2024-04-24 08:14 م

الحلف المقاوم بعين التحالف الدولي..

2014-09-30
بقلم: الإعلامية مها جميل الباشا
لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تقاتل وتضرب شمالاً ويميناً غرباً وجنوباً لعلها تستطيع استرجاع إمبراطوريتها ذات القطب الأوحد، والأنكى من ذلك انها تعلن بان الحرب على داعش في سورية والعراق سوف تستمر ثلاث سنوات وأن العملية أيضاً تحتاج إلى قوات برية من المعارضة وأي معارضة (؟) هذا يعني بان الطير سيبقى يرقص مذبوحاً من الألم. التحركات الأمريكية في الآونة الأخيرة والحالية وصلت إلى درجة الاحتضار لا بل الحسرة على فقدانها بساط الريح الذي كانت تطير به فوق العالم مكشرة عن أنيابها دون رقيب أو حسيب من أحد بقتل من هنا وذبح من هناك ودمار من هنا وهناك ..... والعالم كله نائم لا يدري بان يوماً ما سيأتي بعاصفة سوف تجتاحه إلى ضفاف ما قبل الإسلام (العصر الجاهلي). هل كان باستطاعة اي كان على وجه الكون ان يتصور بأن الدول التي كانت تدعي وتتباهى بانها دولٌ متطورة ومتحضرة سوف تستخدم في حربها على الشرق الأوسط أسلحة قديمة عفا عنها الزمن (العصر الجاهلي) كما يحدث اليوم بدءاً من القاعدة واذرعها التي تنتهي عند داعش !!؟؟؟ امريكا جن جنونها بعد أن لامست النجاحات التي تحققها روسيا بوتين باسترجاع امجادها من البوابة السورية التي اذهلت العالم بصمودها وحنكتها في تعاطيها مع الأزمة المفتعلة سياسياً وعسكرياً... بوتين الذي أعلن بعد فوزه في الانتخابات بأنه لن يهدأ قبل أن يستعيد الامبراطورية الروسية بريادتها السياسية والعسكرية في العالم بعد أن شاخت بعض الوقت. فكيف سيهدأ بال أوباما والدب الروسي يغرس أنيابه المتنامية في جسد المنظومة المتهاوية ؟؟؟ الجنون الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية كان حينما تحطمت أحلامها عند البوابة الصينية من منظور متوجس منها باعتبارها قوة صاعدة تنافسية لا تستطيع كبحها لأنها تربعت على عرش الاقتصاد العالمي،. والتوجس الأهم هو ان الصين التي كانت إلى عهد قريب جزءا من العالم الثالث ودولة نامية استطاعت أن تتربع على العرش الاقتصادي لهذا القرن هذه دلالة مهمة على أن الشعوب النامية تستطيع أن تلحق بالركب وأن تكسر حاجز التخلف ( هذا ما يفسر استخدامها أسلحة العصر الجاهلي في سورية والعراق ولبنان). فكيف سيهدأ بال اوباما والعملاق الصيني يغرس أنيابه المتنامية في جسد المنظومة الاقتصادية ؟؟؟ المفاجأة غير السعيدة للولايات المتحدة الأمريكية بعد روسيا والصين هي إن إيران استطاعت بفترة قليلة بعد ثورتها أن تتحول إلى لاعب اقليمي ودولي في مختلف القضايا المهمة، اضف إلى ذلك أنها بدأت عهداً جديداً مع الصناعة والعمران والتطوير أي أنها بدأت بانتهاج سياسة اقتصادية منفتحة. فكيف سيهدأ اوباما وإيران تغرس أنيابها المتنامية في جسد التكنولوجية النووية ؟؟؟ إذا أمعنا ملياً بالتخبط الذي تعيشه أمريكا نعي بان تخبطها يندرج ضمن الحالة الاقتصادية المزرية التي بدأت تتهاوى فيها إلى إن وصلت إلى حافة الهاوية، هذا ما يفسر نواياها العدوانية بحرب هنا وحرب هناك .. فوضى هنا وفوضى هناك. أمريكا عجزت عن تحقيق مآربها في سورية، وصُدمت بالقوة التي تتمتع بها سورية قيادة وجيشاً وشعباً، فما كان منها إلا أن طرحت خطة جديدة تحت ستار (داعش) معتقدة بانها ستصيب هذه المرة. لكن هل ستنجح أمام هذه المعطيات الثلاث التي تحققت حتى الأمس القريب ؟؟؟؟؟؟؟ • إنجازات للجيش العربي السوري في أكثر من مكان من الأرض السورية وآخرها في منطقتي عدرا البلد وعدرا العمالية والقادم جوبر وحرستا ودوما بعد ما حققه خلال الفترة السابقة من تحرير لمناطق عدة والحبل على الجرار... • السياسة الهادئة التي تتمتع بها القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد لدرجة يخيل لك في بادئ الأمر بأنها غير واضحة مما يسبب لك القلق والخوف لكن ما إن ينقشع الغبار حتى ترى وتسمع بانها كانت حكيمة وصائبة وذات استراتيجية ثاقبة. • الشعب الصامد الجبار الذي واجهته معوقات اقتصادية واجتماعية صعبة بدءاً من غلاء الأسعار إلى دمار بعض البنى التحتية وتعطل بعضها الآخر، على كلٍ لو اجتاحت هذه المعوقات أي شعب في العالم فلن يصمد أمامها ولكنه الشعب السوري الذي تشهد وشهدت له الأمم أنه مستعد للفناء في سبيل الدفاع عن أرضه وعرضه. أخيراً وليس آخراً.... أشك في نجاح التحالف الدولي من تحقيق أي من مآربه سوى القتل والدمار كما فعل سابقاً في بداية الأزمة إلى يومنا هذا !!!! خاصة بعد كل الذي ذكرته من نقاط إيجابية يتمتع بها الحلف المقاوم (سورية وإيران وروسيا) بالإضافة إلى حزب الله والعراق) ذو الحصن المتماسك والمتحصن والمساند فمن الصعب تفككه وتدميره ومن الصعب تخلي كل واحدٍ في هذا التحالف عن المكتسبات التي حصل عليها والتي ذكرتها آنفاً. لذلك سنرى الولايات المتحدة الأمريكية ومن يحلق في فلكها مما يسمى دول التحالف يتخبطون يميناً وشمالاً إلى أن يعودوا إلى قواعدهم حيث اتوا، أما التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي لايمكن لأحد أن يقضي عليه سوى الجندي السوري المنتمي بروحه وعقيدته للجيش العربي السوري كما قام في عدد من المناطق السورية (داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرهم يتمتع بنهج واحد هو القتل والذبح) لا فرق بينهم سوى الدعاية الاعلامية التي تبثها قنوات المتآمرين على سورية، ومن قضى على جبهة النصرة وغيرها منذ اندلاع الأزمة يستطيع أن يقضي على داعش، فلا خوف على سورية لآنها الطرف الأقوى القادر على التحكم بمسار الحرب على الإرهاب فوق أراضيها، والأيام القادمة سوف نسمع ونرى ارتباكات وانشقاقات في صفوف دول التحالف الدولي تحت حجج واهية مرة ستكون بسبب التكلفة الباهظة لحربها ومرة ستكون بسبب عدم التعاون الاستخباراتي وهكذا .