2024-04-24 09:44 م

الأهداف المشبوهة للحلف الاستراتيجي الأميركي..

2014-09-13
بقلم : جمال رابعة*
المتابع للمشهد الدولي و الإقليمي اليوم يتلمس تكراراً من جديد تحت مبررات مختلفة صُنّعت في مطابخ المخابرات الأمريكية و الغرب الأطلسي, فالأمس كانت أفغانستان ثم العراق واليوم يتكرر المشهد في سورية مع فارق زمني و تكتيكي , بعد أن أنجز و اتخذ المجتمع الدولي القرار رقم 2170 لمكافحة الإرهاب . في اعتقادي أن هناك نية مبيّتة للاستغلال و للالتفاف على هذا القرار و هناك سيناريو جديد مخطط له ومدروس لجهة الاعتداء على الدولة السورية بعد أن ضاقت السبل و أقفلت الأبواب و سدت الذرائع بوجه الإدارة الأمريكية و الغرب الأطلسي باستصدار قراراً دولياً يضع سورية تحت الفصل السابع .وبعد أن أفشل القرار بفيتو مزدوج و للمرة الرابعة من قبل روسيا و الصين ,يحاولون اليوم الالتفاف و التسلل على المجتمع الدولي من خلال القرار 2170 لتحقيق أهدافهم و أحلامهم بالإجهاز على الدولة السورية بعد ثلاث سنوات و نيف من الدعم المالي و الإعلامي و السياسي لقوى الإرهاب الدولي على أراضي الدولة السورية . في هذا السياق ماذا يفهم من تصريحات أوباما في خطاب له عندما قال :"سنضرب الدولة الإسلامية في العراق و سوريا و لن نتعاون مع الأسد" , كذلك دعا إلى تسليح المعارضة السورية و تدريبها و طلب من الكونغرس تخصيص 500 مليون دولار لدعم هذه العصابات التكفيرية . و ماذا نقول و ماذا يمكن أن نفعل حيال ما اتخذه آل سعود من قرار بتدريب هؤلاء التكفيريين على أرض شبه الجزيرة العربية , و ذلك من خلال التنسيق و بعد اتصال هاتفي جرى بتاريخ 10/ 9/ 2014 بين أوباما و الملك عبدالله اتفقا خلاله على صورة التصعيد الجديد . و ماذا نفهم من عقد اجتماع في جدة تحت مسمى الحلف الاستراتيجي بقيادة صانعة الإرهاب الدولي, الإدارة الأمريكية , في حين تستبعد منه قوى إقليمية ذات دور أساسي وفاعل في مكافحة الإرهاب , كروسيا و إيران وسورية. على خلفية كل هذا جاء الرد الروسي على لسان وزير الخارجية يحذر من محاولة ضرب الجيش العربي السوري ,كذلك أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية : "إن توجيه واشنطن أي ضربة إلى سورية دون موافقة مجلس الأمن الدولي سيكون عدوانا عليها و خرقا للقانون الدولي ". الدولة السورية تعاملت و كعادتها مع المستجدات على الساحة الدولية بكل إيجابية تحت سقف الحفاظ على السيادة الوطنية السورية ,جاء ذلك على لسان وزير الخارجية و المغتربين وليد المعلم عندما قال أن سورية ترحب بقرار مجلس الأمن 2170 لمكافحة الإرهاب , و إن سورية مستعدة للتعاون على الصعيدين الإقليمي و الدولي في مجال مكافحة الإرهاب . و محذرا لمن تسول له نفسه محاولة المساس بالسيادة الوطنية معتبراً أن أي / خرق للسيادة الوطنية من أي طرف هو عدوان/ . لهؤلاء المتغطرسين و على رأسهم الشيطان الأكبر الإدارة الأمريكية راعية الإرهاب الدولي نقول : إن الجيش العربي السوري وشعب سورية الأبي سيتصدى بكل قوة و بأس لأي محاولة عدوان على أراضي الجمهورية العربية السورية كما تصدى و سحق أدواتهم و عصاباتهم في الداخل السوري . 
*عضو مجلس الشعب السوري.

الملفات