2024-04-19 09:12 ص

أطراف التآمر على مصر وجيشها.. الدوافع والأهداف

2014-10-28
القدس/المنــار/ عندما تكون مصر قوية فان سياج الأمن العربي لا يمكن اختراقه، واضطلاع مصر بدورها الريادي يبعد الشرور عن الأمة، ويبقي الأقزام والأدعياء والخوارج وجواسيس العصر في جحورهم، ولأن مصر مدافعة عن قضايا الأمة وحامية لها، فهي الأكثر عرضة للتآمر والحصار من جانب قوى الشر والاحتكار، وتلك الأدوات المتساوقة معها، والدائرة في فلكها.
وجاءت المؤامرة المسماة بـ "الربيع العربي" لتؤكد أهمية مصر وعظمتها، وخجم الأخطار التي تتهددها، وما تعرضت له تونس من أحداث، شكلت مقدمة لاستهداف مصر، ورسا "العطاء التآمري" على جماعة الاخوان المسلمين، لكن، الشعب المصري وقواته الأمية والعسكرية أسقط برنامج الجماعة الذي استهدف الأمة جمعاء أيضا.
هذه الجماعة كانت تدرك أن شعب مصر لن يقبل بها، منفذة لأوامر واشنطن، ومستعدة لتحويل مصر الى مجرد تابع للصغار في المنطقة، واطلقت الجماعة المشاريع الخيانية، وفي مقدمتها ضرب قواعد جيش مصر وأسسه، واقصاء المعارضين، والرافضين لبرامجها، وبالتالي، عمدت قيادة الاخوان في مصر، وبتنسيق تام، مع قيادة التنظيم العالمي للجماعة الى ضخ الارهابيين وشذاذ الافاق الى سيناء، قاعدة خلفية لمحاربة شعب مصر وتركيعه، وتدفق السلاح الى العصابات الاجرامية في سيناء، وراحت فروع الجماعة في قطاع غزة وغيرها بتدريب المرتزقة على الارهاب والتخريب.
لكن، شعب مصر وقواته المسلحة أسقطت برنامج الجماعة الذي رفعته تحت شعار "الاسلام المعتدل" ولم يرق هذا لأسيادها، فتحولت الى عصابة ارهابية ، منتهجة القتل والتخريب، وهذا ما يفسر استمرار العمليات الارهابية التي تقوم بها مجموعات ارهابية تنتحل تسميات مختلفة متقنعة بالدين، وممولة من مشيخة قطر وتركيا والتنظيم الدولي للاخوان.
أطراف المؤامرة على مصر تستهدف في الدرجة الأولى جيش مصر، اشغالا وتفكيكا لأنه سند قوي للامة العربية، وحامٍ لأرض الكنانة، كما تستهدف العصابات الارهابية ضرب الاقتصاد المصري واشعال الفوضى وعدم الاستقرار في ساحة مصر، والولايات المتحدة ليست بعيدة عن هذه الاطراف فهي المتزعمة لها، وكذلك اسرائيل ، وكل طرف من أطراف التآمر له اسبابه في التآمر على مصر واذلال شعب مصر وكسر شوكة جيشه.
إن أي عمل ارهابي تتعرض له مصر، جماعة الاخوان لها علاقة به، مشاركة وتمويلا وتجنيدا وضخ سلاح، وهذا ما أكدته قيادات الجماعة مرارا، فضخ السلاح والارهابيين الى سيناء جاء بتعليمات من الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي فتح أبواب السجون لشذاذ الافاق للتوجه الى سيناء، انتظارا لتعليمات قادمة، بعد أن حملت الجماعة لواء تنفيذ المخططات الامريكية، وعند سقوط برنامج الاخوان على أيدي الشعب والجيش في مصر ارتمت الجماعة في أخضان العثمانيين الجدد في تركيا وجواسيس العصر في مشيخة قطر.
