2024-03-29 08:31 ص

استراتيجية الأعراب وسذاجة العرب!!

2014-11-01
بقلم: عبد الفتاح أحمد السعدي*
لقد أفلح الأعراب عبر تعليمات الحركة الوهابية في قتل الملايين من الشباب العربي بطرق خبيثة اعتمدت على الغدر والذبح والتهجير والتمييز والتهميش حيناً ، واستغلال التباينات المذهبية السائدة في المجتمعات العربية أحياناً ؛ وذلك بتقريب السياسات الدينية المدروسة من تعاليم مذهب ما ، واستقطاب بعض رموزه عبر الترغيب المادي ، للنيل منه ، ومن المذاهب الأخرى ، بإذكاء الصراع الدموي الطويل الأمد بين شبابهما الذين هم عماد الوجود العربي الأصيل . وبذلك قاموا بتوجيه السياسات الأخرى ، ودعم توجهات الحركة الصهيونية ، وتنوير وتشجيع الجماعات الأمريكية المتصهينة المتحالفة معهم . وقد ترافق ذلك مع بدء توطين الأعراب، وتهجير العرب من جزيرتهم ، و مع البدء بتهجير الفلسطينيين من ديارهم ، وامتدّ إلى أن وصل إلى العراق واليمن ، حيث تمكنوا منذ ثمانينات القرن الماضي من قتل أعداد هائلة من هؤلاء الشباب في الحرب العراقية الإيرانية ، و التي أعدوا لها إعداداً متقناً عبر الأساليب القذرة الآنفة الذكر ، وقد تجلى هذا السلوك في التسعينات ، حيث تمّ التشنيع بالشباب العربي العراقي . ومع انتكاستهم وعدم قدرتهم على هزيمة سورية - التي أعدّوا لها ما أعدّوه للعراق أضعافاً مضاعفة نتيجة لحقدهم على انتصارها ، الحربي والعلمي والحضاري – فعّلوا وهيّجوا مذهبهم الشرس وأسموه داعش ، وعتّموا على منشئه وتوجهه ، حتى يبدو إسلاميّاً مقبولاً لدى الشرائح المقصودة ، ونهجوا به منهجهم في الترهيب والذبح ، وظهروا هم عبر إعلامهم الرسمي وكأنّهم ذلك الحمل الوديع ، الذي لا يدرك ما الذي يدور . إنّهم خبثاء هذا العصر الذين تمكنوا من قتل العديد من الشبان السوريين عبر هذه الفتنة ، التي تخللها مقتل ما يربو على ألفي فلسطيني في غزّة بإيعاز مخفيِّ منهم ، هذا عدا عن الشباب اليمني الذي راح نتيجة لتوجّهاتهم ذاتها . وبما أن العقل قد تقدّم على شجاعة الشجعان فإننا بتواضع فكرنا ندعو العرب من شتى المذاهب أن يتوحّدوا تحت مسمى مذهب واحد يتوافقون عليه في مواجهة الفكر الوهابي المتصهين الذي أوغل مع حلفائه في دماء العرب . عبدالفتاح أحمد السعدي. 
*كاتب وشاعر عربي فلسطيني سوري

الملفات