2024-04-24 10:13 م

صوت ُ حق ٍ و"حُرقة " .. في ضوضاء الباطل

2014-09-22
بقلم : محمد بكر*
من جدة إلى باريس إلى إمارات " سيلفان شالوم" يعقد الأعداء التاريخيون للأمتين العربية والإسلامية "زواج المسيار" على مشيخات العار, وبشهادة الشهود " الرسميين" المرحبين والمباركين والمهللين , وعلى مسرح النفاق الأميركي يستعد " المحتفلون بالإرهاب " لإسدال الستارة عن مسرحية ٍ ولا كل المسرحيات ظاهرها ضربُ إرهاب وباطنها عين ُ إرهاب وبحضور ثلاثة ٍوثمانين متفرجاً ومشاركة مابين عشرين إلى واحد ٍوثلاثين ألفاً وخمسمائة ممثلا ً . وفي حضرة كل ذلك الصخب المقيت , وضوضاء الباطل , والطبقات العالية والوتائر المتسارعة لمقامات وإيقاعات "داعش" الطافحة بالصراخ والزعيق , ينسلّ بدفء صوتٌ من نور يمر مسرعاً واثق الخطى حاملا ً معه كل ترانيم العزة , يشدو على مقام الإباء, يترك فسحة ً للأمل المطعون في المهد , وحضوراً لعملة الرجولة التي أوغلت في الندرة , يعيد ولو يسيراً ما نهب من بنك القومية العربية , وعلى إيقاع العروبة يشهر في وجه شيطان التحالف الجديد , سيف الحق , سيف الكرار, ويزأر من بلاد الرافدين : سنحاربك , ونقاتلك , ونذيقك الويلات إن أنت فكرت بالمجيء إلى بلادنا . من عمّان إلى الرياض مروراً بأنقرة , بات العداءُ سمة ً والتآمر ممارسة ً , والحقد سلوكاً , والتخريب خبزاً يومياً , والدماء شراباً ,والرصاص زاداً , وكل موبقات الأرض المصنوعة على عيونهم قد اتخذت من أرضي مسكناً , يالله على هذا الزمن , فكل لغات الأرض وكل أدب الدنيا ماله أن يعبر عن ذلك الانحطاط الأعمى والذل الأرعن الذي وصلت إليه الحال على امتداد " وطني الأكبر " إذ لم تعد فيه العيون تحرس في سبيل ,الله ولم تعد تبك من خشية الله , والقلوب يكلحها كل سواد الأرض , وبات للأمجاد والانتصارات والثورات شكلها الجديد, وقوامها الجديد وطعمها الجديد , أكُل ٌ خمط ٌ يعافه كل ما يدب على هذه الأرض . أي بشرى أزفها إليك , وحنظلة الذي يشبهك ويشبهني قد قرر إلى غير رجعة أن لايدير ظهره ويرينا وجهه أبداً , سافر بعيداً إلى بارئه, لم يدرك الموت روحه , ولم يضيّع المفتاح , وحدها معشوقته هي التي ضاعت , وكذلك فعل إخوته, أطاعوا رومهم وضاعوا , جاؤوا على قميصه بدم ٍ صادق , لم يأكله الذئب إنما ألقوه مطعوناً في غياهب " ربيع الروم " , مات حنظلة ولاتزال روحه تنبض وطناً , وتبحث بدأب ٍ عن زلزال صحوة . وحدها فقط " صحوة السلاح " باتجاه أرض حنظلة , والتداوي بالتي كانت هي الداء , من يعيد مجدداً ذلك الصوت البغدادي بزخم , ويدير ظهر حنظلة .
 * كاتب فلسطيني مقيم في سورية 
mbkr83@hotmail.com