2024-04-19 12:49 م

هل تستوعب اسرائيل رسائل حزب الله؟!

2014-10-09
القدس/المنــار/ تفجير "شبعا"، هي رسالة محور كامل وليست رسالة حزب الله فقط، هذه الرسالة استنادا الى دوائر سياسية تفيد بأن هذا المحور الذي يعتبر حزب الله مكونا رئيسيا فيه، ما زالت عيونه تراقب تحركات اسرائيل، ويجب عدم الاستخفاف به، أو المخاطرة بتحاوز الخطوط الحمراء التي رسمت في أعقاب المواجهة الدامية التي خاضتها اسرائيل مع حزب الله في العام 2006.
تقول الدوائر السياسية لـ (المنــار) أن هذا المحور الذي يضم ايران وسوريا وقوى اخرى باتت تتناغم في مواقفها وتوجهاتها مع هذا المحور منذ أحداث ما يسمى بالربيع العربي، وباتت تشكل قوى مؤثرة في بعض الساحات، هذا المحور يهدف من خلال الرسالة التي أوكل لحزب الله ايصالها الى التأكيد بأن المواجهة مع اسرائيل مفتوحة ومستمرة وأن هذا الخيار لم يسقط.
ويبدو أن الرد التفجيري الذي بعث به حزب الله يهدف في الاساس الى اعادة تكريس وتوضيح تلك الخطوط الحمراء التي تحاول اسرائيل تجاهلها وتجاوزها من خلال عمليات قامت بها في الاسابيع الاخيرة، فالمحاولات الاسرائيلية المتكررة في الاونة الاخيرة لفحص وجس مدى جاهزية حزب الله من خلال تحركات استفزازية على طول الحدود، وكان آخرها اطلاق النار على قوة من الجيش اللبناني، اعتبرها الحزب سريعا بأنها تمس سيادة لبنان.
وتضيف الدوائر السياسية أن ما يجري من تدخلات اسرائيلية في المحيط وبالتحديد في المنطقة الجنوبية لسوريا، والمرصودة من جانب هذا المحور الذي يضم حزب الله باتت أكثر علنية وأكثر وضوحا، ولم تعد تتم بالخفاء كما كانت عليه في السابق من جانب اسرائيل، أي أن اسرائيل تحاول الانتقال في تدخلها الى جانب العصابات الارهابية الى مراحل العمل العلني والمشاركة العلنية، خاصة بعد تشكل التحالف الدولي بزعامة واشنطن.
وترى الدوائر أن ما يحدث في الآونة الاخيرة من حوادث أمنية ، ونجاح مجموعات ارهابية في المنطقة الجنوبية من سوريا من السيطرة على بعض منشآت الجيش السوري، كانت بتوجيه من اسرائيل وعبر ضربات مدفعية اسرائيلية ضد مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري، كذلك، هناك بعض الاحداث الغامضة التي وقعت في السماء الايراني، ومناطق داخل الاراضي الايرانية بصمات اسرائيل واضحة فيها.
وتقول الدوائر أن العمليات الاخيرة التي قامت بها المجموعات الارهابية في الجنوب السوري وتحديدا العصابة الارهابية المسماة بـ "النصرة" ضد مواقع لحزب الله، أثبتت بوضوح العلاقة الاسرائيلية والرابط الاسرائيلي ، فهذه العصابة باتت تحت سيطرة أجهزة الأمن الاسرائيلية بعد أن احتوتها واخترقت صفوفها، ووفرت لقياداتها الملاجىء الآمنة تتخذ منها منطلقا لعملياتها الارهابية.
لذلك، تعتقد الدوائر، أن من بين الرسائل التي يجب على اسرائيل أن تدركها وتستوعبها من وراء تفجير شبعا، هو أن الحزب من الان فصاعدا لن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة أية عملية خرق من جانب اسرائيل أو تجاوز للخطوط الحمراء ، ورغم ذلك، فان حزب الله على ما يبدو لم يسعى الى توتير وتفجير الاوضاع بصورة تخرج عن السيطرة، فالعبوة الناسفة التي استخدمت في تفجير شبعا لم تكن بالقوة الكافية ، فهو لو أراد لقام بقتل من كان في الدورية الاسرائيلية.
ورسالة اخرى واضحة، وهي أن على اسرائيل الابتعاد عن أي تفكير بتحركات على الحدود مع سوريا ، كتلك التحركات التي تسعى اليها تركيا في الشمال السوري، وأن الرد في حال تدخلت اسرائيل بهذه التحركات العنلية داخل الاراضي السورية، ستكون بعثرة كاملة للاوراق، قد يلامس فرص اشتعال حرب اقليمية، خاصة وأن "الحرب" ضد تنظيم داعش كما يراه أعضاء الحلف الذي يضم حزب الله هو غطاء ثقيل وسميك يخفي تحته كثير من المخططات التي تستهدف تدمير الدولة السورية واسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ومواصلة حالة الاقتتال والتوتر الأمني الحاصل.