2024-04-16 11:53 م

"ذاب الثلج" و "بان المرج"!!

2014-11-18
بقلم: طالب زيفا
التغيرات المتسارعة التي أصبح بها اللعب على المكشوف بين الأطراف الإقليمية و الدولية بحيث  لم تعد ورقة التوت كافية لستر عيوب من يشارك في سفك الدم السوري و الدم  العراقي فتمثيلية سحب سفراء الإمارات و البحرين و السعودية من مشيخة قطر إنتهت بتبويس شيخ قطر لملك آل سعود بعد اجتماع سريع في السعودية تم الاتفاق فيه على دعم  كل من هبّ ودبّ في الأرض السورية بغض النظر عن أسماء التنظيمات أو الحركات أوالأشخاص لأن  الهدف واحد وهو إسقاط دور سورية فليس المهم أن تقف قطر مع أو ضد الإخوان المسلمين و ليس المهم أن تقف السعودية مع أو ضد الإخوان المسلمون لإن وكلاء الإرهاب في سورية تجاوزوا الخلافات الجزئية لتحقيق الغايات البعيدة في حربهم ضد سورية و نحن كمراقبين و كسوريين كنا ندرك و منذ البداية أن لا خلاف حقيقي بين السعودية و قطر أو بين السعودية و أردوغان و لا يمكن لعاقل  أن يصدّق بأن آل سعود و مشيخة قطر يمكن أن يكونوا جزءاً في محاربة الإرهاب و لا يمكن لهم أن يطبقوا القرارات الدولية ذات الصلة مثل القرارين "2170" وَ"2178" إذ رغم أن الإدارة الأمريكية و بعض قوى  التحالف الدولي أو ما سُمّي " التحالف لضرب الإرهاب" بدَأ يُراجع حساباته خاصةً بعد أن تغلغل الإرهاب في كثير من دول العالم و بَدَأ يهدد و  يتوعد معظم دول العالم بما فيها مملكة آل سعود إلا أن إصرار هؤلاء على الاستمرار  في دعم و تمويل بل و تدريب الإرهابيين تحت مسميّات لم تعد تنطلي على أحد بما فيهم الأمريكان و بعض دول الإتحاد الأوروبي يُمكن أن نستخلص النقاط التالية  :

أولا - بدأ تغيّر في المزاج الدولي لإدراك معظم الدول بأن الإرهاب المدعوم خليجياً و تركياً و من بعض الدول النافذة خرج عن أهدافه خاصةً بعد قطع الرؤوس و المذابح و الجرائم التي ارتكبتها العصابات الإرهابية و التي تقريباً كلها أو معظمها بايع التنظيمات الإرهابية فلم يعد على  الأرض من تلك التنظيمات إلا داعش أو النصرة و بالتالي لا يوجد في الجغرافيا السورية ما سمي بالمعارضة المعتدلة .

ثانياً- لا يمكن إجراء أي حوار أو تسوية أومفاوضات مع تلك التنظيمات الإرهابية لأنها متعددة الولاءات و لها عدة رؤوس و لأنها تكّفر الجميع و لا يمكن ردعها إلا بالقوة .

ثالثاً-المُتغيرات الدولية تفرض نفسها على الصعيدين الإقليمي و الدولي من خلال بعض الأفكار التي جاء بها المبعوث الدولي إلى سورية"ستيفان دي مستورا" الذي ركّز على نقطتين أساسيتين هما وقف تمويل الإرهاب و إنشاء مناطق مُجمدة مثال "حلب" وبالتالي  التفاوض مع القيادة السورية لتكون شريكاً حقيقياً في مكافحة الإرهاب و داعميه ولجم أدواته و إجبارهم على تطبيق القرارات الدولية 

لذلك يمكن القول بأننا نحن في سورية لم نعد نُتعب أنفسنا بحفظ تسميات الجماعات الإرهابية المسلحة كونها مدعومة من معظم دول الخليج و تركيا  فلا فرق بين داعش و النصرة و لا بين  ما يسمى أحرار الشام و لواء التوحيد و الجبهة الإسلامية و بقية التنظيمات الإرهابية فهل يرعوي آل سعود و بقية مشيخات الخليج و يطبقون القرارات الدولية أم أن سُمّ الأفاعي سيطالُ عروشهم بعد أن ذاب الثلج و بانَ المرج؟

الملفات