2024-03-28 01:23 م

مخرج نرويجي يدلي بدلوه في التضليل الإعلامي ضد سوريا

2014-11-18
بقلم:  الدكتور بهيج سكاكيني
منذ بداية الازمة السورية لم تنقطع الحرب بكل وسائلها السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية على الدولة السورية. ولعب الاعلام وشكل ركيزة أساسية في هذه الحرب. ولم ينقطع حبل الأكاذيب وافتعال أحداث لا صلة لها بالوقائع على الأرض السورية، وكلنا يعلم بعدد المجسمات التي بنيت في قطر لميادين معينة في سوريا، وتمثيل احداث تعطي الانطباع بان ذلك يحدث في سوريا، لإثارة الراي العام العالمي او تأجيج الصراعات على الساحة السورية. ونذكر اتهام الجيش العربي السوري في استخدام الأسلحة الكيماوية، وعرض الأطفال الملقيين على الأرض بتناسق وترتيب أبهر الجميع، ليتبين لاحقا ان من استخدم الأسلحة الكيماوية هم المجموعات المسلحة الإرهابية، وان هنالك فبركة في التصوير وخاصة فيما يختص بالأطفال. واستخدام الأطفال بالتحديد كان لإثارة الرأي العام العالمي وإعطاء ذريعة للولايات المتحدة للبدء بالعدوان على سوريا. وضمن هذه الحملات الإعلامية المفبركة تناولت فوكس نيوز الامريكية وجريدة التليغراف اللندنية بالإضافة الى الديلي ميل مؤخرا، مقالات عن فيديو يدعي انه يبين طفلا سوريا يقوم بإنقاذ طفلة سورية مذعورة من وسط إطلاق نار كثيف من قبل الجيش العربي السوري، بعد ان يدعي انه قد أصيب برصاصة قناص. طبعا المقصود هنا هو إعطاء الانطباع بان الجيش العربي السوري يستهدف الأطفال. ولقد حمل هذا الفيديو على يوتيوب وبحسب تسجيل الدخول فان ما يقارب من 500000 شاهدوا هذا الفيديو. وعلى الرغم من ان العديد من الذين شاهدوا هذا الفيديو شككوا في صحته ومصداقيته، فان التليغراف ادعت بان الخبراء قد ابلغتهم بعدم وجود سبب ليشكك في حقيقة ومصداقية الفيديو. وذكرت صحيفة الديلي ميل ان التليغراف لم تتمكن من التأكد من وقوع الحادث بشكل مستقل والذي يعتقد ان جرى في قرية يبرود وهي آخر معقل لفلول "الجيش الحر" في المنطقة الحدودية مع لبنان بعد سقوطها بأيدي الجيش العربي السوري مؤخرا. لم يمضي الوقت الطويل ليتبين أن قضية الفيديو هي قضية مفبركة وان الفيديو قد صور في مالطا وان الطفل والطفلة في الفلم المصور هم ممثلين محترفين من مالطا، وعلى أن الأصوات الخلفية المصاحبة للفلم هي أصوات لبعض اللاجئين السوريين في مالطا. وهذه المعلومات ادلى بها النرويجي لارس كليفبيرج الذي أخرج الفلم في مقابلة مع BBC Trendingوالتي نشرت فحواها بتأريخ 14 نوفمبر 2014، وانه هو الي قام بكتابة النصوص، بعد مشاهدته لتغطية الاخبار للصراع الدائر في سوريا. وذكر بأنه تقصد على أن يعرض الفلم كأنه حقيقي وذلك ليولد نقاش حول الأطفال في مناطق النزاعات. ويستطرد المخرج فيقول " بنشر كليب الذي يبدو انه حقيقي، كنا نأمل أن نستغل أداة التي غالبا ما تستخدم في الحروب، عمل فيديو يدعي أنه ينقل الحقيقة. كنا نود أن نرى ما إذا كان الفلم سيحظى بالاهتمام ويحث على الجدل والمناقشة، وخاصة حول الأطفال والحروب. كما اننا أردنا ان نرى ماذا ستكون ردود فعل وسائل