2024-04-20 12:11 ص

مابين بني صهيون وآل سعود

2014-08-26
بقلم جمال رابعة*  
من أهم مشاكل الأمة العربية ومصائبها التي وقعت على شعبنا تصب في إطار تصرف قادتها ,وكما وصفها الرئيس الأسد في خطاب القسم فهي إما على شكل عنتريات أو بندريات , وبكل مرارة القول والإحساس ما استقدمت هذه السلوكيات سوى الخيبة والخراب والدمار الفكري والمادي واستجلاب العدو الخارجي والداخلي الذي يتربص بالأمة وبمصيرها ومصالحها بما لا يريد الشعب , خدمة ًلمشاريع خارجية لجهة تمزيق الأمة وانحراف بوصلتها بمواجهة الأهداف الخارجية وانكفائها داخليا ًبصراعات عبثية لا جدوى منها سوى الخراب والدمار والتشظي وانفلات العقال إلى فوضى لا تحدد ولا تحصر نتائجها ، وتبقى هذه الأمة تلعق جراحها زمنا ًطويلا بينما أعدائها يحكيون المؤامرات ويستعدون لمواجهة أكبر، و المتابع للمشهد الداخلي العربي تنموياً وفكرياً وسياسياً يتراجع إلى الخلف ,يكتنزه الانحطاط والخزي والعار . ما أسباب كل ذلك؟ وما الذي حدث لهذه الأمة ؟ ومن له الدور الرئيس في الأزمات السياسية والاجتماعية ؟ أسئلة كثيرة من جملة تساؤلات عديدة يسألها المواطن العربي . ما شهدناه في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي على المستوى السياسي والاجتماعي والفكري كان يوحي دائماً ويؤشر حقيقياً لتطور هذا المجتمع ويبعث الأمل والبشرى لتحقيق طموحات الأمة . إنه البلاء الأكبر ذلك الكيان الذي زرع في قلب جغرافية الوطن العربي الكبير في فلسطين العربية ,إنه العدو الصهيوني. لكن ما كان قدّر لهذا الكيان الغاصب المضي بتحقيق أهدافه الصهيونية في المنطقة العربية من دون دعم خارجي وتآمر قوى عديدة داخل المنطقة العربية ممثلة بأسر حاكمة غير شرعية لا تمثل شعبها أخذت مقاليد الحكم بقوة قوى خارجية وضعف الداخل غير المحصن فكرياً وعقائدياً هذه القوى التي تؤدي دورها على أكمل وجه تماماً كحصان طروادة . الأبرز من هذه الأسر الحاكمة التي تآمرت على شعبنا العربي وتحالفت مع هذه القوى الخارجية ممثلة بالصهيونية العالمية , هو نظام آل سعود. بالعودة قليلاً إلى الوراء من تاريخ هذه الأمة التي صدرت للعالم كافة العلوم بما تملكه من مخزون إنساني حضاري ,نجد أن البلاء الأعظم في وجه طموح وتطلعات هذه الأمة هم آل سعود . البداية كانت عندما وقع عبد العزيز آل سعود وثيقة مع السير البريطاني كوكس والتي بموجبها وقع الأخير وثيقةالتخلي عن فلسطين العربية للصهاينة من اليهود . تالياً : في خمسينيات هذا القرن وبعد صعود نجم الزعيم جمال عبد الناصر قائدا للتيار القومي والعروبي بدعم من الاتحاد السوفييتي كان نظام آل سعود يقود تحالف بدعم الإدارة الامريكية وناصبوا العداء لعبد الناصر وتآمروا عليه . عندما وقع السادات اتفاقية كامب ديفيد رفضت سوريا هذه الاتفاقية وشكلت جبهة الصمود والتصدي لعزل النظام المصري كان نظام آل سعود داعماً لتلك الاتفاقية بكل الإمكانيات . عندما وقع " السطو المسلح " من قبل الإدارة الامريكية على العراق موّل آل سعود هذا العدوان وقدم أرضه وأجواء شبه الجزيرة العربية تسهيلا ًلهذا العدوان ، وبانتصار الثورة الاسلامية وانتقال إيران من نظام مؤيد للكيان الصهيوني إلى نظام يؤيد ويدعم الشعب الفلسطيني قادت السعودية وموّلت حرب ظالمة على إيران والعراق كرأس حربة. ما حدث في حرب تموز ضد لبنان والمقاومة وما حظي به العدو الصهيوني من دعم مالي وسياسي للقضاء على المقاومة في لبنان وما حصل في ليبيا ومصر وتونس , كل تلك الأزمات العاصفة لم تغب عنها بصمات آل سعود وحلفائهم في المنطقة. ما يحصل في سوريا من خلال ضلوع آل سعود المباشربتمويل ودعم كل مجاميع الإرهاب ( داعش والنصرة والجبهة الإسلامية والقاعدة ) إضافة لدورهم المشبوه في العدوان على غزة, وبحسب مصادر مطلعة لصحيفة المنار المقدسية فأن هناك زيارات متبادلة خلال العدوان الإرهابي على قطاع غزة بين مسؤولين اسرائيلين وسعوديين أكدت خلالها السعودية دعمها وترحيبها باستمرار العدوان إلى حين القضاء على المقاومة الفلسطينية . من خلال ما تقدم من وقائع وعرض.. نجد أن آل سعود ومالهم الذي يديره اللوبي الاسرائيلي, وراء مصائب هذه الأمة بشرائهم للضمائر ونشرهم للفساد والفكر التكفيري ،وهم وأموالهم العقبة الكعداء التي تحول دون تحقيق أحلام الشعب العربي في بناء وقيام وحدة عربية تنهض بنا من سباتنا الأزلي . أيها العرب الأحرار ماذا تنتظرون ؟؟؟؟
* عضو مجلس الشعب السوري

الملفات