2024-03-29 12:18 م

الخائن لوطنة ..لا يمكن ان يكون مخلصا لطائفته ...

2014-08-31
بقلم: جمال العفلق
ليس عيب ان تكون منتمي لطائفتك ، فانت ولدت ووجدت نفسك فيها ، وليس عيب ان تكون منتمي لدين او عقيدة تجد فيها خلاص النفس من الذنوب .. ولكن مهما كان هذا الانتماء واسع فهو ضيق اذا لم يكن انتماء يسبقة الانتماء لوطنك وارضك , هذا الوطن الذي لا تملكة انت وحدك ولا يحق لك التفرد فيه والانفراد بمصيرة وان لم تكن مخلصا له ومؤمن بوجوده ووجود كل من يعيش علية فكيف يمكن ان تكون مخلص لوجود طائفتك التي تدعي انك تنتمي اليها . الخائن لوطنة سهل علية جدا ان يبيع طائفته فمن يبيع الكبير والغالي يهون علية الصغير مهما غلا ثمنة . اليوم ونحن نقف على بحر من دماء اخوتنا واهلنا واطفالنا .. اليوم ومعسكرات اللجوء الانساني تمتد من حدود ايران الى تركيا الى لبنان الى الاردن الى مصر الى اكثر دول العالم حتى البحار اخذت حصتها من ارواح اللاجئين . علينا ان نقف لمحاسبة كل الذين اججوا النزعة الطائفية والشوفنية التي اثبت التاريخ مدى عقمها وكم سببت للبشرية من خسائر وازهاق للارواح . هذا التعصب الطائفي الذي رفع الطائفه على حساب الوطن انتج حتى اليوم مئات الألاف من الضحايا الابرياء. ضحايا لم يحملوا السلاح ولم يقاتلوا ولم يعترضوا كل جريمتهم انهم ينتمون لطائفه او عرق مختلف . والطائفي بطبيعته اذا ما انتهى من الخصوم لا يتوقف عن القتل – فداعش اليوم لم يقتصر قتلها على فئة دون اخرى ومن يعدل في نظرته يكتشف ان قطعان الارهاب لا تميز ابن مذهبها عن باقي المذاهب . لان طبيعة هذه القطعان ومن يدعمها تقوم على قتل اي اخر لا يكون خاضع بالمطلق لكل تعاليمها وسياستها . والتاريخ الحديث يسجل جرائم كثيرة بحق ابناء الدين الواحد فيما بينهم تحت شعار حماية الدين او الطائفه .. وليس من الصعب على اي باحث ان يجد اسماء قتلت من هو محسوب عليها ليس من اجل الطائفه او الدين وحمايته لان هذا الشعار لتبرير القتل . وحقيقة الامر انهم عملاء وخونه لاوطانهم خرج من هو من نفس انتمائهم يعارض افعالهم فكان مصير القتل والتصفية على يدهم . اليوم اثبتت المقاومة وهي مثال نعيشة يوميا انها مستمرة ومصدر تغذية وجودها وقبولها عند الناس انها لا تتحدث عن طائفه ولا تسعى من اجل طائفه بل من اجل وطن فكل خطابات المقاومة في لبنان على سبيل المثال لم تغفل من قريب او بعيد المصلحة العامة للوطن . ولو انها انفصلت عن وطنها لاصبحت ميليشيا مسلحة لا مقاومة تدافع عن وطن . وبالرغم من كل العواصف السياسية وكل التسويق الطائفي ضدها الا ان المقاومة سلمت بان الوطن فوق الجميع وان الصراع المذهبي لن يحقق اي تقدم او نجاح على العدو الذي ينتظر لحظة تصادمها مع الفئات الاخرى بالسلاح . اما في العراق رغم وجود الفصل الواضح بين الطوائف والقوميات الا ان خطر الارهاب الزم الجميع بخطاب وطني لان انهيار اي من هذه الفئات يعني ان الاخرين اصبحوا في دائرة النار حتى وان كانوا على حياد . وفي سورية ينطبق نفس المثال ولكن تبقى القضيه الاهم كيف نخاطب عقول البسطاء الذين صدقوا الطائفيين ومشوا خلفهم دون ادراك للنتائج التي ستقع على انسانيتهم . ماذا فعل الطائفيون اليوم من اجل اللاجئين السوريين وهم من نفس الطائفه – الا يطلق الجميع على معسكرات اللجوء اسم معسكرات الذل ؟؟ اليس من سرق المساعدات واهمل اطفال المخيمات هم انفسهم اصحاب الابواق الطائفية ؟؟ فالانتماء الطائفي لم يشفع لهؤلاء عند اقرانهم ، فالشتاء على الابواب وستعاد قصص البرد والجوع من جديد والرد الوحيد على هذه الابواق الطائفيه ان يعود الجميع الى ارضهم ويحملوا السلاح لمحاربة قطعان القتل والارهاب لان الموت هو الموت فلماذا يموتون جوعا وخارجد اوطانهم وبامكانهم ان يمواتوا واقفين دفاعا عن ارضهم وعرضهم ؟ فلا يمكن لخائن لوطنه ان يكون مخلصا لطائفته .. ومن ينفخ في قربة الطائفية في زمن يكون وطنه في دائرة النار هو خائن للانتماء الاكبر والاوسع فالاوطن يتسع للجميع وتجاوز الخلاف ليس بالمعجزة .

الملفات