2024-04-18 01:27 م

أميركا راعية الإرهاب في العالم

2014-09-14
بقلم: عبد العزيز الكيلاني*
لا شك أن دعوة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس إلى الفوضى الخلاقة قد أدّت إلى ما نراه اليوم في العالم العربي من خراب ودمار و سفك دماء. و كانت أدوات هذه "الفوضى الخلاقة" إنشاء تنظيمات مسلحة تكفيرية عاثت في الأرض خرابا وفساداً. ولم يقف هذا الإرهاب الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية ورعته في البلاد العربية وحسب، بل امتد خطره ليهدد الدول التي أنشأته ورعته. فهذه المجموعات المسلحة التكفيرية وعلى رأسها " داعش "، هي عبارة عن وحش ربته ورعته أجهزة الإستخبارات الأميركية الصهيونية وأدواتها في المنطقة. فلمّا ترعرع وكبر هذا الوحش، ازداد خطراً ووحشية ولم يعد يفرّق بين عدو وصديق. وسوف تدفع شعوب هذه الدول، دول الشر والإرهاب ثمن سياساتها الشريرة البربرية اللاانسانية. إن علاقات الولايات المتحدة الأميركية تحكمها المصالح بداية ونهاية، فليس لأميركا صديق أو عدو دائمين، ولكن لأميركا مصالح دائمة. و حين كشف الوحش الكاسر عن أنيابه أصبحت أميركا تريد الخلاص منه، لأنه سيسبب لها المتاعب وليس من مصلحتها أن يبقى هذا التنظيم. خاصة وأنه هدد مؤخراً الولايات المتحدة الأميركية وقال بأنه سيزيلها عن الوجود. لكن أوباما متردد، يقول تارة بأنه أرسل الجنود إلى العراق ويقول تارة أخرى بأنه استدعاهم. إن ما ينقص الرئيس الأميركي باراك أوباما هو شجاعة و جنون الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش. لقد أرادت أميركا ومن معها من وراء إنشاء هذا التنظيم الإرهابي تفتيت الدول العربية وتقسيمه لمصلحة إسرائيل وخططها التوسعية الإجرامية في العالم العربي. ولم تضع أميركا في حساباتها هذه النتيجة التي وصلت إليها وأصبحت في دائرة الخطر كغيرها من الدول التي أرادت تدميرها وإضعافها. ومع ذلك، فإن بعض الدول العربية التي يهددها خطر هذه التنظيمات الإرهابية، ما زالت تمارس دورها الوظيفي بتمويل هذه المنظمات المسلحة بالمال والسلاح نزولاً عند أوامر أميركا والصهيونية غير عابئة بمصير شعوبها ومصالحها وستقبلها. ووضعت نفسها في دائرة الخطر عن جهل وحمق كأن البلاد ليست بلادها والشعوب ليست شعوبها. من المستغرب أن يتآمر الإنسان على نفسه ويحفر الحفر لشعبه وينفذ أوامر عدوه كأنه ملجوم يسير وهو نائم، لا يدري أين يضع قدمه كمن يمشي في الظلام. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: إذا كان حكام هذه الدول قد بلغوا هذه الدرجة من الجهل والغباء واللاأبالية، فأين شعوب هذه الدول التي ترى و تسمع وتُهَدّد بلادها بوضوح يكاد يفقأ العين من شدة وضوحه؟! وأين دورها؟ ومن المعلوم أن وكالة الأمن القومي، وبالتعاون مع معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة "الموساد"، مهدت لظهور"داعش" بشكل واضح. وذلك بتعاون مع مخابرات الكيان الصهيوني ومخابرات بعض الدول العربية لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ"عش الدبابير".  
* كاتب بريطاني من أصل عربي

الملفات