2024-03-29 01:40 م

استراتيجية الوقت لتحقيق المصالح الأمريكية

2014-11-17
بقلم : جمال رابعة*
عندما أطلق أوباما تصريحاته بعد تشكيل التحالف الدولي لمواجهة داعش واخوانها قوله (انه ليس لديه استراتيجية لقتال داعش) هذه سمة لا لبس فيها تعبر عن حقيقة سياسة الادارة الأمريكية لجهة ادارة الملفات الدولية و التخبط الذي تعاني منه لإنتاج العديد من المخرجات بقرارات فاشلة من مدخلات مصادرها غير صحيحة . كذلك تفرز حالة من عدم الانسجام بين صناع القرار السياسي في المطبخ الأميركي لإنتاج القرار الذي ينسجم مع مصالح تلك القوى مجتمعة لتقر ذلك . وهذا ما نستطيع فهمه من التصريحات المتعددة لأوباما وعدد من المسؤولين الأميركيين . يقول الرئيس الأمريكي: ان الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية قد تستغرق ثلاث سنوات وان الضربات الجوية لا تكفي للقضاء على داعش وان قوات من المعارضة السورية قد تفيد في اكمال ضربات التحالف الجوية وان عدد 12000مقاتل على الارض قد لا يكون كافيا لتنفيذ ما تخلفه الضربات الجوية. وحسب مصادر متعددة تؤكد على دخول يوميا اكثر من 1000 ارهابي عبر تركيا الى سوريا. من خلال ما تقدم هل يعني ان اوباما في الحقيقة لا يملك استراتيجية ؟ باعتقادي ان الادارة الأمريكية قد حددت استراتيجيتها و أولوياتها لتحقيق مجمل الاهداف في سوريا و العراق و مجمل المنطقة العربية . ولابد من الاشارة الى ملاحظة غاية في الاهمية ان من يحدد استراتيجيات الادارة الأمريكية ليس البيت الابيض بل هناك قوى كبيرة فاعلة في القرار السياسي الأمريكي كأجهزة المخابرات الأمريكية و مكتب الامن القومي الأمريكي و مجمع الصناعات العسكرية و النفطية و مجمع البنوك و اهمها اللوبي الصهيوني الذي يعتبر الاساس في ذلك . ومن الواضح تماما ان الاستراتيجية الأمريكية في العالم محددة المعالم ومن ضمنها المنطقة العربية خصوصا في سوريا و العراق حيث انها لا تهدف للقضاء على داعش بل تريد تقليم اظافرها فهي من اوجدتها اصلا لالتقاء مصالح الادارة الأميركية بمصالح داعش فكلاهما لا يريد استقرار و وحدة التراب في سوريا و العراق و يريد تصوير الاسلام عبر ممارسات داعش الارهابية للعالم بانه دين ارهاب و قتل و تدمير للحضارة الانسانية ونشر للفوضى في المنطقة العربية كما اطلقتها رايس تحت عنوان الفوضى الخلاقة التي تهدف الى تفكيك الدول و تدمير مجتمعاتها و تحويلها الى مجتمعات عرقية و طائفية و مذهبية ليس لها كيان الدولة كل ذلك دون تورط الجنود الأميركيين في حرب برية في الظروف الحالية . لكن باعتقادي ان الخلاف حول هذه الاستراتيجية يتعلق بالأهداف التكتيكية في هذه المرحلة او تلك لتنفيذها . في الختام ان الاستراتيجية الأمريكية هي استراتيجية الوقت لتحقيق المصالح الكبرى على حساب الشعوب المظلومة و المقهورة . 
*عضو مجلس الشعب السوري

الملفات