بقلم: وليد جابر*
من بداية الأزمة السورية واندلاع الحرب الكونية عليها ونحن نراهن على صمود السوريين وبسالتهم في الدفاع عن وطنهم .
وقلنا مرارا ً وتكرارا ً .. لن تهزم سورية ولن تنكسر لأن فيها الكثير من الوطنيين الشرفاء المدافعين عن وحدتها واستقلالها وسيادتها .
وما من يوم مر خلال السنوات الأربعة الماضية إلا وشهد ملحمة وطنية أبطالها أبناء الوطن الشرفاء الذين لايسامون على حق ولا يستسلمون لمعتد آثم .
أعداء سورية استخدموا كل ما لديهم من أوراق .. حيث حاولوا بث الفرقة والتمزق بين السوريين عبر حملات طائفية تارة وعشائرية حينا ً ومناطقية في أحيان أخرى .
لكن وعي السوريين كان أكبر من مخططاتهم وها نحن نتابع اليوم وفي مختلف المناطق كيف يتجلى الوعي السوري بالدفاع عن كل ذرة تراب سورية ومن جميع أبناء الوطن الذين وضعوا خلف ظهورهم كل الانتماءات واحتفظوا بالانتماء الأسمى وهو الانتماء الصادق للوطن .
ولكم فيما يجري اليوم من أحداث في مدينة عين العرب خير دليل على الوحدة الوطنية الرائعة التي يتمسك بها السوريون ويدافعون عن وطنهم تحت ظلالها .
فمنذ اللحظة الأولى لمهاجمة إرهاب داعش لمدينة عين العرب ونحن نسمع ومن كل أبناء الوطن بأن عين العرب مدينة سورية وسندافع عنها بدمنا لنحميها من إرهاب داعش وداعميه .
ونسمع عن تشكيل مجموعات تطوعية مقاتلة تعتزم الوصول إلى عين العرب ومن مختلف المحافظات السورية .
القيادة السورية قالتها صراحة وعلى لسان نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد حيث قال : سورية تؤكد وقوفها التام مع مواطنيها السوريين من سكان عين العرب وتشيد بتصديهم البطولي للهجمات التي يشنها عليهم مسلحو تنظيم “داعش” الإرهابي . وبالمقابل نسمع عن ثورة حقيقية في تركية ضد التيه السياسي الذي ينتهجه اردوغان من خلال دعمه لداعش ونراه في حيرة وقلق يظهران في تصريحاته وتصريحات وزير داخليته المتضاربة و غير المنطقية .
وبالمقارنة بين المشهد السوري والمشهد التركي يمكننا القول بأن أحلام اردوغان قد تحطمت أشلاء ممزقة تحت وقع وصلابة الموقف السوري على المستويين القيادي والشعبي وسنسمع خلال الأيام القادة أخبارا ً عن انتهاج اردوغان لنهج قادته الأمريكان بالنزول عن الشجرة غصنا ً غصنا .. هذا إن ترك له الأتراك والأكراد الثائرون في مختلف المدن التركية وقتا ً للنزول وعدم السقوط .
* رئيس تحرير الاكاديمية الاخبارية السورية
