2024-03-29 04:01 ص

أيُّها الإصلاحيّون: اقعدوا في بيوتكم من اجل اليمن..

2014-10-02
بقلم: محمد حسن نعمان
ما زال الإصلاحُ يتخبّطُ كعادتهِ بسببِ سياستهِ الضّيقةِ والعقيمة، فبعدَ سقوط صنعاء الّذي أتى ثمرةً لمعارك طويلة بينَ الحوثيّين من جهةٍ، وبين ميليشيّات الإصلاح وعلي مُحسن وبيت الأحمر من جهةٍ أُخرى، وكانت ‹‹عمران›› المعركةُ ما قبل الأخيرة. الجيشُ اليمني لم يُحارب؛ ولكن فصائل محسوبة على ‹‹علي مُحسن›› والإصلاح هي من حاربت، ولم يتورّط الجيش اليمني في حربِ تصفيةِ الخلافاتِ بين الإصلاح والحوثي. على رغم خسارتهم وهزيمتهم وتوريطهم للوطن؛ خرجَ الإصلاحُ تارّة يقول: إنّهُ قد خُذِلَ من قِبلِ ‹‹هادي››، وتارّةً يقول: إنّه حقنَ دماء اليمنيّين ولم يقم بالمُواجهة الّتي كان مُخطّطًا لها للقضاءِ عليهم، يقولون هذا ويتناسونَ أنّهم كانوا يُحاربون حتّى اللّحظة الأخيرة، وبحسب مصادرهم أنّ ‹‹علي مُحسن›› حاولَ إقناع ‹‹هادي›› بضرورةِ ضرب الحوثيّين بالطّائراتِ وبالجيشِ لإيقافهم. الخُلاصةُ كانت هزيمة، سقطَ وجه الإصلاحيّين بعد ذلك، وسقطت صنعاء! ماذا سيحدُث الآن؟ كعادتهِ، وقّع الإصلاحيّون على الاتّفاق وبدأوا –مُباشرةً- بإلقاءِ التّهم بالغدرِ والخيانةِ إلى ‹‹جمال بن عمر›› و ‹‹هادي›› والعالم أجمع، وفاجأنا الجنرال ‹‹علي مُحسن›› من مقرّ إقامتهِ عندَ سيّدهِ في السّعوديّة بدعوةِ الجميع بالالتفاف حول شرعيّة ‹‹هادي››، سياسة مُتخبّطة كعادتهِ، لم نعدْ نعرف من هو الخائن والعميل والعدو بالنّسبة لهم؛ ولكن –بالتّأكيد- قطيع الإصلاح لا يُبالي. ما سوف نُشاهدهُ من الإصلاح وشُركائهِ الآن -وأرجو أن لا يَصدُق توقّعي- هو الآتي: أفرادٌ يحضرون طاولة المُفاوضات الخاصّة بالاتّفاق، وقسمٌ آخر سوف يحشُد ويُجيّش الشّارع اليمني والرّأي العام عبر تعبئته بالأحقاد المذهبيّة والعقائديّة والقبليّة من خلال مواقعهم على الإنترنت والفيس بوك، وعبر الصّحف والمجلّات والفضائيّاتِ، والنّدوات، ومن خلال منابر بيوت الله. سنرى المسيرات والاعتصامات وسنرى شبابًا يُدفَع بهم إلى الموت من أجلِ تجهيز ملفّاتٍ جديدةٍ تُستعمل ضدّ خصومهم، ولإحراجهم محليًّا ودوليًّا ستبدأ صفقات البيع والمُتاجرة بدم الأبرياء والمُصابين على غرار 2011. سنسمعُ عن أُناسٍ يُذبَحونَ، وأعراضٍ تُنتهك، ودماءٍ تُسفك، ستعود التقطّعات إلى الطّرقات، ستُدمّر منشآت، ستعود طوابير المُشتقّات والمواد الأساسيّة من جديد، ومسلسل الاغتيالات لشخصيّاتٍ وطنيّةٍ، وستُقطع الألسن والأطراف، وستُروى حكايات ليس من أجل شيءٍ سوى إلقاء اللّوم على خصوم الإصلاح. حان الوقت لأن يفيق الإصلاحيّون ويتوقّفوا عن هدم الوطن، ما زال إخواننا في عدن يذكرون دوركم ودور ‹‹علي مُحسن›› في القضاءِ على الجنوبِ وعلى الحزبِ الاشتراكي تنفيذًا لرغبةِ ‹‹علي عبد الله صالح›› الّذي استخدمكم ورقةً يلعبُ بها كما يشاء. حان الوقت أن تُكفّروا على وأدكم وإجهاضكم للثّورةِ الشّبابيّة الطّاهرة، وتوقيعكم على مُبادرةٍ جعلتم من اتّهمتوه بقتل أبنائنا حرًّا طليقًا هو وعصابته يعيشون بيننا، كلّه من أجل كراسٍ هي أكبر منكم. نظامٌ فاسدٌ لم تُسقطوه لأنّكم جزء منه. اقعدوا في بيوتكم وأريحوا اليمن والعالم من شرّكم وجهلكم 

الملفات