جهات ودول عديدة لا تريد لمصر نهضة واستقرارا ودورا، فأمريكا تريد مصر بلا جيش تهابه اسرائيل وتخشاه، ومشيخة قطر، متوهمة انها قد تدخل نادي الكبار اذا ما انتهى دور مصر، وتركيا، مستميتة لاضعاف مصر حتى يتسنى لها قيادة الأمة والتحدث باسمها، وهذا يبدو واضحا من ممارسات نظام اردوغان الخياني صاحب "الخدمات الجليلة" لحلف الناتو واسرائيل، فهو يتآمر على سوريا وعلى مصر وعلى كل ما هو عربي وينسق في ذلك، مع جماعة الاخوان والولايات المتحدة، بأدوات ارهابية ومجرمين فتح أراضي تركيا لعبورهم الى الاراضي السورية، كما هو حاصل في ليبيا والسودان حيث يقف مع الدوحة في تمويل الارهابيين بالمال والسلاح وضخهم الى سيناء، أما اسرائيل فهي الأخرى، تدعم باشكال مختلفة هذه الجهات المتآمرة على مصر، فمن مصلحتها، أن يشطب دور مصر، وأن يتفكك جيش مصر.
وفي هذا السياق لا بد من طرح موضوع بالغ الأهمية، وهو دور حركة حماس في الأحداث التخريبية التي تقع في مصر، وتحديدا تلك العمليات الاجرامية التي تستهدف جنود الجيش المصري ومواقعه.
وهنا لا بد من الصراحة والمسؤولية، في التعرض لهذا الموضوع، ويجب وضع النقاط على الحروف، فهذا يخدم شعب مصر وشعب فلسطين، هناك وقائع عديدة ودلائل كثيرة على وقوف ارهابيين من مجموعات احرامية تتحرك في قطاع غزة، ولها ارتباطات ووكلاؤها خارج القطاع، فاذا كانت حماس تنفي مشاركتها في هذه الاعمال الاجرامية الجبانة، فهي مدعوة الى القاء القبض على تلك المجموعات التي تتحرك بحرية في غزة، وتدفع بالارهابيين والسلاح الى داخلى سيناء وعبر طرق عدة، واستمرار ذلك يعني انها مشاركة بصمتها، وراضية عما يدور، وتتبنى أهداف هذا الارهاب، وما لم تتحرك حماس مثبتة صدقها وحسن نواياها، فانها متهمة ومتورطة، ملتزمة بتعليمات قيادة جماعة الاخوان، وهذا يعني بصراحة خروج الحركة عن خط النضال في مواجهة الاحتلال، وخارجة على رغبات وخيارات وارادة الشعب الفلسطيني، فهذا الشعب ليس في صالحه أن تهتز مصر، وأن يعتدى على جيشها، فعلى امتداد التاريخ وما زالت تقف مصر الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته بكافة الاشكال وفي كل المحافل الدولية، وهي سند متين لفلسطين، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تقدم الحركة على أعمال تزيد من معاناة الأهل في القطاع، ومصر عمق استراتيجي لأبناء غزة، والتعرض للجيش المصري، بأي شكل من الأشكال، هو في مصلحة اسرائيل أولا وأخيرا.
ان حركة حماس أمام امتحان كبير ، لنتائجه انعكاسات وتداعيات هامة وخطيرة وكبيرة، وأول سؤال في هذا الامتحان، هو، كيف تثبت الحركة عدم تدخلها في الشأن الداخلي المصري؟! ولتسهيل الاجابة على قيادة الحركة، هناك، عناصر يمكن الاستفادة منها، والاستناد اليها عند الاجابة، في مقدمتها تقديم ما يؤكد "براءتها".. من خلال اعتقال اولئك الارهابيين الذين يعتدون على جنود مصر ويتحركون بحرية في قطاع غزة، وهنا، يمكن للحركة أن تجيب بسهولة وصدق على تساؤل مطروح بحجم الوطن كله.