2024-04-19 03:23 ص

سوريا تدخل الى شباك حرب الاستنزاف ,,فهل تخرج منها منتصره؟!

2014-09-22
بقلم :هشام الهبيشان*
بهذه المرحله لنعترف جميعآ بأن أستراتيجية الحرب على الدوله السوريه بدأت تفرض واقع جديد وايقاع جديد لطريقة عملها ومخطط سيرها ,,فما يجري الان على الارض السوريه ما هو الا حر ب استنزاف لسوريه ودور سوريه بالمنطقه وقوة سورية الاقتصاديه والعسكريه والاقليميه وتضارب مصالحها القوميه مع تحالف التآمر على سوريه"أميركا واسرائيل وفرنسا "ووكلائهم من العرب "قطر والسعودية وتركيا وحلف تأمري بدأ بمايقارب نصف دول العالم"،، فهناك حقائق موثقه بهذه المرحله تحديدآ تقول ان الدوله السوريه بكل اركانها تعصف بها بهذه المرحله عاصفه استعماريه هوجاء، وهذه الحقائق نفسها تقول ان هناك اليوم مابين 45-52 الف مسلح اجنبي يقاتلون الى جانب المجموعات المسلحه في سوريا" وهؤلاء انفسهم هم عباره عن مجموعة مسوخ ولد ت من رحم اجهزة مخابرات واستخبارات غربيه وعربيه واقليميه ,,وان هناك اليوم مابين 78-86 دوله تصدر الى سوريا مجموعات هائله من مواطنيها المتطرفين اصحاب الفكر المتطرف ليتخلصو منهم وكأن سوريا اليوم اصبحت بنظر حكومات هذه الدول هي عباره عن مقبرة لنفايات وحثالات العالم الخارجي،،، ونفس هذه الحقائق تقول ان هناك اليوم مابين 76-85 الف "مسلح سوري " يقاتلون الجيش العربي السوري ,, وهؤلاء بمعظمهم هم عباره عن أدوات بأيدي اجهزة مخابرات واستخبارات الدول الشريكه بهذه الحرب على الدوله السوريه، وان هناك مابين 28-36 جهاز استخباراتي غربي وعربي واقليمي يعمل اليوم داخل الجغرافيا السوريه، وان هناك فرق موت متنقل يشرف على عملها اجهزة مخابرات امريكيه - اسرائيليه - فرنسيه - تركيه - قطريه - سعوديه - بريطانيه - المانيه على الاقل تعمل كلها داخل الجغرافيا السوريه،,, فكل هذه العوامل ومحددات الحرب المذ كوره أعلاه كادت بفتره ما أن تنجح بأن تسقط الدوله السوريه بأتون الفوضى ,,لولا يقظة الدوله السوريه منذ اللحظة الأولى لإنطلاق الحرب على سورية,,فقد أدركت الدولة السورية حجم الخطوره المتولده عن هذه الحرب مبكرآ ,, وتنبهت مبكرآ لخطورة ما هو قادم وبدأت العمل على ثلاثة خطوط في محاربة الإرهاب و المضي بالإصلاح وعلى محاربة الفساد غير مقتنعه بجدوى,,بعض المسرحيات الغربيه " موتمرات جنيف" مؤكده لااكثرمن مره ان مستقبل السوريين هم يقرورنه وان الحوار هو سوري -سوري تحت سماء سوريا وفوق ارض سوريا وكل انسان سوري وطني شريف مدعو لان يكون طرفآ بهذا الحوار ولكن للأسف بتلك الفتره برزت الى الواجهه فئات ليست بقليله من أبناء الشعب السوري استغلت هذا الظرف الصعب من عمر الدوله السوريه والتقت اهدافهم وحقدهم وكراهيتهم مع اهداف وحقد وكراهية اعداء سوريا لتدميرها وتخريبها ونشر فكر الارهاب والقتل والتدمير،، ولقد مضت ثلاثة سنوات من التدمير الممنهج و الخراب و القتل و التهجير،,, ومع هذا صمدت سوريا الوطن وألانسان ،، ومع أستمرار فصول الصمود السوري امام موجات الزحف المسلح الى العاصمه دمشق وانكسار معظم هذه الموجات على مشارف دمشق ومع عجز الدول الشريكه بالحرب على الدوله السوريه عن احراز أي اختراق يهيئ لاسقاط الدوله السوريه ,,وهذا بدوره مادفع الدول الشريكه بالحرب على الدوله السوريه الى الانتقال الى حرب الاستنزاف لكل موارد وقطاعات الدوله السوريه بمحاوله اخيره لاسقاطها ,, وهنا فمن الطبيعي ان نجد الان كمآ هائلآ من المسلحين العابرين للقارات والمدججين بالسلاح قد د خلو لسوريا بالفتره الاخيره ,, والبعض منهم ينتظر دوره