2024-04-25 11:19 م

من الجاني ؟ !

2014-09-02
بقلم: رابح بوكريش
اجتهد الفلاسفة زمان في الدفاع عن الرأي الآخر .. وقال فولتير حكمته الشهيرة : قد أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد للموت في سبيل أن تطرح وجهة نظرك .. ولا أعرف كيف غابت هذه الحكمة عن المعتدي على جورج غالاوي. وهو الذي اراد أن يضيء الشموع في مدينة الضباب للذين عاشوا في ظلمات اليأس . ولأنه يمسح الدموع التي سقطت من عيون اهل غزة ، ويرشد الضالين الى الطريق الامان ، ويقدم كأس الهناء للذين تجرعوا كؤوس المرارة حتى الثمالة لكي تعود الابتسامة التي ضاعت دوما . فكانت النتيجة تعرضه جورج لاعتداء غرب العاصمة البريطانية لندن مساء أمس الجمعة، حيث أوضح “حزب الاحترام” الذي يمثله غالاوي في مجلس العموم البريطاني -في بيان- أنه يعتقد أن هذا الهجوم ناجم عن مساندته الفلسطينيين. ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم حزب الاحترام قوله : " إن الحادث يبدو متصلا بإسرائيل لأن المهاجمين كانوا يرددون شيئا عن المحرقة" يذكر أن غالاوي اصبح خصما شرسا لصهيونية ، خصوصا في الفترة الأخيرة " أعلن في الأيام الماضية مدينة برادفورد -شمال بريطانيا- “منطقة خالية من إسرائيل”، وحث الناس على رفض كل السلع والبضائع الإسرائيلية والخدمات وحتى السياح " ، لأنهم ادركوا ان جورج غالاوي يلعب لعبة خطيرة ضدهم ، فهو مدافع قديم عن القضايا العربية منذ أكثر من ثلاثين عاما وهذا ما لا يمكن للعدو الصهيوني أن يغفره لجورج غالاوي . لأنه ليس اسوأ من محاولة كشف جرائم اسرائيل . ولذلك كله ، وجهوا الصهاينة لهذا الأخير عدة مرات تهديدات علنية وسرية . وها هم ينفدون تهديداتهم . وظل غالاوي من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث قاد قوافل شريان الحياة الدولية إلى غزة التي زارها مع نشطاء التضامن، وحصل على الجنسية الفلسطينية التي قدمها له إسماعيل هنية الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة المقالة. لذلك شعر الصهاينة ان جورج غالاوي يلعب دور كبير في كشف الحقيقة امام الرأي العام البريطاني ، وأنه المحرض الأكبر لذلك . كما يجب ألا يغيب عن الأذهان ، ان جورج غالاوي ، شكل مؤخرا نقطة ارباك للسياسة البريطانية في تعاملها مع القضية الفلسطينية . وفي الختام اعود واوجه تحياتي الى جورج غالاوي الصامد واقول له مهما فعلوا بك فانك في قلب كل انسان حر.

الملفات