القدس/المنــار/ عقوبات سحب السفراء التي تعرضت لها مشيخة قطر من جانب أنظمة السعودية والامارات والبحرين في الأشهر الأخيرة ، انتهت بمصالحة نهائية قد لا تكون هشية كسابقتها، مصالحة تفاهم فيها حكام هذه الدول على وحدة المصالح، وبشكل أدق وحدة المصير، ويبدو أن الدول المذكورة وصلت الى قناعة بأن السقوط في "الحالة الخليجية" سيكون حالة سقوط جماعي، فكابوس "دومينو" السقوط قد أصبح حقيقة مقنعة، ولم تعد فقط في إطار التقارير التحذيرية التي نقلت الى الأنظمة الرئيسية في الخليج، وبشكل خاص السعودية، تحذرها من عدم الاستقرار في حال استمر صراع "الأشقاء" في الخليج، وضرورة البحث عن أرضية مشتركة للمصالحة في ظل الخوف من سقوط لا ينتهي بهذه العاصمة أو تلك في دول الخليج، وقد يؤدي الى حالة مختلفة من عاصفة ما يسمى بالربيع العربي التي تواصل اجتياحها بأشكال مختلفة للمنطقة العربية منذ ما يقارب السنوات الأربع.
دوائر سياسية مطلعة ذكرت لـ (المنــار) أن المصالحة الأخيرة التي أعلن عنها بشكل مفاجىء بين دول الخليج تنبع بالأساس من الخوف، في أن تتسبب حالات التآمر والتآمر المضاد بين أنظمة الخليج الى سقوط ناتج عن عمليات اختراق الجدار الذي تحاول كل دولة تعزيزه وتقويته في وجه تهديدات خارجية متعددة الأشكال والألوان.
وتشكك الدوائر بمدى امكانية أن تتوقف بعض القيادات في هذه الدولة أو تلك عن مساعيها الهادفة الى المساس باستقرار الدول الاخرى، ولا تستبعد الدوائر ذاتها أن يتحول سيناريو "كابوس الدومينو" الى واقع ملموس اذا لم تصح هذه الأنظمة مبكرا.
