2024-03-29 08:13 ص

لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة ...

2014-08-27
بقلم: جمال العفلق
كم هو جاهل وغبي ذلك المصدق ان اميركا والصهيونية يستطيعان العيش بسلام ؟؟ وكم هو جاهل وغبي ذلك الذي لم يتوقف عن التسويق لما سمي بالسلام الدائم والشامل ؟؟ وكم هو جاهل ذلك الذي صدق ان عصابات الصهيونية ترغب بالسلام او تسعى اليه . منذ مؤتمر مدريد وبداية عملية السلام التي فرضتها اصلا التغيرات الدولية والاقليمية والعربية ، وتفرد اسرائيل ببعض العرب الذين وقعوا معها اتفاقية سلام كما يحبون هم ان يسموها ، فالاردن وقع اتفاقية وادي عربة و الفلسطينين وقعوا اتفاقية اوسلو . ورغم ان الاتفاقيات هي مجرد حبر على ورق عندما تخص الطرف العربي بينما هي واقع فرضتة اميركا وتمسكت به عندما يخص المستوطينين . الا ان العرب تمسكوا بهذه الاتفاقيات واعتبروها انها جزء من بداية حقيقيه لعملية سلام شاملة توج العرب قرارهم هذا بمبادرة السلام التي مازالت مفتوحة حتى اليوم رغم ان اسرائيل لم تفكر فيها ولم تتطلع عليها وفضتها لحظة الاعلان عنها . والواضح بالامر ان طرح المبادرة العربية كان عملية تخدير للشعوب العربية من اجل اعطاء اسرائيل وقطعانها الفرصة الكافية لتمكين الاستطيان وفرض الخرائط التي تناسبها . وسجل التاريخ الحديث لكل من سورية ولبنان رفض هذا الاذعان والتمسك بمدئ المقاومة حتى التحرير . ورغم كل ما عانى منه السوريون واللبنانيون من حصار اقتصادي وسياسي ودخولهم في لعبة عض الاصابع وتقديم الاغراءات من اجل ان يتنازلوا عن فكر المقاومة ويدخلوا في لعبة اسمها السلام الا ان المقاومة في لبنان وفي دمشق وفلسطين اعلنوا على الدوام ان اسرائيل ليست الطرف الذي يمكن ان يكون شريك سلام .. وان الصهيونية تبحث عن مستسلمين لها ولا تبحث عن من يوقع معها اتفاق سلام . فبعد عشر سنوات من مؤتمر مدريد الذي عقد مطلع التسعينيات من القرن الماضي استطاعت المقاومة في لبنان تحرير الجنوب واعلانه ارض عربية محرره بقوة السلاح وتحت ضربات المقاومة لا بورقة سلام مفروضه . وفرضت المقاومة معادلة القوة على العالم وان حق المقاومة ومحاربة الاستعمار هو واجب وحق لا تفريط او مساومة علية .. رغم ان الطرف الاخر كانت حربه على كل الاتجاهات وخصوصا الاعلام فانبرى الاعلام على تقديم اسطوانتة المشروخة عن السلام وعن التوازنات .. بل غرق اكثر من ذلك باستبدال اسم فلسطين عن الخارطه وتسميتها غزة والقطاع .. واستقدم كل الذين يمكن شرائهم بالمال والباحثين عن الشهره تحت اسم مفكرين او صحفيين او محللين لترسيخ فكرة ان اسرائيل لا تقهر وان السلام هو خيار استراتيجي يجب ان يقبل به العرب والشعوب العربية . ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل طال القيادات العربية التي وصفت عدوان اسرائيل على لبنان عام 2006 عمل المقاومة بالمغامرة الغير محسوبة .. ولكن رد المقاومة لم يتأخر كثيرا" فكانت حرب الثلاثة والثلاثين يوم تضع اوزارها بعد هزيمة قطعان الاستيطان ومحور الاعتدال العربي . واليوم فلسطين اعادت الدرس من جديد لما يسمى محور الاعتدال فكانت حرب الخمسين يوم صورة من اروع صور البطولة والمقاومة لهذه العدوان الذي فُرض على الشعب الفلسطيني والذي اعتقد المخططون له انهم سوف ينزعون سلاح المقاومة ويفرضون شروطهم . ولكن واقع الحال ان المقاومة انتزعت شرعيتها منهم ومن مموليهم وفرضت قواعدها على الارض – وكشفت من جديد مدى ترهل وضعف ما يسمى جيش الدفاع الصهيوني الذي تحول الى بنك اهداف لا حول له ولا قوة .. وما عمليات التدمير للابنية وقتل المدنيين الذي اعتادت اسرائيل على عمله في اي حرب الا دليل على هزيمتها وضعف امكانيتها في مواجهة المقاومة . يبقى المؤلم في الامر ان الصهيانة يعترفون بهزيمتهم ومحور الاعتدال يسميه انتصار؟؟ واليوم كما التاريخ يسجل دائما ان لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة التي ستستمر وهي الخيار الوحيد لشعوب المنطقة حتى تحرير اخر شبر من الارض العربية .