2024-04-18 01:36 م

القدس تعيد ترتيب المسائل الجوهرية!! * اسرائيل عاجزة أمام التصدي لسياستها القمعية

2014-11-18
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ العملية التي نفذها فلسطينيان في القدس الغربية، أكدت بجلاء أن القدس خط أحمر، من كل الجوانب، وأن سياسة القمع المتصاعد ضد المدينة مواطنين ومقدسات وانتماء، هي غير مجدية، كما أن الادعاء والمفهوم البالي بأن القدس عاصمة موحدة أبدية لاسرائيل هو مجرد وهم وخداع، وأمنية لن تتحقق.
كذلك، فان اسرائيل بكل أذرعتها العسكرية والأمنية وباستخدام سياسة العقاب الجماعي غير قادرة على مواجهة العمليات في القدس، فالقدس محتلة، وهي تدافع عن نفسها، وتصد بأشكال مختلفة هجمات وسياسات ومخططات التهويد وتغيير المعالم والانتهاكات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة.
وحقيقة ثالثة، وهي أن أية تفاهمات أو لقاءات خارج ضرورة البحث عن حل حقيقي لمشكلة القدس، هي تحركات وجهود فاشلة عاجزة، ولن توقف أعمال القمع الاسرائيلية، وبالتالي، لن تتوقف مواجهة القدس لمغتصبيها.

ترتيب الأولويـات
إن العمليات التي تشهدها القدس، ورد مواطنيها على سياسات القمع والقتل الممنهج، واطلاق أيادي قطعان المستوطنين وشذاذ الآفاق ، هذه العمليات، تعيد ترتيب الأولويات بالنسبة للمسائل الجوهرية، فالقدس على قمة هذه الأولويات.. وعلى الجميع أن يضع ذلك في الحسبان.
وفي القدس لا وجود لجدران فصل لصد العمليات التي ينفذها الفلسطينيون دفاعا عن وجودهم وقدسهم، وهذا يجب أن يدفع الجميع الى التخلي عن السياسات العرجاء التي ثبت فشلها، والتفكير بجدية في حلول سياسية للوضع في مدينة القدس. وهنا، على القيادة الفلسطينية ادراك ذلك جيدا، وأن تستند في تحركها وسياستها الى تقارير صادقة سليمة نابعة من أرض الواقع.. وايضا، هي مدعوة الى أن لا تضيع دماء الشهداء في المدينة هدرا، للدفع باتجاه المسألة والقضية الصعبة والأكثر جوهرية وحساسية وهي القدس الى المواجهة، والأمر لا يتعلق فقط بترتيبات صورية أمام العالم للصلاة في الحرم القدسي الشريف.

مرحلة جديدة بدأت
هناك بداية لمرحلة جديدة، لم تبدأ بعملية "الكنيس"، وانما بدايتها منذ استشهاد الفتى محمد أبو خضير، رغم محاولات قوى كثيرة ومتعددة الاطراف والجنسيات التغطية على هذه الأحداث التي تشهدها أحياء المدينة. عمليات مواجهة، تمر بمحطات تجعل ألسنة اللهب تواصل إرتفاعها، لكنها، لن تتوقف، عمليات تتطور باستمرار من حيث الأدوات والأشكال والأهداف.
ومن الخطأ، أن يعتقد البعض بأن الهبّة الجماهيرية ستقتصر فقط على منطقة القدس، ومن الصعب التحدث عن امكانية التحكم باشتعالها وسريانها، فكل فصل احتلالي، له رد فعل جماهيري بأشكال مختلفة، فالقدس كما قلنا خط أحمر، لا يمكن تجاوزه والقفز من فوقه، أو العبث بساحتها تاريخا وتراثا وقدسية..
إن هبّة القدس فتحت أبوابا جديدة واضحة، لكل من يريد حقا إنجاز سلام حقيقي عادل، ومن هذه الأبواب، فقط يمكن الدخول الى عملية سياسية حقيقية، هذا يجب أن تدرك اسرائيل أولا وواشنطن التي تسمي نفسها راعية السلام. وفي هذه المرحلة الجديدة التي بدأت، وتفرض نفسها، وعلى الاخرين التساوق معها، وادراك أبعادها، مطلوب من اسرائيل أن توقف سياساتها القمعية، وانتهاكاتها، وأن تعيد النظر في أحد مفاهيمها البالية، الباطلة، الذي يقول بأن القدس بشطريها موحدة وعاصمة أبدية لها، فالقدس لها أصحابها، واستمرار المواجهة وتنفيذ العمليات، له معانيه ودلالاته، ولن تستطيع آلة اسرائيل الأمنية والعسكرية، وكل أشكال العقوبات وقف مثل هذه العمليات.. ولن تكون هناك في أيدي قادة اسرائيل حلول سحرية لوقف ألسنة اللهب، وهذا ما اعترف فيه على رؤوس الأشهاد قادة شرطة اسرائيل بحضور وزير أمنها الداخلي، بعد ساعات قليلة من تنفيذ العملية ضد متطرفين اسرائيليين.