الاعلام على مثل هذا الفيديو". وقد عرضت BBC Trending صورة الفريق الذي قام بإنتاج وتصوير الفلم بالإضافة الى الممثلين ومن ضمنهم الطفل والطفلة. ولقد حصل الفلم على التمويل المالي من مؤسسة Norwegian Film Institute وكذلك من مؤسسة نرويجية أخرى تعنى بالفنون Arts Council Norway في أكتوبر 2013 وذلك بقيمة ما يقارب من 30000 $. ولقد ذكر الذين قاموا على اخراج الفلم بأنهم أشاروا في الطلب الذي قدموه لطلب الدعم المالي لإخراج الفلم، بأنهم سيعملون على تحميل الفلم على الانترنت دون ذكر فيما إذا كانت احداث الفلم حقيقية أو خيالية، وعلى ان الجهات الممولة كانت على دراية تامة بهذا الشأن، وعلى انها كانت داعمة لهذه النوايا والتوجه. ما نود أن نؤكده هنا الى ان هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة في مسلسل الفبركات والخداع والتضليل في التغطيات الإعلامية لما يدور على الساحة السورية. ومن الواضح ان قناة "الجزيرة" الرائدة في عالم التضليل والاكاذيب والحائزة على أفضل وسيلة إعلامية في الفبركات، قد استطاعت تفريخ وسائل إعلامية أخرى والفضل يعود طبعا الى آبار البترول التي ما زالت تضخ البلايين من الدولارات، والى المكارم الخليجية التي تغدق على كل من لديه الاستعداد لبيع شرف مهنته وكرامته الإنسانية. الأسباب التي ساقها المخرج النرويجي في عدم ذكره لمشاهدي الكليب الذي انتجه لا يقنع أي انسان بغض النظر عن قدراته العقلية، ولعل الأيام القادمة ستثبت كم تقاضى من الدولارات لإنتاج مثل هذه الأكاذيب. لو أراد المخرج فعلا أن يدلل على المخاطر الذي يتعرض لها الأطفال في زمن الحرب لأنتج فلم مثلا عن الإرهابيين الوهابيين الذين قتلوا 41 طفلا يوم 1 أكتوبر 2014 والذين لم تتجاوز أعمارهم عن التسعة أعوام في المجزرة التي ارتكبت في حي عكرمة في حمص امام مدرسة الأطفال وهم خارجين ليعودوا الى بيوتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، حيث تحولت أجسادهم الطاهرة الى أشلاء مقطعة ووصلت المستشفيات في أكياس. أو عن تدريب الأطفال دون سن الخامسة عشر على حمل السلاح وارسالهم للقتال، او لتحضير بعضهم أن يكون انتحاريا ليفجر نفسه ويقتل الأبرياء المدنيين. ومن الضروري ان نشير في النهاية الى توقيت نشر هذا الفلم الذي يتزامن مع المحاولات الغربية وخاصة الولايات المتحدة ان تقنع الراي العام العالمي بأهمية وضرورة التدخل في العراق وسوريا، ربما في المستقبل القريب بإرسال جنود أمريكيين للقتال على الأراضي العراقية والسورية. ولنا في توقيت مثل هذه الأكاذيب والافتراءات والفبركات الاعلامية وعلاقاتها بتهيئة الراي العام العالمي للتدخلات العسكرية والعدوان على البلدان وتدميرها، تاريخ طويل وتجارب مريرة وها هو العراق وليبيا وسوريا أمثلة حية ما زالت ماثلة امام اعيننا. وللأسف الشديد هنالك الكثيرون الذين ينساقون وراء هذا التضليل ويتحدثون به ويرددونه وكأنه الحقيقية، دون أن يقومون بالتدقيق بالخبر ومصدره والذين من وراءه واغراضهم الدفينة، وهذه حقيقة مؤلمة، أن نصبح أعداء أنفسنا، وقوميتنا، وهويتنا التي يراد