بالدخول والهدف من هذا التوريد المستمر للارهاب داخل سوريا والعابر للقارات باتجاه سوريا هو ضرب المنظومه السوريه المعاديه لترسيخ فكر ومبادئ الماسون والصهاينه بالمنطقه،، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه الافكار الذي تقوم عليه الدوله السوريه بكل اركانها وخاصه ضرب المنظومة العقائديه للجيش العربي السوري واستنزاف قدراته اللوجستيه والبشريه كهدف يتبعه اهداف اخرى بالمنظومه الاستراتيجيه للمؤامره الكبرى على سوريا لأن تفكيك الدولة السوريه وجيشها الوطني هو الشرط الاساس لاستكمال تفكيك الأرض والمجتمع ,, ومع كل ذلك فما زالت الدوله السوريه بكل اركانها ورغم حرب الاستنزاف التي تستهدفها , قادره أن تبرهن للجميع انها للان مازالت قادره على الصمود ,,والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي السوري بعقيدته الوطنيه والقوميه الجامعه,,والتي أنعكست مؤخرآ بظهور حاله واسعه من التشرذم لما يسمى بقوى المعارضة المسلحه مما انعكس على تشظيها، ومن هنا نقرأ أن حالة التشرذم لهذه المجاميع المسلحه,,والتي يقابلها حالة صمود وصعود دراماتيكي لقوة الجيش العربي السوري على الارض,,فهذا التطور الملفت أن استمر من شأنه ان يضعف الجبهة الدولية الساعية الى اسقاط الدوله السوريه بكل الوسائل والسبل ,, ومع أستمرار انتفاضة الجيش العربي السوري ألاخيره في وجه كل البؤر المسلحه بالعاصمه دمشق وريفها "خصوصآ ",,فهذه الانتفاضه بدورها ستشكل حاله واسعه من الاحباط والتذمر عند الشركاء بهذه الحرب على الدوله السوريه ,,مما سيخلط اوراقهم وحساباتهم لحجم المعركه من جديد , وهنا بأت واضحآ ان بعض القوى التي كانت سابقآ شريكآ وركيزه أساسيه بالحرب على الدوله السوريه بدأت بالاستدارة والتحول بمواقفها وبمراجعه شامله لرؤيتها المستقبليه لهذه الحرب على الدوله السوريه ,,وهذه الاستداره لم تاتي ألا تحت ضربات و انتصارات الجيش العربي السوري الميدانية وتضييقه الخناق على المسلحين بالكثير من مناطق دمشق وريفها ,,, ومن هنا نستطيع أن نقرأ أن هذه الحرب على الدول السوريه وتبدل ادوارها وخططها المرسومه ,,بعد أنهيار الكثير من خططها ,,واخر هذه الخطط والتي ما زالت للأن تعمل بفعاليه نوعآ ما على الارض السوريه وهي خطة الاستنزاف ,,فلو أستطاعت الدوله السوريه أن تصمد وبقوه كما صمدت امام خطط سابقه امام خطة الاستنزاف هذه ,,فهي ستسطيع أن تحسم المعركه بفتره زمنيه قصيره وبعمليات نوعيه خاطفه ,لآن هذه الخطه لها امد معين ستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها ,,ومن هنا ستكون الدوله السوريه بحال استمرار صمودها امام اخر الخطط بالحرب الغير مباشره عليها ,,ستكون قد أعلنت حسمها مبكرآ لهذه الحرب المفروضه عليها ,, وبالنهايه ,,على الدوله السوريه اليوم ,,أن أرادت ان تخرج منتصره من هذه الموجه والغزوه الاخيره التي انطلقت تحت مسمى "حرب الاستنزاف " فعليها تمتين الجبهه الداخليه اكثر واكثر ,,وحتى وان كان ذلك على حساب تنازلات مجتمعيه "مصالحات وطنيه كبرى " عقلانيه تقوم بها الدوله السوريه ,,للتخفيف من وطأة هذه الغزوه الاخيره وحربها الشامله ,,وأن نجحت الدوله السوريه بذلك ,,وأستطاعت بناء تحالفات جديده مع قوى مجتمعيه سوريه كبرى بالداخل السوري ,,من خلال تنازلات عقلانيه ومهيكله تعطى لهذه القوى ,,فهي ستكون بلا شك قد قطعت شوطآ كبيرآ من أنجاز مشروع الانتصار الاكبر على حلف دولي كان وما زال يطمح للوصول الى هدف أسقاط الدوله السوريه ..........
 * كاتب وناشط سياسي -الاردن
hesham.awamleh@yahoo.com