2024-04-25 01:19 ص

مَــــن يريد تسليم لبنان للارهـــاب ؟؟؟

2014-09-20
بقلم: جمال العفلق
منذ اندلاع الحرب على سورية ، وتشكل المحاور العربية والأقليمية كان لبنان الحكومي اكثر المواقف التباسا .. فالحكومة ونتيجة الضغوط العربية اختارت النأي بالنفس ، وكان هذا الشعار ممكن وقابل للتطبيق لو أن الجميع التزم فيه . ولكن ما حدث ان الاحزاب والقوى اللبنانية وخصوصا التابعة للسعودية وقطر والمتخذه من السفارات الغربية منبر لها لم تلتزم بهذا الشعار بل تجاوزته الى ابعد من ذلك بأنها حولت لبنان الى ممر للسلاح والمقاتلين وبنفس الوقت فتحت ابوابها للمسلحين الفارين من سورية فكان لبنان ملاذ لهم ونقطة تجمع ومركز خدمات لوجستية . ولم يخلو اي خطاب للقوى السياسية المعادية لسورية من عبارات الدعم تحت بند (( دعم الثورة السورية )) وعبارات الادانة تحت بند (( حقوق الأنسان )) حتى السيد جعجع وهو معروف للعالم بتاريخة الدموي ابان الحرب الأهلية , تحدث عن السلام ورفض القتل .!!! اما القوى الوطنية في لبنان فقد استشعرت الخطر وشعرت بالقادم فاعلنت قرارها دون تردد ان حماية الحدود اللبنانية السورية واغلاقها هو واجب الدولة واذا لم تغلق الحدود فان الخطر القادم الى لبنان ليس اقل من الموجود في سورية ، ولكن وبسبب هيمنة القرار السعودي على القوى اللبنانية لم تستجب هذه القوى بل ازدادت بتهورها ان زرعت الارهابيين في القرى الحدودية ولم يخلو الامر من بعض الغزل العلني على لسان بعض تلك القوى ان اعتبرت داعش ليست بالخطر الكبير على لبنان وان النصره بنادق تقاتل النظام ولن تتجه الى لبنان . والنتيجة اليوم ان ما يحصده لبنان هو نتاج اعمال القوى السياسية التي اخذت تعليماتها من السفاره الامريكية والسفاره السعودية .. ان اسقاط النظام بدمشق يجب ان يتم حتى لو كان هذا على حساب اضعاف الجيش اللبناني وضرب عناصره واماكن تواجده .. وحتى لو نتج عن ذلك معارك داخلية قد تكون السعودية وعدت المعنيين بانها ستدعمهم بالمال والسلاح لتحق النصر فيها . والمشروع الامريكي بحقيقتة المعروفة والمعلنه اصلا على لسان تلك القوى هو الوصول لسلاح المقاومة واضعافها كونها مازالت تشكل الرقم الاصعب بالمعادلة الخاصة بأمن الكيان الصهيوني . فهذا المشروع لن يتم الا من خلال القوى التي تخدم المشروع الامريكي وعلى رأسها السعودية التي تكفلت بدعم الحلفاء لها في بيروت من اجل الوصول الى الهدف الذي عجزت عنه اسرائيل عسكريا وعجز عنه لبنان سياسيا . فما حدث وما سوف يحدث في عرسال او في مناطق لبنانية اخرى ليس نتيجة لتدخل حزب الله في الحرب السورية وليس رد فعل من المرتزقة على هذا التدخل فلو كان هذا لقامت تلك الجماعات بمحاربة الحزب على الاراضي السوريه .. وليس من خلال ضرب الجيش اللبناني . فخطف الجنود اللبنانيين واستهداف اخرين لا يقصد به الحزب وموقفة انما وضع اسم الحزب شماعة للقوى اللبنانية التي تدعي ليل نهار انه لولا تدخل الحزب لما حدث ذلك . ولكنها لا تقول انها هي التي دعمت المتطرفين والسلفيين في البلدات اللبنانية من اجل حصد مكاسب سياسية على حساب الوطن اللبناني . الذي تعتبره السعودية ارض معركتها الاهم مع ايران فاسقاط المقاومة بالنسبة للسعودية هو اهم من اسقاط النظام السوري لانها تعلم ان اضعاف المقاومة واخراجها من المعادلة السياسية سوف يزيد رصيد السعودية لدى اميركة واسرائيل وهذا الرصيد هو في حقيقتة يخدم السعودية التي تصر على اولوية محاربة ايران لا اسرائيل . فالمواقف المبطنه التي اتخذها التيار التابع للسعودية وكان عنوانها العريض اسقاط النظام السوري ودعم الربيع العربي بحقيقتها كانت تنص على اضعاف البلد الوحيد الملاصق والشريان الذي يغذي المقاومة ويعتبر عمق استراتيجي لها في حال اي عدوان اسرائيلي على لبنان . ويعلم الجميع ان الاصوات التي دعت الى دعم وتقوية الجيش اللبناني كان اول من اطلقها المقاومة ولكن حلفاء السعودية كانوا يفضلون او يدعون ان قوة لبنان بضعفة وانه بدل دعم الجيش يمكن طلب قوى دولية تحرس حدودهم وهذا الشعار اليوم سقط سياسيا وعسكريا فما حدث على الحدود السورية يثبت ان القبعات الزرقاء ليس لديها مهام قتاليه بل مهام مراقبة فقط فلا يمكن ان يبقى لبنان تحت رحمة الارادة الدولية وجنود اممين يمكن ان يتخذ قرار ترحيلهم في اي وقت . ويبقى السؤال الاكبر ما مصلحة هذه القوى في استقطاب الارهاب الى لبنان والاكتفاء بمناورات سياسية لا تصب بمصلحة الامن الوطني اللبناني رغم ان التجارب اثبتت ان القوى الارهابية لا عهد لها . فما الفرق بين كنائس سورية وكنائس لبنان وماذا سيمنع المرتزقة من مهاجمتها ؟؟ وكيف سيكون المرتزقة اصحاب عهد مع دروز لبنان وهم يهددون دروز سورية ليل نهار .. ؟؟ هذه الاسئله لا يمكن الاجابة عليها لان الارهاب لا دين له ومن يستثمر الارهابيين اليوم سيدفع الثمن غدا .

الملفات