2024-04-24 11:14 م

إتصالات ومشاورات مكثفة لرسم المشهد السياسي الفلسطيني..

2014-09-08
القدس/المنــار/ خلال العدوان الاسرائيلي البربري على قطاع غزة، عقدت اسرائيل مع دول في المنطقة بحضور اوروبي أمريكي لقاءات على هامش هذا العدوان، للبحث في مستقبل الأوضاع في الساحة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب العدوانية على القطاع، هذه اللقاءات ناقشت مستقبل المناطق الفلسطينية وتحديدا الضفة الغربية في حال غياب القيادة الفلسطينية الحالية.
(المنـــار) حصلت على تقرير تناول هذه المسألة أعدته طواقم متخصصة بمشاركة دوائر محددة في عدد من الدول التي شاركت في اللقاءات المذكورة.
يقول التقرير أن جميع الأطراف التي حضرت اللقاءات ومن بينها اسرائيل كانت تتحدث عن ضرورة مناقشة الوضع في الساحة الفلسطينية، والاستعداد لذلك، في اليوم الذي يلي غياب القيادة الفلسطينية الحالية، وعلى كل طرف وضع "خلاصة" للتطورات المرتقبة التي تتابع ما يجري في الساحة الفلسطينية، لأن لهذه التطورات تأثير حقيقي على ما قد يحصل مستقبلا في الساحات الداخلية للاطراف التي شاركت في الاجتماع.
ويضيف التقرير أن كل الاطراف التي حضرت اللقاء تجمع على أن لا وجود لشخصية فلسطينية قادرة على ملء الفراغ الذي قد يتركه الرئيس محمود عباس في حالة غيابه، وحتى لو تم الذهاب الى انتخابات يتوافق عليها الجميع فان من الصعب الجزم بأن هذه الانتخابات ستكون نتائجها مقبولة على جميع الاطراف، خاصة وأن السنوات الأخيرة رسخت بشكل كبير حالة الانقسام بين الضفة والقطاع. ورغم الاعلان عن تشكيل حكومة توافق فلسطينية الا أن هذه الحكومة لم تنجح في الغوص في أية قضية حتى الان، يمكن أن تسمح بتدمير الحواجز وتحطيم الجدران التي تسبب الانقسام بين الكيانين في الضفة والقطاع، كما أن عدم القدرة على اتخاذ قرارات، أو عدم وجود نية لاتخاذها يمكن أن يسمح باعادة تنظيم المشهد السياسي الفلسطيني بصورة تسمح بعودة الاوضاع الى ما كانت عليه ، وبشكل سليم، وهذا يساهم في حالة الضبابية وعدم الوضوح الذي يميز المستقبل في المشهد الفلسطيني، كما أن العدوان على غزة، كانت له انعكاسات سلبية على الجهات التي تخشى من تعاظم قوة التيارات الاسلامية في الضفة الغربية خوفا على استقرار ساحاتها.
ويرى التقرير أن الاستطلاعات التي أجريت في الاونة الاخيرة وتحديدا بعد الحرب والتي اشارت الى تفوق واضح لحركة حماس في الضفة الغربية على حساب السلطة الفلسطينية، وبنتائج عكسية في قطاع غزة، ليس من مصلحة من يرغب في أن يكون المشهد السياسي الفلسطيني مريحا له، وهذا ما ترغب به جميع الاطراف.
لكن، التقرير يعتقد بأن استطلاعات الرأي هذه لا يمكن أن تكون أساسا تبنى عليه أية خطوات مستقبلية لصياغة المشهد الفلسطيني، وأن هناك ضرورة للانتظار لبضعة اسابيع قادمة قبل اجراء استطلاعات فحص للرأي العام لمعرفة حقيقة مواقف الشارع الفلسطيني، كما أن أطرافا كاسرائيل تعتبر ضبابية المشهد الفلسطيني أكبر واقوى ذريعة يمكن أن تتمسك بها، وتختبىء من خلقها لمواجهة أية ضغوط بشأن رسم نهائي لاتفاق بين الجانبين، لذلك تؤيد اسرائيل أية طروحات يمكن أن تقوم على تدعيم أمنها، تكون على أساس خطة المراحل لا تحسم فيها المسائل والقضايا الجوهرية والحساسة، بين اسرائيل والفلسطينيين قبل أن تكون هناك صورة مستقرة وواضحة للمشهد السياسي الفلسطيني، كما أن نتائج أية انتخابات قد تجري في مناطق السلطة الفلسطينية لا يمكن التكهن بها، وهذا يعني احتمال ولادة واقع جديد في حال اجراء مثل هذه الانتخابات ، لذلك تستبعد الدوائر في أكثر من دولة أن تجري مثل هذه الانتخابات على الاقل على المدى المنظور.
ويخلص التقرير الى القول بأن هناك انشغالا حقيقيا في الدوائر التي يعنيها ما يجري في المناطق الفلسطينية، في محاولة لتوقع ملامح اي مشهد قد يستجد في المناطق الفلسطينية، ورسم خريطة واضحة لمحاور ومراكز القوى في الساحة الفلسطينية، في محاولة لاستباق فراغ يمكن ان يؤدي الى حالة من المجهول.