2024-04-25 10:07 م

في ذكرى رحيل جمال عبد الناصر ...

2014-09-28
بقلم: جمال العفلق
ليس ضروريا ان تكون ناصريا او قوميا او عربي الهوى . حتى تتذكر جمال عبد الناصر ، وليس ضروريا ان تكون مصري او سوري او لبناني حتى تحي ذكراه ، يكفي ان تكون منصفا ومدركا لطبيعة التاريخ العربي حتى تتذكر رجل كان بكل الاخطاء التي حملها التاريخ له كان يمثل من يجب تمثيلهم وهم الفقراء . اليوم في ذكرى رحيل ناصر كما يحب الاخوة المصريين تسميتة نقف على صفحات التاريخ لنعيد محاكمتة ونحاسبة اذا امكن ولكن قبل تقديم كشف الحساب علينا ان نتحدث عن المحيط العربي الذي كان يحيط به في تلك الفتره التي يسميها البعض فترة النهوض التحرري واستفاقة الجماهير التي اصبحت تقول لا بعد ان كانت لقرون تقول نعم . ولكي اقرأ عبد الناصر لا بد من اتحدث عن الواقع الذي نعيشه اليوم في حال العرب وما يفعلة العرب . والرجعية العربية التي طالما تحدث عنها الرجل وحذر من خطرها ودورها تلك الرجعية التي غرقت بالفساد وغرقت بالمال والتبعية العمياء فصارت عدو مبين لكل حركة تغيير عربي – الرجعية العربية التي اصبحت اليوم مسلحة وتتنقل بالطائرات لقتل العرب لا لخلاف معهم بل خدمة لاميركا او بمعنى اخر تنفيذ لاوامر اميركا في تحقيق اهدافها . الرجعية العربية التي كانت تدعم الحركات المتطرفة لوقف المد الناصري او القومي او الشيوعي خوفا على الاسلام وصورة المجتمع العربي كما يدعون – هي اليوم التي تقتل الاسلام وتمزق الامة الاسلامية والعربية برعونتها وتبعيتها للصيهونية – هي اليوم التي اثبت التاريخ انها كانت حاجز الحماية الاول لاسرائيل بحصارها للدول التي كان يجب ان تحارب اسرائيل – هي نفسها التي حاصرت سورية في الثمانينات من القرن الماضي وقطعت الامداد عن قوات الردع العربية ودعمت اطراف بعينها في الحرب اللبنانية من اجل تسجيل مكاسب تقول انها لها ولكن بالحقيقة كانت من اجل حماية اسرائيل – الرجعية العربية التي تقدم نفسها دول وممالك وهي مجرد مكاتب امريكية تتحدث باللغة العربية وللاسف لغة المستشرقين افضل من لغتهم العربية . لعبت على ورقة الدين فكانت اشد الاوراق خبثا وخطر – هي الرجعية العربية التي رفضت ثورة اليمن في الستينات من القرن الماضي ولم يعجبها انقلاب القذافي ولم تقبل ان تكون افغانستان شيوعية فارسلت من قالت عنهم مجاهدين ليعيدوا بلد في تريلون دولار من الثروه الى بلد من العصور الوسطى . نعم هي الرجعية العربية التي لم يعجبها اعلان الثورة الفلسطينية رغم انها ادعت دعمها ولكنها بالحقيقه كانت تخذل الشعب الفلسطيني في الاوقات التي وجب عليها ان تنصره .. فهل كان عبد الناصر على خطأ ؟؟ كان الرجل يؤسس لدولة جديدة حاربة الداخل من اتباع الملك ومن الاقطاعيين .. حاربة الجوار وكانت العصابات الصهوينىية تترصده – حاربته اميركا ومنعت عنه تمويل السد العالي – حاربة الاعراب خوفا على عروشهم الوليده – فكيف نحمل الرجل كل الاخطاء . ؟ وما اشبة اليوم بالامس نفس الاعداء ونفس المعتدى علية – وان تغيرت الاسماء – لم يعجب العرب ان تكون دمشق قلب العروبة النابض ولم يعجب العرب ان تكون بيروت سويسرا الشرق – ولم يعجب العرب ان تبقى بغداد اغنية للرشيد ولم يعجب العرب ان تلتزم القاهر بخط الربط الاسيوي الافريقي لتكون قبلة القرار – فكان قرارهم بالتدمير والتامر وقتل كل مشروع لا يخدم اميركة . من قال ان الانتماء القومي يعيب صاحبة اليس الاتحاد الاوربي هو نوع من الانتماء القومي للاوربيين ؟؟ من قال ان الفكر اليساري هو لمحاربة الدين اليست الصين اليوم متربعة على عرش الاقتصاد بفكرها اليساري ؟؟ ان عبد الناصر لم يكن على خطأ بل كل كان يقاتل اشباح وطيور الظلام الذين لم يكفوا عن محاربته يوما . في ذكرى رحيل الرجل يجب ان نعترف له انه كان امة في رجل وكان حالما وكان صادقا وكان مدركا للخطر الذي نتعرض له ولكنه كان وحيدا – والعيب الكبير اننا في امة لا تعرف ان تقدر رجالها فكيف لا يحي الناس ذكرى رحيله وهم من عاشوا معه في الامس القريب .. ولكنهم يتغنون بالزير سالم وعنترة العبسي واخرين لا اعلم اذا كان تاريخهم او ما قدموه للناس يشبة ما قدمة عبد الناصر . واليوم نقول ل جمال عبد الناصر – لم تخطئ بوصفك لهم لانهم اشد قبح من كل الاوصاف . فالوطن العربي ينزف ويدفع شبابة في حرب ترضي الصهيونية وتنعش اقتصاد بلاد العم سام والوقود دم عربي كتب الشاعر السوري في رثاء جمال عبد الناصر : قتلناكَ .. يا آخر الأنبياءْ قتلناكَ ليس جديدا علينا اغتيال الصحابة والأولياء فكم من رسول قتلنا وكم من إمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء فتاريخنا كله محنة وأيامنا كلها كربلاء ...

الملفات