2024-04-25 10:41 م

الاعلام السوري بين الواقع و الطموح

2014-10-19
بقلم : جمال رابعة*
من يطالع اليوم صحفنا المركزية وتحديداً الزوايا والأعمدة الثابتة التي تحتل غالباً الصفحات الأخيرة من تلك الصحف إضافة ً للصفحات السياسية التي تندرج تحت مسميات مختلفة / قضايا – آراء – مواقف / , سرعان ما تطغى الحيرة على المتتبع لها, لجهة التكرار منقطع النظير لأسماء كتاب محددة من دون غيرهم , وغالباً ما تكون هذه الأسماء من العاملين في ذات الصحيفة أومن المسؤولين الإعلاميين وغير الإعلاميين , وانطلاقاً من متابعتنا لهذا الموضوع واستقصاءنا وتواصلنا مع كتاب كانوا قد راسلوا بعضاً من تلك الصحف للمشاركة في إبداء آرائهم وتحليلاتهم السياسية ولاسيما في هذه المرحلة التاريخية والاستثنائية التي تمر بها سورية الحبيبة وبعد كل ما أفرزته تلك الحرب القذرة من موبقات ومجاميع شاذة عاثت في الوطن فساداً وفي العقل خراباً وفي الموروث التراكمي العروبي غسلاً وتدميراًً , إلا أن تلك الصحف وللأسف لا تزال تصر على سلوكها " الاحتكاري" وهي التي تعلم أن مفاعيل الكلمة تفوق أحياناً مفاعيل الميدان فأزيز الرصاص لابد وأن ينتهي في يوم ما أما الكلمة فيبقى صداها راسخاً ثابتاً ولاسيما بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة في متناول الجميع من خلال الشبكة العنكبوتية , تلك الكلمة ذات الدور الموغل في الأهمية لجهة تنمية مستويات الوعي في عقل المواطن العربي الذي تعرض لأكبر عملية غسيل شهدها التاريخ والأساس في استيلاد الفاقد من الروح القومية . نحن هنا لا نتجنى على أحد , ولا نطعن بمهنية أحد إنما نقدم حصيلة تجربة حدثت على المستوى الشخصي ومع كتاب آخرين ونتيجة ً لواقع ملموس , فأي إعلام ذلك الذي لا يستقطب أقلاما ً تثبت بما تخطه بأنها على قدر ٍ من الإبداع والانسيابية والمرونة وإجادة قراءة الحدث وتحليله , وكما هو معرف فإن حضور الصحيفة يكبر ويتعزز بتلك الأقلام الخارجية المهمة, , لكن على ما يبدو وكذلك ونتيجة لاستقصائنا فإن الأمر بات متعلقاً "بالنهم " وراء ما يخصص من كتل مادية لقاء تلك المقالات تجد طريقها للتقاسم والاحتكار , وإلا كيف يمكن أن نفسر ما يحدث ؟؟ ولاسيما أن الإيراد من وراء ذلك هو إيراد كبير وكبير جداً مقارنة بمتوسط الأجور في سورية , والجدير ذكره وللأمانة أن صحيفة تشرين خصصت صفحة " رؤى عربية " للأقلام العربية , لكن المعضلة سابقة الذكر تطغى بشكل ملحوظ على صفحة آراء ومواقف . وعليه وانطلاقاً من إيماننا بالنقد البناء ذو الآثار الإيجابية في تسليط الضوء على الممارسات السلبية , والأساس الفاعل للتواصل مع الجمهور وتعزيز جسور الئقة معه , فإننا نأمل ولاسيما في هذه المرحلة , مرحلة التغيير والتجديد بضرورة معالجة هذا الخلل , واجتراح الإجراءات المناسبة للوصول إلى صحافة عريقة نفاخر بها ماحيينا . 
*عضو مجلس الشعب السوري

الملفات