2024-04-23 07:27 م

إحتلال القدس من جديد .. قوات أمن اسرائيل تعيث فسادا في شوارع المدينة وأحيائها

2014-11-18
القدس/المنــار/ اسرائيل تحتل القدس من جديد.. حالة استنفار وتأهب في صفوف الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، وحملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين العرب، على خلفية العملية التي نفذها فلسطينيا في كنيس يهودي ردا على سياسة القمع والانتهاكات التي تنتهجها اسرائيل في المدينة  المقدسة.
دوريات راجلة ومحمولة تجوب شوارع المدينة وأخرى أخذت مواقعها على مفارق الطرق، في حين يتواصل حصار أحياء المدينة، وتستمر تهديدات المستوى الأمني والسياسي الاسرائيلي ضد مواطني المدينة، وتتكثف عمليات الدهم الضرائبي، ومخالفات السير بغير وجه حق، في المدينة المقدسة أجواء حرب، أجواء تشي بمفاجآت جديدة في الساعات القادمة.
والواقع في القدس يؤكد أن القدس الشرقية خارج اطار الضم وليست جزءا من عاصمة اسرائيل الأبدية، كما يحلو لقادة اسرائيل تسمية شطري المدينة، وهناك قوائم لبيوت مهددة بالهدم، وقرارات بناء وحدات استيطانية.. جاهزة للتنفيذ. هذا هو حال المدينة ، التي ترتفع فيها ألسنة الاشتعال، ومستوى الكراهية.. حال يفيد بأن القدس هي أولوية.. وأن لا حل سياسيا بدون القدس، وأن هناك قدسين شرقية وغربية، ولا بد من الفصل، وان كان ذلك يتحقق بوجود ومرابطة قوات دولية.
القدس كانت منسية، في حين تتعرض لتصعيد متواصل من القمع والحصار والقتل، واستباح المتطرفون وقوى اليمين كل شيء تحت سمع وبصر حكومات وقيادات اسرائيل، التي حولت المدينة الى ساحة سباق انتخابي، تحت شعار الفوز في الانتخابات لمن يقمع أكثر، ولمن يسجل أعلى عدد من القتلى في صفوف العرب.
في مدينة القدس بطالة، وحواجز تغلق احياءها، واعتداءات متكررة ومتزايدة، خطف وقتل واعدام وحرق ... وحصار من كل الجهات.. وزاد الأمر سوءا أن "الأخوة والاشقاء" أداروا ظهورهم لهذه المدينة، التي تئن تحت سياسة قمعية ممنهجة طالت كل مرافق الحياة، وفي كل جوانبها، لم يلتفت أحد لهذه المدينة ولم تتحرك جهة لدعم صمود أبنائها، والدفاع عن مقدساتها.. فماذا كان ينتظر من مواطني المدينة المقدسة؟! كان لا بد من الانتفاض.. ولا بد من الوقوف في وجه الغزاة، وبكل الوسائل.
إنتفضت القدس لتعيد مكانتها وموقعها الطبيعي على رأس الأولويات والقضايا الجوهرية للصراع، وتترجم حقيقة أنها مفتاح الحلول، وأنها ترفض القهر، ولا ترضى التغييب والتقزيم، وأن على القوى والجهات اعادة تقييم مواقفها من القدس وصمود أبنائها، وأن تدرك بأن المدينة درة كبيرة وبحاجة الى "الكبار" لتولي المسؤولية فيها، وأن تثبت القيادة وجودها في القدس.
في القدس تشيد قواعد مرحلة جديدة.. وتطورات لأحداث فيها، وتداعيات ما تشهده وتتعرض له.. وهبة مواطنيها.. سوف تنزلق الى ساحات عدة، فهي المركز والجوهر والمحور، وليست منفصلة عن الجوار بأبعاده المختلفة.
القدس أحدثت بهبتها تطورا هاما وكبيرا، وأية تسمية تطلقها هذه الحهة أو تلك، أو يختارها هذا المسؤول أو ذاك.. على أحداث القدس، فان الحقيقة تقول، أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي دخل مرحلة مفصلية، وستكون المدينة العامل الأبرز فيه، وهي التي ستحدد معالم أي جهد وتحرك من أي طرف كان، فلا تغييب ولا تحجيم ولا صمت على الاذلال والمهانة.. وعندما تشتعل القدس، فان لهيب هذا الاشتعال لن يعرف حدودا!!
وفي ظل الأجواء الخطيرة التي تخيم على المدينة، فان كل عواصم الأمة مدانة وعاجزة وقياداتها مشبوهة، ولتصمت ألسنة هذه القيادات عن الحديث عن القدس، فالمدينة بحاجة الى من يدعم صمودها، وهذا غير متوفر.. ورغم اشتداد الهجمة على زهرة المدائن، فان القدس سترسم كل معادلات المنطقة، التي تعيث فيها أنظمة الردة، والخوارج في الخليج وتركيا افسادا وتخريبا وقتلا.