2024-04-20 06:56 ص

أمة تسير إلى مذبحها!!

2014-09-13
بقلم: ايهاب شوقي
التحالف الدولي الذي تقوده امريكا بحجة الحرب على الارهاب، ينظر اليه الكثيرون بأنه مجرد ذر لرماد في العيون لابعاد الشبهات عن صناعة الاستخبارات الامريكية للارهاب كذريعة للتدخل، وينظر اليه البعض من منظور ان الكلب الذي تم تسمينه بدأ يأكل ويهدد المصالح الامريكية؟، كما ينظر البعض الى ان امريكا تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من نفوذها في المنطقة لتعود اليها بقوة بعد ان فشل الربيع العربي في التمكين لحلفائها وصنائعها من الحكم. الواقع ان كل هذه الوجهات لا تخلو من صحة، وان أي خطة مسبقة تستدعي التعديلات على الارض لانه لاتوجد خطة او مؤامرة تسير في نفس الوجهة التي تم التخطيط لها فيه بفعل التفاعلات على الارض وبفعل المقاومة وبفعل المفاجآت التي قد تغير التكتيك بشكل كامل. ولعل ابرز المفاجآت التي تعرضت لها مؤامرة الشرق الاوسط الجديد هو صمود الجيش العربي السوري وصمود روسيا الاتحادية وحلفء النظام وعدم استسلامهم لا للاغراءات بتقسيم النفوذ ولا للتهديدات بخلق مناطق توتر داخل المجال الحيوي للامن القومي لهم على غرار اوكرانيا. ولعل اهم المفاجآت على الاطلاق هو ماحدث بمصر في 30 يونيو من خروج مهيب للشعب لازاحة التنظيم الدولي للاخوان من حكم بلد تشكل اهميته الجيوسياسية والمعنوية رأس جسر بالمفهوم العسكري لا يمكن تجاهله ولايمكن اتمام خطط او مؤامرات دون التمكن من السيطرة عليه. ولعل اهم ما اسقط في يد الادارة الامريكية هو افتقاد ذريعة التدخل بمصر على خلفية الانقلاب العسكري بفعل الشرعية الشعبية التي اخرست وشلت جميع المتربصين والمبهوتين بما حدث. واليوم تعاود امريكا الولوج للمنطقة من الباب الخلفي للارهاب وتريد غطاء سياسيا يشل حركة غريمها التقليدي الروسي. هي لا تريد من مصر سوى الاقرار بتحركاتها وتوفير الغطاء السياسي، والاحرار لايريدون من مصر الا ان تعلن رفضها للتدخل في سوريا دون التنسيق مع نظامها الشرعي. سواء اشتركت مصر عسكريا ام لم تشترك في التحالف، فان مجرد توقيعها على بيان جده دون احترام للسيادة السورية هو مقدمة للتدخل بمصر دون احترام لسيادتها، ومجرد اكتفاء مصر بموقف بهلواني لا يستطيع احد امساكه او توصيفه تحت ذريعة الظروف الصعبة والضاغطة والحفاظ على العلاقات المصرية الخليجية، لا يكفي لان المحافظ على العلاقات مع الخليج لابد وان ينصح الخليج بمراعاة الامن القومي العربي والذي ينتهك ايما انتهاك في بيان جدة والاتفاقات والتفاهمات التي تمت في هوامشه المريبة. لابد لمصر من موقف واضح على غرار الموقف الروسي والا ستؤكل القاهرة يوم اكل الثور الابيض في دمشق.

الملفات