2024-04-20 06:13 ص

القدس ترفض أن تكون وقودا لانتخابات اسرائيل و "التفاهمات" الموسمية والعابرة لن تنزع فتيل الانفجار

2014-11-17
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ "تفاهمات" على شاكلة ما توصلت اليه لقاءات العاصمة الأردنية، لن تكون قادرة على نزع فتيل الانفجار وفي مدينة القدس تحديدا، هذه المدينة التي تتعرض لأبشع عمليات القمع والتهويد وتغيير المعالم، وبسط السيطرة على المسجد الأقصى الذي يشكل جزءا من العقيدة الاسلامية، علاوة على حملات الهدم والضرائب والحصار بأشكاله المختلفة.
أية تفاهمات موسمية وعابرة حول القدس لن تهدم جدران الكراهية في الشارع، جدران تزداد ارتفاعا، وما يجري الحديث عنه في كواليس اللقاءات وقاعة الاجتماعات لا يلامس حقيقة صارخة في الشارع.. وهي الكراهية، فهناك تحريض ممنهج في صفوف اليهود ضد العرب، انتماؤهم ووجودهم ومقدساتهم في المدينة التي انشغل العرب عنها بالاقتتال والتصارع وتفكيك الجيوش منفذين بذلك مخططا صهيونيا أمريكيا يستهدف في النهاية القدس والقضية الفلسطينية..
القدس المحاصرة تهويدا واستيطانا وقمعا.. محاصرة أيضا ماليا من جانب الأعراب الذين ينفقون المليارات على العصابات الارهابية، ومن هذا الدعم الارهاب الاسرائيلي بهذه الطريقة أو ذلك الشكل..
هذا هو حال المدينة المقدسة، التي ستنطلق منها شرارة الاشتعال بعد أن أخذ الاسرائيليون باسناد رسمي "يتفننون" في قتل المواطنين العرب، وترجمة شهوة القتل لديهم، أبو خضير حرقا.. والرموني تم شنقه على أيدي شذاذ الآفاق، اذن، أبة تفاهمات يمكن أن تنزع فتيل الانفجار.. أية تفاهمات هذه، تغلق الحرم طوال الاسبوع لتفتحه يوم الجمعة فقط، أو ليست هناك صلاة على مدار الأسبوع؟!
لم تعد التفاهمات تفي الغرض فلسطينيا، فالوضع في القدس على فوهة بركان.. لن تبقى آثاره محصورة داخل المدينة، ومهما كانت الجدران المحيطة بالقدس، فهي لن تمنع الامتدادات والانعكاسات، والحمم البركانية من تجاوزها والقفز من فوقها.
في القدس أجواء انتفاضة حقيقية.. قتل وقمع وبطالة وحصار، فالرد الطبيعي سيكون بمواجهة هذه السياسة.. ويزداد التحريض الاسرائيلي ضد المدينة، مواطنيها ومقدساتها.. لا فرق بين اليسار واليمين في اسرائيل، كلاهما يسعى الى تهويد المدينة، ولأن هناك أجواء انتخابية في الساحة الاسرائيلية، فان التحريض سيزداد، وكل حزب يستل سيفه ليحارب في القدس، والدماء الفلسطينية الثمن لهذا التنافس الانتخابي، وهكذا في كل موسم انتخابي.
أحزاب اسرائيلية تتسابق لتهويد المدينة، والسيطرة على مقدساتها.. والسباق الانتخابي في اسرائيل انطلق تحت يافطة تهويد القدس، وحصار أبناء القدس ، وقمعهم وتجويعهم ولن يستطيع أي قيادي اسرائيلي ولا نتنياهو نفسه أن يوقف التحريض والعداء ضد القدس، ولن يقف حائلا دون عمليات قتل الفلسطينيين، وتهويد الأقصى. في اسرائيل أجواء انتخابية، ولن تكون هناك أية قدرة لأي حزب بالتحرك لوقف اتساع التطرف، ففي العام 2000، لم يستطع ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل انذاك منع اريئيل شارون من اقتحام المسجد الأقصى تحت حراسة الجيش، لأن الاجواء كانت انتخابية، والاسرائيليون مقتنعون بأن الفوز في الانتخابات يحتاج الى دماء فلسطينية، وتصعيد وتيرة القمع ضد الفلسطينيين، وارضاء اليمين والمتطرفين بانتهاك المسجد الأقصى، وهذا هو الحال اليوم، ونتنياهو الذي شارك في لقاءات عمان يزداد تطرفا، فصندوق الاقتراع اقترب فتحه، وهو كاذب في كل وعوده، لأنه عاجز الآن عن فعل شيء، ولن يخطو خطوة واحدة باتجاه وقف التحريض والاعتداءات، كيف يجرؤ على ذلك، وهو الباحث عن تشكيل حلف يميني يقوده في الانتخابات القادمة؟؟!
سوف تشهد القدس المزيد من عمليات قتل العرب واذلالهم.. والمزيد من البناء الاستيطاني في المدينة وحولها من الجهات الأربع.. والاقتحامات الضريبية وحملات الاعتقال سوف تتكثف، وبحدة أكثر.
أبناء القدس، بطبيعة الحالي، ليس أمامهم الا مواجهة الممارسات الاسرائيلية بكل الأدوات والأشكال المتاحة، فالتفاهمات لا تحمي المقدسي من الموت، ولا توقف هدم بيته، واعتقال ولده، واقتحام منزله ضريبيا..
انها نذر اشتعال واندلاع انتفاضة جديدة، انتفاضة لن تكون كسابقاتها، بل ستكسر العجز والصمت، وشرارة الاشتعال ستمتد الى ساحات اعتقدت أنها ستكون بمنأى عما سيترتب على أحداث وهبّة القدس، انتفاضة، تبني وترسم معادلات جديدة.
الانتفاضة قادمة، لأن كثيرة هي الجهات والقوى التي لم تدرك حقائق ما يجري في القدس وما تعانيه المدينة.. القدس بحاجة الى حلول جذرية، القدس، تفرض نفسها، وتثبت زيف ادعاءات اسرائيل بأنها جزء من عاصمة اسرائيل الموحدة والأبدية، القدس بحاجة الى فعل حقيقي، حل يحفظ قدسيتها، ويحمي أبناءها، ويرد عنهم مخططات الخنق والاقتلاع والتجويع.
ليس أمام أبناء القدس الا أن يشعلوا انتفاضتهم.. انتفاضة لن تكون محصورة داخل القدس، ولن يستطيع أحد محاصرتها، أو تفاهم هنا أو هناك يشطبها.. فالنيران عندما تشتعل على خلفية القمع والاذلال والمرارة والفتك والتجويع، يصعب اخمادها، أو منع ألسنة اللهب، من الامتداد في كل الاتجاهات....