2024-04-24 01:31 ص

اليمنيون يصنعون تاريخهم الحديث

2014-10-18
بقلم: فوزي حوامدي
يدرك المتتبع للاحداث المتسارعة التي تشهدها اليمن، وما يحاك لبلد اهل الحكمة ،من مخططات تدميرية في المخابر الشقيقة قبل الغربية، مدى قمة التكوين والسياسة التي اضحت عليها جماعة انصار الله، الى جانب قوتهم الشعبية والعسكرية،في ظل قيادة شابة مدركة لكل الخطوات التي تقدم عليها وتعي ماتفعل قبل ان تقول. فماحدث باليمن، منذ 21سبتمبر يعتبر نموذجا للثورة الحقيقية، التي ينبغي ان تقوم بها الشعوب العربية ، واسلوب جديد يجب ان يدرس، لتكوين سياسيين عرب كنا نعتقد انهم محنكون. ثورة ، حققت الاهداف التي رسمت لها ، بدقة،ومع بعض المفخخات التي وضعت في طريقها ، كالتخلي الامني عن حماية المرافق والمنشاءات ، حتى يحدث النهب وتنتشر السرقة ، الا ان حكمة انصار الله وهم بذلك يؤكدون ماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم في اهل اليمن بان الحكمة يمنية حالت دون ذلك، فانتشرت لجان الحماية، وانقذت كل المرافق، البنك قبل غيرها وحافظت على مكتسبات الدولة ، وخاب امل الحاقدون على اليمن وعلى انصار الله، فراحوا يسخرون امكانياتهم وترسانتهم الاعلامية لتشويه، صورة الثورة اليمنية، وغرس الطائفية ، وبلغت حد استجداء القاعدة، والجماعات التكفيرية، التي اعطت الصورة المشوهة للاسلام في كل مناطق العالم ،بممارساتها الاجرامية ، للانتقام من ثورة شعب، انتفض ضد الفساد، والحقرة وانهيار القدرة الشرائية، وتفشي الفقر والبطالة، الى درجة ان اليمن اضحت بيئة حاضنة للتكفير والارهابيين،فاستكمل الشعب ثورته ووجد قيادة رشيدة ضمنت له الغطاء السياسي، واطلقت خطابا معتدلا ، ومتوازنا ، لايقصي احد، ومد عبد المالك الحوثي يده للجميع بكونهم شركاء في الوطن لاغالب ولامغلوب ،لاهدف لهم سوى الرقي باليمن واستعادة سيادة قراره ورفض الوصاية الخارجية عربية كانت او اجنبية، وفرض العدالة الاجتماعية واحترام كرامة المواطن، ولم يكتف الحوثي عند هذا الحد بل اقتدى بخير الانام عندما امر اتباعه بالصفح عن الجميع اثناء دخول صنعاء الا من تلطخت ايديهم بدماء اليمنيين ونهبوا خيراته ففي البلد عدالة تقتص منهم. الواقع الجديد في اليمن، بالتاكيد يزعج بعض الانظمة التي تفتقد لسيادتها في قرارها، ولاهم لها الا الاحتفاظ بكراسيها ، بالاستعانة بالاجنبي فراح السفيه يطلق على الناس الصفات بمافيه، ويصف الحوثيين انهم عملاء ايران ،وذراعها في المنطقة،لا لشيء الا لانهم انحازوا وانتصروا للشعب ، ورفضوا الذلة والتبعية للغير. بالتاكيد الحوثيون في اليمن، لم يقوموا بالثورة منفردين، بل شاركهم اغلب الشعب اليمني، وتيارات اخرى وطنية وسياسية،وهاهم اليوم جنبا الى جنب ،مع الجيش اليمني في مواجهة الارهاب والدواعش، يدفعون الثمن خيرة ابنائهم في سبيل سيادة اليمن واستقراره، وكسبوا قلوب الشعب السني قبل الشيعي، في اليمن بخطابهم الراقي ، وباخلاقهم الرفيعة، وهي النتيجة الاساسية و لكل ثورة شعبية صادقة، وانسجام بين قيادة وشعب وجيش وامن يحسد عليه اليمنيون ،في هذه المرحلة وهو مفتاح النجاة من مستنقع الارهاب ، الذي تعيشه بعض الدول وتستعد له اخرى تسعى لالقاء ازماتهم خارج محيطها الاقليمي، فاليمنيون بهذه الثورة يصنعون تاريخهم الحديث من جديد بصفحات الوحدة والانسجام.

الملفات