2024-03-29 11:31 ص

"داعش" ذراع الصهيونية وأميركا في الشرق

2014-10-13
بقلم: جمال العفلق
لم يعد مقبولا اليوم آن نسمي داعش على أنها حلم دولة الخلافة الإسلامية ... ولم يعد مقبولا اليوم آن نربط داعش أو حركة الإخوان المسلمين أو إي حركة تحمل شعار السلفية على أنها حركات تستمد أدبياتها من الإسلام ... فهذه الحركات الأصولية الإسلامية ((كما تدعي )) تستمد وجودها من خلال تمويل اشد الأنظمة العالمية رجعية وتخلف وعلى رأسهم أل سعود الذين يتحكمون بثروات ارض الحجاز ،وتسمد وجودها العسكري من خلال اشد الأنظمة العالمية عداء للإنسانية وهي الولايات المتحدة الأمريكية ، فصورة داعش التي قدمت لنا بالإعلام ومن خلال تقارير غربية موجهه ومنسقة على أن داعش عملاق كبير وكيان حقيقي يحتاج لعقد من الزمن حتى يزال أو يحجم !!! ولكن حقيقتها أنها مجموعة مرتزقة جمعهم على أساس ديني مذهبي مريض وغسل للأدمغة ودربوا على يد الحركة الصهيونية وأميركا وعلى أراضي عربية وإسلامية هدف هذا التشكيل الوحيد هو أضعاف المنطقة وتمزيقها من اجل سلامة وامن ما يسمى إسرائيل . وقد استفادت أميركا من تجربتها الطويلة في أفغانستان وتجربتها مع طالبان والقاعدة واستطاعت تجاوز الثغرات والأخطاء بأنها قامت بتدريب مجموعات اشد تطرف واشد تخلف ودعمت وجود تلك الجماعات في عقول البسطاء مستفيدة من جهل من قدموا أنفسهم على أنهم مثقفين في كل من سورية والعراق ولبنان .والعالم العربي .ومستفيدة كذلك الأمر من حقدهم ورغبتهم بالوصول إلى السلطة حتى لو قتل ثلثي الشعب العربي ، حيث ساهم هؤلاء بتقديم هذا الكيان على انه تجربة من تجارب الكفاح المسلح .. من خلال ما سمي حينها مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري ،هذا الكفاح الذي يصب في تدمير الأراضي الوطنية وتدمير الكيان الرسمي للدولة ولكن هذه الجماعات وأولئك المثقفين لا يجدون حرج في التنسيق مع ما يسمى إسرائيل وتقديم كل فروض الطاعة والولاء لعقيدة الجيش الصهيوني الهادفة لتمزيق المنطقة .. فاليوم الكيان الصهيوني يعاني امنيا من ضعف الإمكانيات في حماية المستوطنات ... وأعلن الخبراء الصهاينة ان حماية الاستيطان أمر أصبح صعب جدا إذا لم يكن مستحيل – فوجد الحل بحماية تلك البؤر السرطانية بإضعاف المحيط وكسر حلقات المقاومة الممتدة من لبنان جنوبا حتى طهران مرورا بدمشق ... وإضعاف الروح الوطنية الحالمة بالاستقلال والتحرر في فلسطين المحتلة من خلال عزل اصحاب الفكر المقاوم عن المحيط المقاوم والاستفراد فيهم من خلال احتضان تركيا لحماس وفرض الشروط الصهيونية على الشعب الفلسطيني . فالمنطقة اليوم مقسومة الى ثلاث محاور – محور الحياد الذي لا يعرف ماذا يريد ومتقلب في مواقفه ... المحور الثاني هو محور المقاومة الذي يعلم تماما ان قتاله لهذه المجموعات هو واجب وطني وأخلاقي لا يمكن المساومة عليه فمحاربة داعش وأخواتها ليس من باب الصراع المذهبي كما يحب البعض ان يسميه او يسوق له – محاربة داعش هي محاربة التمدد الصهيوني العالمي على أراضي وثروات المنطقة . والمحور الثالث هو محور دعم داعش وهذا المحور منتشر في مناطق الحرب حيث يسوق ويدافع عن داعش من خلال انتقاده للمحور الثاني المقاوم – اما دينيا او عسكريا حيث لا يخجل اصحاب هذا المحور من اعلان خضوعهم لواقع داعش وقبول وجودها وذلك من اجل بعض المصالح الانية والشخصية وهذا المحور لا يمتلك قراره اصلا فمن الخطا التحاور معه او مناقشته لانه بحقيقة الامر هو فرع وليس اصل ويستمد تعليماته من مكاتب الاستخبارات المنتشره من خلال سفارات اميركا ولندن وفرنسا وتركيا ودويلات عربية مثل قطر والسعودية وتجربة ما قالوا عنه تحالف دولي ضد الارهاب (( داعش )) تؤكد تماما ان هذا الكيان لم يتعرض لاي ضربة حقيقة ولم يتوقف عن التوسع – كيف يمكن لانسان بسيط ان يقبل ادعاء التحالف المزعوم انه يضرب داعش وهي تتمدد على اراضي سورية والعراق وتحاصر مدن ؟؟ فالواضح ان ضربات التحالف هي مجرد اصوات وصور اعلانية يدفع ال سعود من اموال النفط ثمنها ولكنها ليست الا مجرد رقصات استعراضية على حساب دم الشعب العربي . هي اذا حرب كونية على المنطقة ... وليس لدينا الا خيار واحد هو القتال وقطع هذا الذراع الصهيوني والقضاء عليه فالحكومة التركية التي تسهل مرور عناصر الارهاب تريد اليوم من داعش تسديد الفاتورة الخاصة بها من خلال محاربة عناصر حزب العمل الكردستاني .. وتشريد الاكراد من مدنهم ليسهل عليها اكمال دورها الدموي في التصفيه العرقية التي عرف بها الاتراك عبر التاريخ من خلال ذبح العرب والارمن والاكراد .