها تمكنت من اقتفاء اثار صيد ثمين، وبعد هذه الخطوة التي انكشفت أمام الطرف الفلسطيني وأمام الوسيط المصري، بعد المعلومات التي افادت استهداف جيش الاحتلال لأحد المنازل في القطاع رغبة منه في تصفية قائد كتائب القسام محمد الضيف.
وذكرت دوائر مطلعة لـ (المنــار) أن افتضاح أهداف اسرائيل سيجعل من استئناف المفاوضات للتوصل الى اتفاق ينهي الحصار والحرب على غزة أمرا صعبا، وسيجعل الفلسطينيين يتمسكون بأن تكون هذه المفاوضات تحت النار، لأن حالة الارتخاء الأمني التي قد تحدث في الساحة الفلسطينية، رغم التحذيرات المتكررة للمقاومة، حتى لا تخدم هذه الحالة اسرائيل التي تبحث عن تحقيق مكاسب في الوقت المتبقي حتى الوصول الى وقف لاطلاق النار، خاصة وأن الدوافع لتكثيف العمل الاستخباري ليست فقط دوافع مهنية، بل باتت دوافع شخصية، حيث تخشى قادة الاجهزة الامنية في اسرائيل من أن يكونوا كبش فداء في أية مساءلات للجان التحقيق التي ستلي وقف الحرب على القطاع.