تدميرها. الدكتور بهيج سكاكيني مخرج نرويجي يدلي بدلوه في التضليل الإعلامي ضد سوريا الدكتور بهيج سكاكيني منذ بداية الازمة السورية لم تنقطع الحرب بكل وسائلها السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية على الدولة السورية. ولعب الاعلام وشكل ركيزة أساسية في هذه الحرب. ولم ينقطع حبل الأكاذيب وافتعال أحداث لا صلة لها بالوقائع على الأرض السورية، وكلنا يعلم بعدد المجسمات التي بنيت في قطر لميادين معينة في سوريا، وتمثيل احداث تعطي الانطباع بان ذلك يحدث في سوريا، لإثارة الراي العام العالمي او تأجيج الصراعات على الساحة السورية. ونذكر اتهام الجيش العربي السوري في استخدام الأسلحة الكيماوية، وعرض الأطفال الملقيين على الأرض بتناسق وترتيب أبهر الجميع، ليتبين لاحقا ان من استخدم الأسلحة الكيماوية هم المجموعات المسلحة الإرهابية، وان هنالك فبركة في التصوير وخاصة فيما يختص بالأطفال. واستخدام الأطفال بالتحديد كان لإثارة الرأي العام العالمي وإعطاء ذريعة للولايات المتحدة للبدء بالعدوان على سوريا. وضمن هذه الحملات الإعلامية المفبركة تناولت فوكس نيوز الامريكية وجريدة التليغراف اللندنية بالإضافة الى الديلي ميل مؤخرا، مقالات عن فيديو يدعي انه يبين طفلا سوريا يقوم بإنقاذ طفلة سورية مذعورة من وسط إطلاق نار كثيف من قبل الجيش العربي السوري، بعد ان يدعي انه قد أصيب برصاصة قناص. طبعا المقصود هنا هو إعطاء الانطباع بان الجيش العربي السوري يستهدف الأطفال. ولقد حمل هذا الفيديو على يوتيوب وبحسب تسجيل الدخول فان ما يقارب من 500000 شاهدوا هذا الفيديو. وعلى الرغم من ان العديد من الذين شاهدوا هذا الفيديو شككوا في صحته ومصداقيته، فان التليغراف ادعت بان الخبراء قد ابلغتهم بعدم وجود سبب ليشكك في حقيقة ومصداقية الفيديو. وذكرت صحيفة الديلي ميل ان التليغراف لم تتمكن من التأكد من وقوع الحادث بشكل مستقل والذي يعتقد ان جرى في قرية يبرود وهي آخر معقل لفلول "الجيش الحر" في المنطقة الحدودية مع لبنان بعد سقوطها بأيدي الجيش العربي السوري مؤخرا. لم يمضي الوقت الطويل ليتبين أن قضية الفيديو هي قضية مفبركة وان الفيديو قد صور في مالطا وان الطفل والطفلة في الفلم المصور هم ممثلين محترفين من مالطا، وعلى أن الأصوات الخلفية المصاحبة للفلم هي أصوات لبعض اللاجئين السوريين في مالطا. وهذه المعلومات ادلى بها النرويجي لارس كليفبيرج الذي أخرج الفلم في مقابلة مع BBC Trendingوالتي نشرت فحواها بتأريخ 14 نوفمبر 2014، وانه هو الي قام بكتابة النصوص، بعد مشاهدته لتغطية الاخبار للصراع الدائر في سوريا. وذكر بأنه تقصد على أن يعرض الفلم كأنه حقيقي وذلك ليولد نقاش حول الأطفال في مناطق النزاعات. ويستطرد المخرج فيقول " بنشر كليب الذي يبدو انه حقيقي، كنا نأمل أن نستغل أداة التي غالبا ما تستخدم في الحروب، عمل فيديو يدعي أنه ينقل الحقيقة. كنا نود أن نرى ما إذا كان الفلم سيحظى بالاهتمام ويحث على الجدل والمناقشة، وخاصة حول الأطفال والحروب. كما اننا أردنا ان نرى ماذا ستكون ردود فعل وسائل الاعلام على مثل