2024-03-28 11:39 م

"تأديب داعش".. الجزء الثاني من الربيع العربي..!!

2014-09-18
بقلم: اسلام الرواشدة
أربع سنوات والولايات المتحدة تدير مع أدوات لها حربا ارهابية في الساحة العربية، تحت أسماء وأشكال مختلفة وشعارات مرفوعة هي مجرد ادعاءات ومداخل لمواصلة هذه الحرب وتغذيتها، وبسبب ذلك توقفت عجلة التطور في عديد من البلدان العربية، وشبح الاقتتال والفتن الدموية والتجزئة يخيم على هذه المنطقة ويحجب عنها كل تباشير الخير، وتستخدم واشنطن خطط المراحل في تنفيذ برامجها، وتسويق ما لم ينجح منها، مستعينة بالعائلات الوظيفية،التي تتحكم ببعض الساحات في المنطقة العربية، في مقدمتها السعودية ومشيخة قطر.
استهداف العالم العربي، تم التخطيط له بدقة في أروقة أجهزة الاستخبارات ودوائر الحقد والشر في أكثر من عاصمة، ورسا العطاء على جهات في المنطقة وقوى لتقوم بالتنفيذ تحت اشراف القوى المخططة، واختارت اسم "الربيع العربي" استغباء وجذبا لهذه الحرب المتواصلة باشكال واقنعة عدة. واشتعلت بعض الساحات، وراحت الدول التي أختيرت أدوات للتنفيذ كالسعودية وقطر تتغنى بشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان، وهي التي لم تجر فيها يوما أية انتخابات لأية مؤسسة في بلدانها، وتمارس قمعا يفوق كل تصور، أي أن امريكا عهدت الى انظمة قمعية خيانية ظالمة قيادة هذه الحرب الارهابية، ووقعت جماعة الاخوان المسلمين في المصيدة الامريكية وتعهدت بأن تكون أداة طيعة في يد واشنطن مقابل التربع على مقاعد الحكم في الوطن العربي، لكن، برنامج هذه الجماعة الموضوع والمدروس في الولايات المتحدة، والدوائر الصهيونية، سقط على أرض مصر، وقبل ذلك، توقف قطار التغيير الامريكي المحمل بالفتن والارهاب والشعارات الكاذبة في دمشق، ولذلك، يمكن القول أن صمود الشعب السوري وقيادته حمى الامة العربية من الدموية الامريكية والارهاب الذي يرعاه "الخلايجة" وهم أدوات استخدام في يد الغرب والصهاينة منذ قيام دولهم أوراما خبيثة في خاصرة الامة العربية، وتشويها لتعاليم الدين الاسلامي السامية، كما أن وعي الشعب المصري أسقط برنامج جماعة الاخوان وما يسمى بالاسلام السياسي المعتدل محاصرا الاضرار الزاحفة الى الساحة العربية.
بعد فشل مخطط الربيع العربي الاجرامي الدموي، لجأت الولايات المتحدة الى صناعة أجسام ارهابية بتمويل خليجي، ودفعتها الى ارتكاب جرائم قظيعة من مجازر وتدمير مرافق ومبان ومؤسسات، وبعد تعاظم هذا المخطط الاجرامي، اتجهت واشنطن الى رفع الصوت مطالبة بالقضاء على الارهاب وهي التي صنعته ومولته باتفاق مع الرياض والدوحة.. وقامت بتشكيل تحالف من أربعين دولة والعديد من الادوات في ساحات مختلفة لشن حرب على الارهاب وتحديدا داعش، لتعيد هذا التنظيم الى الهامش المرسوم له من حيث الاستخدام والمناطق المسموح له بالعمل فيها، وتحديدا وبشكل رئيسي في سوريا، أي ما ستقدم عليه الولايات المتحدة وتحالفها هو "تأديب" داعش، والدفع الى ساحات جديدة بعد أن تكون حققت أهدافها بتقسيم البلدان المستهدفة وبشكل خاص في سوريا والعراق، ثم الانطلاق بـ "غول" داعش لتهديد ساحات اخرى.

الملفات