هذا الفيديو". وقد عرضت BBC Trending صورة الفريق الذي قام بإنتاج وتصوير الفلم بالإضافة الى الممثلين ومن ضمنهم الطفل والطفلة. ولقد حصل الفلم على التمويل المالي من مؤسسة Norwegian Film Institute وكذلك من مؤسسة نرويجية أخرى تعنى بالفنون Arts Council Norway في أكتوبر 2013 وذلك بقيمة ما يقارب من 30000 $. ولقد ذكر الذين قاموا على اخراج الفلم بأنهم أشاروا في الطلب الذي قدموه لطلب الدعم المالي لإخراج الفلم، بأنهم سيعملون على تحميل الفلم على الانترنت دون ذكر فيما إذا كانت احداث الفلم حقيقية أو خيالية، وعلى ان الجهات الممولة كانت على دراية تامة بهذا الشأن، وعلى انها كانت داعمة لهذه النوايا والتوجه. ما نود أن نؤكده هنا الى ان هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة في مسلسل الفبركات والخداع والتضليل في التغطيات الإعلامية لما يدور على الساحة السورية. ومن الواضح ان قناة "الجزيرة" الرائدة في عالم التضليل والاكاذيب والحائزة على أفضل وسيلة إعلامية في الفبركات، قد استطاعت تفريخ وسائل إعلامية أخرى والفضل يعود طبعا الى آبار البترول التي ما زالت تضخ البلايين من الدولارات، والى المكارم الخليجية التي تغدق على كل من لديه الاستعداد لبيع شرف مهنته وكرامته الإنسانية. الأسباب التي ساقها المخرج النرويجي في عدم ذكره لمشاهدي الكليب الذي انتجه لا يقنع أي انسان بغض النظر عن قدراته العقلية، ولعل الأيام القادمة ستثبت كم تقاضى من الدولارات لإنتاج مثل هذه الأكاذيب. لو أراد المخرج فعلا أن يدلل على المخاطر الذي يتعرض لها الأطفال في زمن الحرب لأنتج فلم مثلا عن الإرهابيين الوهابيين الذين قتلوا 41 طفلا يوم 1 أكتوبر 2014 والذين لم تتجاوز أعمارهم عن التسعة أعوام في المجزرة التي ارتكبت في حي عكرمة في حمص امام مدرسة الأطفال وهم خارجين ليعودوا الى بيوتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، حيث تحولت أجسادهم الطاهرة الى أشلاء مقطعة ووصلت المستشفيات في أكياس. أو عن تدريب الأطفال دون سن الخامسة عشر على حمل السلاح وارسالهم للقتال، او لتحضير بعضهم أن يكون انتحاريا ليفجر نفسه ويقتل الأبرياء المدنيين. ومن الضروري ان نشير في النهاية الى توقيت نشر هذا الفلم الذي يتزامن مع المحاولات الغربية وخاصة الولايات المتحدة ان تقنع الراي العام العالمي بأهمية وضرورة التدخل في العراق وسوريا، ربما في المستقبل القريب بإرسال جنود أمريكيين للقتال على الأراضي العراقية والسورية. ولنا في توقيت مثل هذه الأكاذيب والافتراءات والفبركات الاعلامية وعلاقاتها بتهيئة الراي العام العالمي للتدخلات العسكرية والعدوان على البلدان وتدميرها، تاريخ طويل وتجارب مريرة وها هو العراق وليبيا وسوريا أمثلة حية ما زالت ماثلة امام اعيننا. وللأسف الشديد هنالك الكثيرون الذين ينساقون وراء هذا التضليل ويتحدثون به ويرددونه وكأنه الحقيقية، دون أن يقومون بالتدقيق بالخبر ومصدره والذين من وراءه واغراضهم الدفينة، وهذه حقيقة مؤلمة، أن نصبح أعداء أنفسنا، وقوميتنا، وهويتنا التي يراد تدميرها.

الملفات